الترند اليوم: طبت حيا وميتا عمر علي منور

نعت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية أحد رموز العمل الطوعي في فترة الحرب الحالية، عمر علي منور، مسؤول المطابخ الجماعية في غرف طوارئ بحري. وقد توفى عمر علي منور كنتيجة لعدم توفر الخدمات العلاجية وبسبب بعد توفر مياه الشرب النظيفة في بحري التي تعاني من انقطاع كامل للمياه منذ أن توقفت محطة مياه بحري عن العمل في اليوم الأول للحرب في 15 أبريل 2023. وتتولى المطابخ الجماعية تقديم الطعام للمواطنين الذين قرروا البقاء في مدينة بحري وعدم مغادرتها رغم ظروف الحرب القاسية. وتشرف غرف الطوارئ على هذه المطابخ الجماعية بدءا من جمع الأموال والتبرعات وحتى إعداد الوجبات وتوزيعها. وقد نعت غرف طوارئ بحري عمر علي منور بالكلمات التالية:

وأخي شهيد جَماله وخصاله
شهيد كلامه وغرامِهِ وحروبه وسلامِه
والخَيْرِ تحت قميصِهِ والشرِّ في أيامِهِ
والموتُ مبذورٌ على أثلامِهِ وحصادُه قممُ الفكاهةُ والجنونْ
ومِنّا شهيدُ كهولةٍ أو غربةٍ أو قُبلةٍ في الظَّهرِ
أو برصاصةٍ في الصدرِ أو بهمومنا المتعرجاتِ على الجبينْ
مِنَّا شهيدُ اليأسِ…
حيث تشيخ وَلْدَنَةُ الصَّبا عند الصبيَّ
وتنتهي آمالُ من ثاروا بثرثرة الحبيب مع العدوِّ
وفي معانقةِ الضحايا للخصوم “الطيبينْ”!

تنعى غرف طوارئ بحري الشهيد عمر علي منور، مسئول متابعة المطابخ الجماعية في مدينة بحري، والذي وافته المنية جراء علة مرضية أصابته بسبب انعدام المياه النظيفة الصالحة للشرب وعدم توفر مؤسسات الرعاية الصحية اللازمة لعلاج أمراض بسيطة مثل حصوة في الكلى.

لقد كان رفيقنا عمر أحد الركائز الأساسية في متابعة عمل المطابخ الجماعية وافتتاح المطابخ الجديدة لإطعام المواطنين المحاصرين في بحري. وظل يعمل في أحلك الظروف لتوفير متطلبات عمل المطابخ وظل يسعى لذلك حتى مع ظروف انقطاع الاتصالات والمضايقات الأمنية المستمرة من قبل القوات المتصارعة. والجدير بالذكر، ان شقيق الشهيد ظل مفقودة منذ شهر سبتمبر ٢٠٢٣.

إننا إذ نعزي أسرة شهيدنا الحبيب، وأنفسنا وعموم الشعب السوداني، نشير مرة اخرى إلى أنه رحل عنا بشكل مباشر نتيجة لمشكلة المياه المتفاقمة في مدينة بحري، والتي هي إحدى نتائج هذه الحرب اللعينة. ولكن حياة المواطنين وصحتهم لن تنتظر مماحكات السياسيين ومطاولات طرفي الحرب في إيقاف الحرب. إن إغاثة السودانيين ومساعدتهم ينبغي أن تحدث الآن وهي واجب علينا جميعا.

رحم الله الشهيد عمر وتقبله في جناته وجزاه عن شعبنا كل خير لما قدمه في سبيل إغاثته وخدمته في هذه الظروف
الحالكة التي ألمت بشعبنا.

غرفة طوارئ بحري
٣١ مارس ٢٠٢٤