الاسلاميين يعودون تدريجيا الي الحكم في السودان ويشاركون في القتل وقمع المتظاهرين

في ظل غياب قيادة سياسية مركزية موحدة تنظم حركة الشارع السوداني واستمرار الحرب الباردة بين بعض الاطراف السياسية في الوقت الذي كان فيه من المفترض ان تكون في السودان الراهن ما تشبه حكومة الظل المركزية لحماية ظهر الشارع السوداني وادارة ثورته وتحديد الموقف من كل القضايا الداخلية والخارجية ذات الصلة بما يجري في السودان فمن غير المعقول ان تسرح الموساد الاسرائيلية في السودان وتدخل وفودها البلاد متي ما تريد وتتحدث الدوائر الاسرائيلية الرسمية عما يجري في السودان وتقترح الحلول وتفتي في مستقبل السودان بمباركة امريكية في ظل عدم وجود قيادة سياسية مركزية موحدة تمثل صاحب القضية المفترض والشارع السوداني بطريقة تتجاوز صيغة المرحلة الانتقالية السابقة الي قيام كيان يمثل الاجماع السوداني وحركة الشارع في البلاد ويتعامل مع كل ما ورد ذكرة ويحدد الاولويات المفترضة والمتمثلة في تنظيم المقاومة الداخلية لفلول الحركة الاسلامية العائدة تدريجيا من الابواب الخلفية الي الحكم في السودان بعد ان وضعت يدها اليوم علي بعض المؤسسات الاستراتيجية الهامة في البلاد مثل الجيش واجهزة الامن والمخابرات .ز

محمد فضل علي

 

 

بقلم : محمد فضل علي 

 

في ظل غياب قيادة سياسية مركزية موحدة تنظم حركة الشارع السوداني واستمرار الحرب الباردة بين بعض الاطراف السياسية في الوقت الذي كان فيه من المفترض ان تكون في السودان الراهن ما تشبه حكومة الظل المركزية لحماية ظهر الشارع السوداني وادارة ثورته وتحديد الموقف من كل القضايا الداخلية والخارجية ذات الصلة بما يجري في السودان فمن غير المعقول ان تسرح الموساد الاسرائيلية في السودان وتدخل وفودها البلاد متي ما تريد وتتحدث الدوائر الاسرائيلية الرسمية عما يجري في السودان وتقترح الحلول وتفتي في مستقبل السودان بمباركة امريكية في ظل عدم وجود قيادة سياسية مركزية موحدة تمثل صاحب القضية المفترض والشارع السوداني بطريقة تتجاوز صيغة المرحلة الانتقالية السابقة الي قيام كيان يمثل الاجماع السوداني وحركة الشارع في البلاد ويتعامل مع كل ما ورد ذكرة ويحدد الاولويات المفترضة والمتمثلة في تنظيم المقاومة الداخلية لفلول الحركة الاسلامية العائدة تدريجيا من الابواب الخلفية الي الحكم في السودان بعد ان وضعت يدها اليوم علي بعض المؤسسات الاستراتيجية الهامة في البلاد مثل الجيش واجهزة الامن والمخابرات .ز

مايحدث الان من فوضي وفراغ سياسي وسيل انهر من الدماء بطريقة يومية وتطويق امني وقمع محسوب ومدروس ياتي في سلسلة الفشل الطويل المدي في مواجهة منظومة عقائدية مسلحة حكمت البلاد بالحديد والنار عقود طويلة وتخطط وتعمل علي العودة اليوم الي الحكم حتي بعد ان اسقطتها انتفاضة وثورة شعبية شاهد العالم كله زخمها واندفاعها وبسالة الشارع السوداني ولكن كل ذلك ذهب ادراج الرياح بالنظر الي مايجري اليوم …

ولكل مايجري اليوم جذور مؤسفة وقديمة منذ بداية معارضة النظام مطلع التسعينات بعد ان تسللت مجموعة من السياسيين وقادة الدولة والمجتمع السوداني وعدد قليل من الصحفيين الي مصر بعد استيلاء الاسلاميين علي مؤسسات الدولة السودانية واستطاعت تلك الطليعة المحدودة العدد والامكانيات التغلب علي تلك الظروف الصعبة واقامة كيانات سياسية ومؤسسات اعلامية وصحف سودانية تصدر يوميا لاول مرة من خارج البلاد الي جانب قيام التجمع الوطني الديمقراطي كممثل للشرعية والشارع السوداني ولكن سوء التقدير والعشوائية مكن الاسلاميين من الاختراق الامني لذلك المجهود الكبير وتدميرة من الداخل وانتهي الامر بعودة كل قوي المعارضة السودانية الي الخرطوم مع الانفصاليين الجنوبيين بعد اتفاقية نيفاتشا وكسب النظام الوقت والجولة بمباركة دولية وحدث ما حدث من مهازل بعد ذلك التاريخ..

