الحكومة السودانية ترفض اتهامات واشنطن بعرقلة المساعدات وتعتبر حدودها مع تشاد معبرًا لإدخال السلاح


السبت:24/فبراير/2024: راديو دبنقا
رفضت الحكومة السودانية ما وصفته بالاتهامات الباطلة للجيش السوداني التي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأميركية أمس الجمعة ٢٣ فبراير الحالي، واعتبرت أن البيان تجنب إصدار إدانة صريحة وواضحة وحصرية ضد ما وصفتها بـ”المليشيا”، ورأت أنه تجاهل حقيقة أن الحدود السودانية التشادية هي المعبر الأساسي للأسلحة والمعدات التي تستخدمها “المليشيا” لقتل الشعب السوداني.
وردت الحكومة في بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية تحصل عليه “راديو دبنقا” عبرت فيها عن استغرابها ورفضها لما وصفته بالاتهامات الباطلة التي تضمنها البيان الأمريكي أمس، ضد القوات المسلحة السودانية وحكومة السودان، فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والأنشطة المدنية.
واعتبرت في بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية أن البيان تجنب إصدار إدانة صريحة وواضحة وحصرية ضد ما وصفها بـ”المليشيا” التي رأى بأنها المسؤولة عن جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنف الجنسي والجرائم ضد الإنسانية في السودان، وقالت إنَّ هذا ما أقرته الإدارة والمؤسسة التشريعية بالولايات المتحدة نفسها. واعتبرت أن البيان سعى بطريقة متعسفة لتوزيع الإدانة، بإقحام القوات المسلحة السودانية، الذي قالت إنَّه الجيش الوطني المسنود بكامل الشعب السوداني، في مسائل لا صلة لها بها.
وقالت الخارجية إنَّ البيان تجاهل حقيقة أن الحدود السودانية التشادية، التي تنتشر فيها “الملشيا”، هي المعبر الأساسي للأسلحة والمعدات التي تستخدمها لقتل الشعب السوداني وارتكاب كل الفظائع المعروفة عنها، مذكِّرة الإدارة الأمريكية بأن هنالك جهات محايدة عديدة وثقت ذلك على رأسها فريق خبراء الأمم المتحدة المستقلين لمراقبة القرار ١٥٩١، وقنوات التلفزة وكبريات الصحف الأميركية.
وأقرت بأن البيان رغم أنه تضمن أن “المليشيا” تنهب البيوت والأسواق ومستودعات المساعدات الغذائية في المناطق التي تسيطر عليها، لكنه وجه اللوم للقوات المسلحة على عدم وصول المساعدات إلى تلك المناطق! وعبرت عن غضبها لإقحامه القوات المسلحة في موضوع قطع شبكات الاتصال وقالت إنَّه أمر تتحمله “المليشيا”وحدها. وفندت ما جاء في البيان بالقول على عكس ما ورد في البيان فقد قدمت الحكومة السودانية كل الدعم والإسناد لشركات الاتصال لاستئناف خدماتها بإقامة مشغلات جديدة بدلاً عن تلك التي خربتها المليشيا.
وقالت الخارجية إنَّه برغم أن البيان أشار إلى الانتشار الواسع للاغتصاب والتنكيل بالمدنيين، إلا أنه لم يحدد المسؤول عن تلك الجرائم وهي “المليشيا”.
وتأسفت لخلو البيان من أي إشارة لما وصفته بالفظائع الأخيرة “للمليشيا” ضد القرويين العزل في ولايات الجزيرة وسنار وجنوب كردفان ومعسكرات النازحين في شمال دارفور، وأشارت أيضًا إلى الحصار الذي تفرضه على مدينة طابت، وذلك الذي قالت بأنها فرضته على منطقة الفتيحاب بأمدرمان على مدى عشرة شهور، ولم يرفع إلا بعد هزيمة المليشيا على يد القوات المسلحة الأسبوع الماضي.

ونبهت الخارجية، الإدارة الأمريكية، إلى أن عودة الحياة الطبيعية إلى مناطق أمدرمان بعد طرد “المليشيا” منها، والاحتفالات الشعبية التلقائية بانتصار القوات المسلحة يوضح مع من يقف الشعب السوداني ومن المسؤول عن تعطيل الأنشطة العادية للمواطنين.
وجددت وزارة الخارجية التزام الحكومة السودانية بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية، مرحبة بإعادة وزارة الخارجية الأمريكية التذكير بهذه الوثيقة الموقعة منذ ١١ مايو من العام الماضي. إلا أنها وصفت مواقف الإدارة الأمريكية بالمترددة تجاه تنصل “المليشيا” من إعلان جدة وعدم اتخاذها خطوات حاسمة حيال فظائع “المليشيا” منذ ذلك الوقت، وقالت إنَّ رسائلها المتناقضة في هذا الصدد، ساهمت في ألا تتحقق النتائج المرجوة منه، والتي كان من شأنها احتواء الأزمة الإنسانية والتمهيد لوقف الحرب.