البشير يهاجم قوى المعارضة والحركات المسلحة ويتوعد بملاحقتهم أينما كانوا والصادق المهدى يرفض ويؤكد عدم إلتزام قوى نداء السودان ولا يعنيها

“البيجي يوقع مسالم أهلاً وسهلاً..والما بيجي بنصلو هناك في الغابة ونلاحقه” … ولكن الصادق المهدي أكد أن الحوار الوطني غير ملزم لقوى … واعتبر البرفيسور الطيب زين العابدين… وقلل عثمان ميرغني…

جدد الرئيس البشير بأن الوثيقة الوطنية التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني ستظل مفتوحة لكل من أراد الالتحاق بها، وأضاف وهو يخاطب حشداً جماهيرياً في الساحة الخضراء أمس الثلاثاء قائلاً: "البيجي يوقع مسالم أهلاً وسهلاً..والما بيجي بنصلو هناك في الغابة ونلاحقه أينما كان..". ولكن الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي أكد أن الحوار الوطني غير ملزم لقوى نداء السودان ولا يعنيها. واعتبر المهدي في لقاء مع قناة العربية حوار قاعة الصداقة بمثابة حوار تمهيدي، لا يكتمل إلا بالحوار مع الأطراف التي وقعت على خارطة الطريق في أديس أبابا تحت مظلة مجلس السلم والأمن الأفريقي. وكانت المؤسسات الحكومية بولاية الخرطوم أمرت جميع الموظفين بالمشاركة في المسيرة وهددت باتخاذ إجراءات عقابية ضد أى موظف لم يشارك في المسيرة.
 من جهته اعتبر البرفيسور الطيب زين العابدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم والكاتب والمحلل السياسى توصيات الحوار الوطني بأنها لن تحقق أهدافها ولن تؤدي إلى السلام. وقال إن عدم مشاركة الحركات المسلحة وعدد من القوى السياسية المؤثرة يعد نقطة الضعف الحقيقية في الحوار الوطني. وأبدى البروفيسور الطيب زين العابدين استغرابه من عدم توفير الضمانات الكافية لإنفاذ التوصيات محذراً من تردد الحكومة في إنفاذها باعتبار الوزن الحفيف للأحزاب التي شاركت فى الحوار. وقال إن توصيات لجنتي الحكم والحريات كانت جيدة وتعزز المشاركة الفعلية في السلطة ولكن المساومات التى قادها الرئيس البشير فى اجتماع الجمعية العمومية وتلويحه للأحزاب المشاركة فى الحوار بمشاركتها فى الحكومة المقبلة أفرغت تلك التوصيات من محتواها.
وفى ذات الموضوع قلل عثمان ميرغني الكاتب والمحلل السياسى رئيس تحرير صحيفة التيار من مخرجات الحوار الوطني ووصفها بغير المرضية على الإطلاق ولا تشكل تغييراً يبشر بمستقبل جديد ولا ترقى إلى مستوى الأزمة والتحديات التي يواجهها السودان. كما وصف عثمان ميرغني التوصيات بالشعارات العامة التي لا تتطلب الوقت الطويل الذي أهدر لإنجازها موضحاً أن جلسة واحدة كانت كفيلة للخروج بهذه التوصيات.
وحول التفاصيل التي اختلفت حولها الأحزاب المشاركة قال عثمان ميرغني إنها لا تمس جوهر الأزمة السودانية المتمثلة في هيكلة الدولة وكيفية حكم السودان ومن يحكمه، مشيراً إلى أن الحوار لم يتطرق إلى هذه القضايا  المهمة. وقال إن عدم مشاركة الحركات المسلحة وعدد من القوى السياسية يقلل من أهمية مخرجات الحوار الوطني.

من جهته قال الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني إن الهوية تمثل أبرز التحديات التي تواجه القارة الأفريقية وتقعدها عن الازدهار والتنمية، ودعا في محاضرة ألقاها بقاعة الصداقة بالخرطوم إلى عدم التركيز على الجنس الأفريقي، عربي، أو الديانة مسلم، مسيحي، لا ديني، واضاف قائلا إن هذه هى المشاكل التى يعانيها السودان منذ ستين عاماً، وتعاني منه أوغندا والدول الأفريقية الأخرى. وطالب موسيفيني بأن تكون التنمية هي "الشئ الذي نفتخر به ويمثل هويتنا.