وقد كانت بداية الفشل والاختراق الكبير باهمال وتهميش القيادة الشرعية للجيش السوداني برئاسة الفريق الراحل واخر قائد شرعي للجيش السوداني الفريق فتحي احمد علي ونفر كريم في هيئة قيادة الجيش السوداني الذين تصدوا لبلطجة الاسلاميين بعد رفضهم المطلق لاتفاقية السلام السودانية عبر مذكرة الجيش الشهيرة التي دفعت الاسلاميين علي الانتقام من المؤسسة العسكرية السودانية عبر عملية مسلحة واسعة ومنظمة في 30 يونيو 1989 تم فيها تدمير شبكة اتصالات الجيش السوداني مما مكنهم من السيطرة علي البلاد في ساعات معدودة وتلي ذلك اكبر عملية تشريد لضباط الجيش السوداني تحت ستار الاحالة للصالح العام وانتهي الامر بعملية الانتقام الكبري من الجيش وقتل ثمانية وعشرين ضابط سوداني في يوم واحد ودفنهم في مقبرة جماعية .

الخلاصة ان مايجري اليوم يستدعي اتخاذ اعلي درجات اليقظة والحذر والاستعداد وتقدير الموقف السليم بعد العودة التدريجية للاسلاميين وعودة قوات العمليات الخاصة لجهاز الامن والمخابرات للقتل والقمع والاذلال والانتقام من الشارع السوداني.

عمر البشير يرقد الان في جناح طبي سياحي فاخر في السلاح الطبي ومستشفي القوات المسلحة السودانية التي شارك البشير في تدميرها وقتل وتعذيب وتشريد العسكريين المهنيين العاملين فيها.

وسيلحق به غدا علي عثمان محمد طه وبقية المتاسلمين وقد جاء في الاخبار اليوم ان محكمة مزعومة للفساد قد اصدرت حكما ببراءة المذكور من اتهامات بالفساد وجاء في حيثيات قرار المحكمة المزعومة مانصه ..

” محكمة الفساد تبرئ علي عثمان محمد طه ”
” حكم قاضي المحكمة المعز بابكر الجزولي على المتهم الأول بالغرامة 3 مليون جنيه والسجن عام وان يرد مبلغ 2 مليون و 70 ألف إلى حكومة السودان وذلك لمخالفته نص المادة 177 خيانة الامانة من القانون الجنائي . ”

” فيما اصدر القاضي حكم بالغرامة 3 مليون جنيه للمتهم الثاني، حيث تمت ادانته تحت المادة 180 التملك الجنائي، وفي حالة عدم دفع المتهم الأول والثاني لمبلغ الغرامة حكمت المحكمة عليهم السجن لمدة عام وصادرت المحكمة للسياريتين المعروضات في البلاغ لصالح حكومة السودان. ”
لك ان تتخيل هذه الجراءة علي عدالة الارض والسماء وعدالة رب العالمين والاحتيال والكذب الخطير واحتقار الامة السودانية كلها عندما يتم اختصار جرائم وانتهكات هذا المجرم والسفاح الخطير الذي قام بشن الحرب علي الدولة والجيش القومي باعترافه الشهير بقتل ثمانية وعشرين ضابط في يوم واحد .

علي عثمان محمد طه الحاكم الحقيقي للسودان منذ الاطاحة بشيخه الترابي بدايات التسعينات وحتي لحظة سقوط البشير تتم محاكمته اليوم مثل اي ” نشال في سوق الخضار “.

ستدور الايام دورتها وستستمر ساقية الموت والتضحيات الكبيرة والعظيمة والنبيلة في الدوران في مواجهة هذا الواقع الغريب والمريب الذي انتهي بحميدتي وصاحبة البرهان الي اختيار هذا الطريق والاستعانة بحطام ما كانت تعرف بالحركة الاسلامية وبعض فلولهم الجاهلة والمسعورة لفرض الامر الواقع المستحيل وقمع حركة الشارع السوداني وممارسة هذا النوع من القتل المنهجي الانتقامي والتصفيات الجسدية لفلذات اكباد السودانيين حتي لحظة يسلط الله فيها عليهم من يدمرهم ويمحو اثرهم من الوجود وماذلك علي الله ببعيد .