البرهان يتعهد بتسليح المقاومة الشعبية ويعتبر استقبال حميدتي من قبل دول الجوار إهانة للشعب السوداني

البرهان في جبيت

الخرطوم:السبت 6/يناير/2024: راديو دبنقا

بعث رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، بعدة رسائل داخلية وخارجية، لقائد الدعم السريع وتنسيقية القوى المدنية “تقدم” ودول الإقليم التي استقبلت قائد الدعم السريع، والوسطاء والجهات الداعية للتفاوض، وتعهد بتسليح المقاومة الشعبية وتنظيمها للدفاع عن النفس والوطن، مؤكدًا أن قوات الدعم السريع تقاتل الشعب السوداني وليس الجيش.

وقال البرهان في أول مخاطبة يتعهد فيها بتسليح المقاومة الشعبية، أمام منسوبي الجيش بمعهد المشاة بمنطقة جبيت العسكرية بشرق السودان، قال أن ما وصفها بالمليشيا المتمردة، تحارب الشعب السوداني وليس الجيش وأنها تقتل وتنتهك الأعراض وتنهب الأموال والممتلكات وتتشدق بالحديث عن الديمقراطية.
ووعد البرهان بالثأر لحق الضحايا منطقة اردمتا والجنينة بولاية غرب دارفور وقال إنَّ عهدنا مع الذين استشهدوا وقتلوا وشردوا وانتهكت أعراضهم، ومن تم تعذيبهم ودفنهم أحياء في أردمتا وفي الجنينة، أن نأخذ لهم بحقهم، وأضاف أن كل السودان والعالم شهد بالجرائم البشعة والقبيحة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع وأعوانهم، وأن كل العالم شهد أن تلك القوات ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.وقال إن الجيش كان موجودًا في اردمتا والجنينة ولم تتعرض لهم قوات الدعم السريع، فما ذنب أهالي الجنينة واردمتا، وقال إنهم من فترة طويلة يقتلون الأبرياء ويلقوا التهمة لآخرين يقولون أنهم مندسين، ومايحدث في الجزيرة خير دليل على ذلك مشيرًا إلى أن القرى والحلال التي يهاجمونها لايوجد فيها جيش، وأوضح أنها كلها قرى مدنيين عزل أبرياء تم نهب أموالهم وممتلكاتهم.
وشن هجوما” لاذعا” على قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو ووصفوه بـ”الأرجوز”، وقال ( قائد التمرد يدعي التدين كذباً وهو مؤمن بالدجل والشعوذة و يقتل الأبرياء ويسفك الدماء وينتهك الأعراض وينهب الممتلكات ويشرد ملايين المواطنين الأبرياء ويخدع البسطاء وقال حميدتي هرب من الميدان ثمانية أشهر وظل يتخفى وماقادر يظهر كل هذه الفترة، يهين ويقتل في الشعب السوداني) واضاف: “نحن موجودون وسط جنودنا نقاتل معهم ولا نعرف الإختباء ونظهر للعلن كل يوم ولم نهرب مثل قادة التمرد ولا حل إلا بعد أن يعيد المرتزقته من حيث أتوا”.
وأكد أن الشعب السوداني كله يقف مع الدولة ومع قواته المسلحة ويحمل السلاح للدفاع عن الوطن، وقال:” نحن لن نتوانى في تدريب وتسليح كل قادر على حمل السلاح ومن حق كل مواطن أن يدافع عن نفسه وداره وماله وعرضه، لأن المرتزقة استهدفوا المواطنين ونهبوا ممتلكاتهم و هجروهم من منازلهم و حاربوهم بكل وضاعة”.

وجدد موقفه لدعم أي جهود من شأنها توقف الحرب إلا لمن أراد القتل والنهب بإسم شرعية زائفة، وقال:” نمد أيادينا لكل جهد صادق لإيقاف الحرب ولكن من أراد القتل والنهب بإسم شرعية زائفة فلن نسمح له، ومن يدعم الذي يقتل ويغتصب وينهب ويخرب ويدمر لن يجد منا أي شرعية أو إعتراف.

