الثالث من نوعه منذ رمضان الماضي.. حادث مسيرات شندي، هل يمثل ثغرة امنية؟

لندن: الأربعاء 24 أبريل 2024: راديو دبنقا
تقرير: عمر عبد العزيز

في ثالث حادث من نوعه منذ رمضان الماضي، اعلن الجيش السوداني الثلاثاء أنه اسقط طائرتين مسيرتين بالقرب من قيادة الفرقة الثالثة مشاة في مدينة شندي بولاية نهر النيل. فيما كشف شهود عيان لراديو دبنقا عن سقوط مسيرة صباح اليوم في ضواحي شندي.

وقال متحدث عسكري إن الجيش تصدى للمسيرتين بالمضادات الأرضية مما أدى لتفجير عبواتها في الجو، مشيرا إلى سقوط باقي اجزائها في مباني مطار الفرقة دون أن تسبب خسائر في المعدات أو الأرواح.

واعتبر الخبير العسكري، المقدم معاش عمر أرباب وصول طائرتين مسيرتين بالقرب من مقر الفرقة الثالثة مشاة التابعة للجيش بمدينة شندي ثغرة أمنية كبيرة.

وأضاف، في مقابلة مع راديو دبنقا، أن هذا الامر “دلالة على وجود خلل في الدفاع عن المدينة وعن الفرقة”.
وقال أرباب إن من الضروري أن تكون هناك دفاعات أولية متقدمة تمنع اختراق هذه المنطقة.

واعرب عن اعتقاده بأن وصول المسيرات إلى هذه النقاط التي بلغتها هو “مؤشر خطير يجب تداركه”، مشيرا إلى أن هذه الأحداث “يمكن أن تتكرر ويمكن أن تتغير مواقيتها”.

“استثمار في الخلافات”

وظل الدعم السريع ينفي أن يكون هو من اطلق المسيرات في شندي أو ولاية القضارف، أو قبلها في عطبرة.

وتعليقا على نفي الدعم السريع إطلاق مسيرتي شندي، اعرب المقدم أرباب عن اعتقاده بأنهم من اقدموا على هذه العمليات في هذا الحادث، وكذلك في الحادثين السابقين، في كل من عطبرة والقضارف.

وبشأن الحديث عن أن إطلاق المسيرات ياتي في إطار تصفية حسابات بين الجيش وبعض الكتائب الإسلامية التي انضمت للقتال معه، قال أرباب إن هذا الخلاف قائم، لكنه لا يرقى إلى مرحلة أن يحاول كل طرف استهداف الآخر، مشيرا إلى أن الدعم السريع يريد أن يستثمر هذا الخلاف لصالحه.

وتابع قائلا إن الدعم السريع يريد من ناحية أخرى أن يرسل رسالة مفادها أن لديه القدرة لضرب أهداف في مناطق سيطرة الجيش دون اثبات تورطه في هذا الأمر.
واضاف أرباب أن “هذا في حد ذاته نوع من الحرب النفسية ونوع من النجاح، مشيرا إلى أن الجيش لم يتمكن من إصدار بيان باتهام الدعم السريع.

دقة وسرعة وتكلفة منخفضة

ويشير خبراء فنيون وهندسيون إلى سهولة تجميع قطع المسيرة وتشغيلها، مما يجعلها في متناول أيدى الكثيرين للأغراض المدنية والعسكرية على حد السواء.
وعن سبب تزايد استخدام المسيرات مؤخرا، قال المقدم عمر أرباب إنها صارت عنصرا فاعلا في الحروب الحديثة بدرجة كبيرة.

وضرب امثلة على ذلك باستخدامها من قبل الجيش الاثيوبي لدحر التيغراي، مشيرا إلى أنها لا تزال تلعب دورا مهما في الحرب الروسية الاوكرانية المستمرة منذ اكثر من عامين.

وعدد ارباب مميزات المسيرات التي تتمثل في التكلفة المنخفضة وعدم الحاجة إلى تدريب متطور ودقة إصابة الهدف وصعوبة اكتشافها إضافة إلى سرعتها.

لكنه أشار كذلك إلى بعض العوامل السلبية المتمثلة في قصر مدى طيرانها وارتفاعها.
واعرب أرباب عن اعتقاده بان ازدياد استخدام المسيرات يؤكد تدخل أطراف اخرى في الحرب بين قوات الجيش والدعم السريع، “باعتبار أن المسيرات تستجلب من الخارج”.

وأضاف أن هذا الامر “يفتح الباب للمزيد من التدويل في القضية واستقطاب الدعم الخارجي وعقد تحالفات مع جهات أخرى”.

ويأتي هذا الحادث الأخير الذي شهدته مدينة شندي الثلاثاء، بينما ابدى بعض المراقبين تفاؤلا بإمكانية العودة للمفاوضات بين قوات الجيش والدعم السريع خلال الأسبوع الأول من مايو، كما قال المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيريللو.

وبصرف النظر عن الجهة التي نفذت الهجوم والأهداف التي تسعى لها من ورائه، فإن هذا النوع من الهجمات ربما يسهم في عرقلة مساعي السلام والمضي نحو طاولة المفاوضات، كونه يدخل مدنا ومناطق جديدة إلى ساحة الحرب بعد أن ظلت بعيدة عنها لنحو عام.