الترند: مكتبة الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم

بعد استعادة الجيش السيطرة على مناطق أمدرمان القديمة، استطاع الكثيرون الوصول إلى منازلهم ومكاتبهم في هذه المناطق، بالرغم من الإجراءات الأمنية التي تحتم الحصول على تصريح مرور للتمكن من تجاوز الارتكازات العسكرية.

ومن بين المئات من مقاطع الفيديو المتداولة والتي تصور منازل المواطنين والمؤسسات المدنية في أمدرمان القديمة وحجم الدمار والخراب الذي طال الممتلكات العامة والخاصة جراء المعارك العنيفة أو السرقة والنهب من قبل طرفي الحرب والمتفلتين.

 نال مقطع فيديو مدته 2 دقيقة و 3 ثواني اهتماما كبيرا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتم تداوله على مختلف المنصات باهتمام كبير. مقطع الفيديو يصور منزل المرحومة الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم، القيادية بالحزب الشيوعي ورئيسة الاتحاد النسائي السابقة في حي العباسية بأمدرمان.

ويظهر مقطع الفيديو أن المنزل سليم ولم يطاله التدمير، بالمقابل تبدو كل النوافذ الزجاجية محطمة بسبب تأثير الانفجارات. أكثر ما يلفت الأنظار في هذا المقطع هو الكم الهائل من خزانات الكتب والكراتين والصناديق التي تحوي ألاف الكتب والتي تعرضت للتمزيق من أجل معرفة ما تحويه.

المهم في الأمر أن الكتب لم تكن محل اهتمام المتحاربين أو الذين ربما يكونوا قد مروا بغرض النهب، وظلت في أماكنها الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا للحفاظ عليها باعتبار أن مكتبة الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم هي جزء من إرث وثروة الشعب السوداني الثقافية والسياسية.

 ومن المؤكد أن من بينها كتب ووثائق نادرة يصعب الحصول عليها. وكذلك هناك عدد من أجهزة الراديو والمسجلات من أجيال مختلفة ومعها الأشرطة الخاصة بها وهي أيضا تحوي ثروة من المحتويات التي تعتبر جزء من تاريخ السودان. بالإضافة إلى آلة أكورديون موسيقية قديمة هي في حد ذاتها قيمة.

أما المنزل، وبغض النظر عن ظروف الحرب الحالية، فقد كان من الأحرى أن تتم صيانته، وأن الصيانة أصبحت أكثر الحاحا بعد هذه الحرب. وأن يتم تحويله إلى متحف يؤرخ لحياة الراحلة، الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم، وما قدمته للوطن وللنساء في السودان مثلما تفعل الكثير من دول العالم لتخليد رموزها. قبل ذلك، لا بد من أن تتوقف هذه الحرب اللعينة.

Welcome

Install
×