الاسهالات المائية تتمدد في شرق السودان ومعدلات الاصابة والوفيات في ارتفاع

ارتفعت حالات الإصابة بالإسهالات المائية الحادة فى ولايتى القضارف والبحر الأحمر فيما تمدد المرض ليشمل محليات أخرى. وقد سجلت ولاية القضارف أمس الأربعاء 18 إصابة جديدة بالإسهال المائي الحاد عبر ثلاث محليات. وكشف مصدر صحي لـ"راديو دينقا" عن ظهور7 حالة إصابة جديدة أمس الأربعاء في منطقة السرف الأحمر بالقلابات الشرقية و3 براشد والجميزة في القلابات الشرقية و4 بود الحلنقي بمحلية القلابات الغربية و44 إصابات في منطقة العزازة أب خنجر في ريفي وسط القضارف. 
وفي ولاية البحر الأحمر اتسع نطاق الإصابة بالإسهال المائي الحاد ليشمل محلية طوكر، حيث سجل مستشفى طوكر يومي الثلاثاء والأربعاء 8 إصابات جديدة بالإسهال المائي. وتوقع عثمان هاشم الصحفي المتخصص في التغطيات الصحية بشرق السودان في مقابلة مع راديو دبنقا تزايد معدلات الإصابة في طوكر في ظل تردي الأوضاع الصحية التي تشهدها المحلية. وأشار إلى  تحرك وفد من وزارة الصحة الولائية للوقوف على الأوضاع في طوكر. وقال هاشم إن موجة الإسهالات المائية الحادة التى ضربت الولاية البحر الأحمر خلال الأسبوع الماضي شملت محليات سنكات، جبيت المعادن، سواكن، هيا، والقنب والأوليب، إلى جانب محلية طوكر التى ضربها المرض منذ يوم الثلاثاء. وطالب هاشم  عبر راديو دبنقا السلطات

وكانت لجنة أطباء السودان المركزية اعلنت يوم الثلاثاء عن وفاة 12 شخصا وإصابة أكثر من 500 حالة بالإسهال المائي الحاد في ولايات القضارف والبحر الأحمر والخرطوم خلال الأسبوع الماضي، وذلك وسط تكتم السلطات الصحية مع وجود مؤشرات للإصابة بالكوليرا بحسب بروتوكول منظمة الصحة العالمية. وقالت لجنة الأطباء في تقرير ميداني أصدرته الثلاثاء إن منطقتي دوكه والسرف الأحمر بمحلية القلابات الشرقية  بولاية القضارف سجلت 5 حالات وفاة و100 إصابة  خلال أقل من أسبوع. لكن عاملين في القطاع الصحي بولاية القضارف أكدوا أن عدد الوفيات خلال الأسبوع الماضي ارتفع إلى 16 حالة فيما بلغ عدد حالات الإصابة بالمرض 287 حالة بمحليات القلابات الشرقية، والقضارف، وريفي وسط القضارف، القلابات الغربية، باسنده، القريشة.
 وحول التحوطات التي وضعتها السلطات المحلية للحد من انتشار المرض قال المصدر الصحي إن معتمد القلابات الشرقية بولاية القضارف أصدر أمرا محليا بإغلاق الأسواق الأسبوعية في المحلية عدا سوق دوكه فيما باشرت المدارس والأسواق المحلية عملها بصورة جزئية بعد أن أغلقت أبوابها منذ مطلع الأسبوع الجاري. وأعلن مصدر صحي عن تسجيل 12 حالة إصابة جديدة بالإسهال المائي  بمركز صحي السرف الأحمر بمحلية القلابات الشرقية يوم أمس الثلاثاء،  فيما بلغت عدد الحالات المنومة في دوكه بالقلابات الشرقية ومنطقة تبارك الله بالقريشة ومدينة القضارف 24 حالة، من بينهم الأستاذ السر قاسم من مبادرة القضارف للخلاص.