ويأتي خطاب البرهان، قبيل انعقاد لقاء مرتقب خلال الفترة المقبلة في جيبوتي مع حميدتي، كان مقررًا عقده نهاية العام الماضي وهو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب.
وفي أول رد فعل لاتفاق قوات الدعم السريع وتنسيقية القوى المدنية “تقدم” الموقع في أديس أبابا،
وبعث برسالة للقوى السياسية ممثلة في تنسيقية القوى المدنية “تقدم” وحذرهم بالابتعاد عن قائد قوات الدعم السريع إن كانوا وطنيين، ونصحهم من أن ينقلب عليهم مثل ما أنقلب على باقي السودانيين، منبهًا إياهم بأنهم أخطأوا بتوقيعهم لاتفاق مع جهة قال أنهم يحسبوها متمردة وخارج عن القانون والعالم يعتبرها قوات إرهابية ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وبعد كل ذلك يتم الاتفاق معه من أجل اعادته مرة أخرى للسلطة مجددًا معبرًا عن رفضه للاتفاق بأنه غير مقبول ولن يعترف به.وأبدى ترحيبه بالحوار معهم مثل بقية القوى السوداني شريطة أن يكون في داخل السودان وقال أن لايمانع من الحوار لكل سوداني يرغب في وقف الحرب وتهمه مصلحة السودان ويريد أن يعيد للسودانيين هيبتهم ومكانتهم.
ووقّعت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية في السودان (تقدم) وقوات الدعم السريع،الثلاثاء، على إعلان سياسي مشترك يتضمن تفاهمات بينها تشكيل “لجنة مشتركة لإنهاء الحرب”.
وبعث برسالة أيضًا لبعض دول الإقليم التي استقبلت قائد قوات الدعم السريع عبر فيها البرهان عن أسفه ، وقال إنَّ بعض دول الإقليم تصفق له وتستقبله استقبال رسمي وعبر عن رفضه لهذه الخطوة التي قال إنهم لن يقبلوها مشيرًا إلى أنها تمثل إهانة للسودان وللشعب السوداني، مذكرًا بأن جزء كبير من العالم أثبت أن هذه القوات التي يقودها الفريق دقلو، ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية داعيًا لمعاملتها على أساس أنها قوات إرهابية.
كما بعث برسالة للوسطاء والجهات الداعية لعودة التفاوض وقال لمن يتحدثون عن مفاوضات  جدد تمسكه بوقف الحرب بخروج قوات الدعم السريع من الأعيان المدنية، وإعادة كل المنهوبات لأصحابها من أموال وممتلكات ومحاسبة كل من ارتكب جريمة في حق الشعب السوداني. وشدد بأنه بدون تلك الشروط لاسلام ولاتفاوض.
وبدأ قائد قوات الدعم السريع جولة إفريقية واسعة عقب اتفاقه مع “تقدم” ووصل اليوم كيجالي، وأعلنت وزارة الخارجية ، الخميس، استدعاء سفيرها لدى نيروبي كمال جبارة، احتجاجًا على الاستقبال الرسمي لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” الأربعاء.
‏من جهته علق رئيس حركة العدل والمساواة سليمان صندل على خطاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حول اللقاء الذي جمع بين (تقدم) برئاسة الدكتور عبد الله حمدو الذي وصفه  برئيس الوزراء الشرعي، وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، وقال إنّه جاء بعيدًا عن توقعات الشعب السوداني التواق لوقف الحرب,

واعتبر صندل أن البرهان بخطابه في جبيت قد أسدل الستار أمام أي حوار، أو لقاء إيجابي بين الطرفين، ضارباً بمعاناة الشعب عرض الحائط. وقال إن البرهان أراد من خطابه عمدًا إطفاء شعاع السلام الذي لاح في الأفق بعد توقيع إعلان أديس أبابا. وأضاف” لكن أمل إنتصار إرادة السلام كبير، بل سيسود ويصبح واقعاً”.

وقلل من حديثه بدعم وتسليح المقاومة الشعبية وشدد على إن الإصرار على التجييش الشعبي، وتصوير المعركة كأنها بين الشعب والدعم السريع فرية لا تنطلي على أحد، ونبه بقوله “ليس هناك أدنى شك من أن تلك التعبئة التي وصفها  بالسالبة والتحريض لمزيد من الإحتراب والإقتتال، توقع أنها ستتحول إلى طاقة إيجابية نحو السلام”، معززة شعار وقف الحرب، مؤكدًا أن الشعب واعٍ، ولا يمكن أن يدخل في أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، مشيرًا إلى أنه في نهاية المطاف الخاسر فيها الوطن وجميع الأطراف.

وحذر من أنه لا أحد يستطيع أن يستخدم الشعب في أجندة خاصة به مؤكدًا أن الشعب واعٍ، ومدرك لمصلحة الوطن، وأين يكمن مستقبل الأجيال. وقال لعل كل قطاعات الشعب السوداني قد عرفت عن قرب أساليب، ووسائل، ومناهج المؤتمر الوطني في خلق الأزمات، والحروب، والتبرير لها كما فعل في الثلاثين العام الماضية. جدد التذكير  بأن أنشطتهم، وأعمالهم التي وصفها بالتدميرية، وتخطيطهم، وتعبئتهم في زيادة أوار الحرب ستنقلب عليهم حسرة وندامة، وجدد ثقته في أن الشعب منتصر وقادر على فرض السلام ومن خلفهم كل القوى السياسية التي اصطفت ضد الحرب.