وفي ولاية البحر الأحمر كشف التقرير الصادر من لجنة أطباء السودان المركزية عن تسجيل خمسة حالة وفاة خلال الأسبوع الماضي في مستشفيات الباطنية والأطفال بمدينة بورتسودان. وقال التقرير إن  عدد الحالات المنومة  في عنابر العزل بمستشفى الأطفال  ببورتسودان يوم الثلاثاء بلغ 100 حالة مما اضطر السلطات لإيقاف دخول المستشفى وحصرها على حالات الإسهال المائي الحاد والمرضى حديثي الولادة فقط بسبب اكتظاظ عنبر العزل. وأوضح التقرير إن معدل التردد اليومي لمرضى الإسهال المائى في مستشفيات الأطفال والباطنية ببورتسودان  بلغ 35 حالة. من جانبهم طالب نشطاء ومراقبون للوضع الصحي بولاية البحر الأحمر عبر رادبو دبنقا بإغلاق المدارس بسبب الانتشار الواسع للمرض وسط الأطفال. وأعلن عثمان هاشم الصحفي المتخصص في التغطيات الصحية بشرق السودان عن تفشي الإسهالات المائية بمنطقة محمد قول بمحلية جبيت المعادن، ومحلية القنب والأوليب.
وفي ولاية الخرطوم أغلقت السلطات الصحية بالولاية منذ يوم السبت محلات الطعام والمشروبات بالسوق المركزي لمدة عشرة أيام وذلك بعد تزايد حالات الإصابة بالإسهال المائي الحاد وسط المواطنين. وكشف تقرير لجنة أطباء السودان المركزية عن تسجيل حالتي وفاة في مستشفى بحري التعليمي خلال الأسبوع الماضي، وذلك بسبب الإسهال المائي الحاد، فيما بلغت عدد الحالات المنومة بالمستشفى يوم الثلاثاء 21 حالة. وقال التقرير إن معدل التردد اليومي للمصابين بالإسهالات المائية في مستشفى بحري التعليمي وإبراهيم مالك بلغ 30 حالة، فيما بلغت عدد الحالات الواردة إلى مستشفى البان جديد 70 حالة. وأشار التقرير إلى نقص في المحاليل الوريدية وعدم توفير إجراءات السلامة والوقائية..واتهمت  لجنة أطباء السودان المركزية في تقريرها السلطات الصحية في الولايات المختلقة بإخفاء المعلومات والتستر عليها، وإخفاء نتائج توريع العينات عن الأطباء المعالجين أنفسهم. واعتبرت ذلك مخالفة صريحة للإجراءات العالمية والعلمية المتبعة ووصفته بالاستهتار وعدم المسؤولية الذي يتسبب في انتشار المرض.
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية قد شجبت في بيان أمس عدم تحرك السلطات الصحية واتخاذها أي إجراءات حقيقية للحد من انتشار المرض. وطالب الأطباء في بيانهم بالشفافية في رصد الحالات وإعلان نتائج الفحوصات وتمليكها لذوي الإختصاص، واتخاذ الإجراءات الوقائية المتمثلة في توفير الطعام الآمن والمياه النظيفة وأساليب العزل والتخلص من النفايات. كما طالب الأطباء في بيانهم بتكثيف حملات التثقيف الصحي للسودانيين عبر الوسائط الإعلامية الصحية بالتدخل العاجل لمعالجة واحتواء المرض. 
من جانبها اعترفت وزارة الصحة الاتحادية بتفشى وباء الإسهالات المائية بولاية البحر الأحمر واستنجدت بمنظمة الصحة العالمية للتدخل ومعاونتها لاحتواء المرض. وقالت الوزارة بحسب صالح جمعة نائب رئيس لجنة الصحة بالبرلمان بأنه تم عزل جميع المصابين في غرف خاصة، مشيرا إلى استقرار الأوضاع بالمناطق التي انتشرت فيها حالات الإسهال المائي. وأعلن صالح إن وفدا من البرلمان يعتزم زيارة لولاية البحر الأحمر خلال اليومين القادمين للوقوف على الأوضاع ميدانيا.