الأوضاع الصحية في دارفور .. تدهور وقابلية الإنهيار

مستشفى الفاشر التعليمي بولاية شمال دارفور - المصدر صفحة الفاشر على الفيسبوك

حذر وزير الصحة الولائي في إقليم دارفور بابكر حمدين من تدهور الأوضاع الصحية في الإقليم بسبب الحرب الجارية في البلاد منذ منتصف ابريل الماضي وقال في لقاء مع إذاعة دبنقا ان الخدمات الصحية التي اقتصرت على المدن الكبرى توشك على الانهيار التام بسبب العقبات التي تواجه ايصال المساعدات الطبية، وخروج عدد من المستشفيات بولايات دارفور من الخدمة بسبب الحرب، وعجز الحكومة عن سداد مرتبات العاملين في الحقل الصحي.

أوضاع متفاوتة

وأضاف أن الأوضاع الصحية في ولايات دارفور متفاوتة، مثلا الأوضاع في الفاشر أفضل قليلا من الوضع في نيالا. تعاني المؤسسات الطبية في جنوب ووسط دارفور من نقص حاد جداً في المخزون الدوائي، بسبب تعرض المخازن للنهب، بجانب وقوع بعض المخازن في مرمي النيران أو قريبا من مناطق عسكرية مما يجعل الوصول اليها صعبا جدا ومحفوفا بالمخاطر.

وقال الوزير ” نحن تفاءلنا باتفاق جدة، الخاص بإيصال المساعدات الإنسانية، وتسهيل حركة المدنيين والأطباء حتي تتمكن الكوادر من العمل في المستشفيات، وإيصال المساعدات، من بورتسودان الي الخرطوم لسد النقص. لكن هناك صعوبة، بسبب الوضع الأمني المتقلب، وعدم الالتزام بالاتفاقات، مما ادي إلى تشكيل قوة مشتركة لتأمين إيصالات المساعدات إلى دارفور ساهمت إيجابيا في إيصال بعض المساعدات الدوائية. لكن هناك نقص في الدواء والمساعدات التي وصلت بسيطة، ومحدودة، والفجوة كبيرة، لا تسد الحاجة.

لذا جلسنا مع وزير الصحة الاتحادي والمنظمات العاملة في المجال الصحي، وناقشنا الأوضاع الصحية في دارفور، لأن عدد من المرافق الصحية بالإقليم خرجت من الخدمة بسبب الأوضاع الأمنية، ولا يزال البعض منها خارج الخدمة.

حيث إن الظروف الأمنية منعت الأطباء من التحرك، بجانب ظروف المرتبات، والحوافز، والنقص الحاد في الأدوية. إضافةً إلى أن المستشفيات أصبحت أهداف عسكرية، تقع فيها القنابل والشظايا وأصبحت غير آمنة. ومن هذا المنطق نحن نناشد منظمة الصحة العالمية، وكل المنظمات الصحية بأن يبذلوا قصارى ما لديهم من إمكانيات، لإيصال المساعدات الطبية إلى المحتاجين، الذين تقطعت بهم السبل.

الخدمات الصحية، في عواصم الولايات؟

ويؤكد وزير الصحة الإقليمي أن الخدمات الصحية أصبحت في عواصم الولايات فقط، وفي العواصم نفسها في بعض الاحياء الآمنة، لأن هناك حركة نزوح داخل العواصم الولائية من الأحياء غير الآمنة، إلى الأحياء الآمنة.  مثلاً مستشفى الفاشر الكبير خرج من الخدمة لأنه يقع في منطقة تدور فيها عمليات عسكرية 

لكن مستشفى الفاشر جنوب لازال تعمل بدعم مقدر من منظمة اطباء بلا حدود.

الوضع الصحي حرج وفي غاية الخطورة، وقابل للانهيار في أي لحظة إذا لم يكن هناك مراعاة، وخطة حقيقية، من قبل وزارة الصحة الاتحادية، والمنظمات العاملة في الحقل الصحي، لإيصال المساعدات، وتشغيل المستشفيات، التي خرجت من الخدمة، وضرورة إيصال الأدوية المنقذة للحياة.

مشاكل امنية معقدة

واعرب الوزير عن سعادته بعودة مستشفى نيالا للخدمة بالرغم من نزوح الكثير من بجانب المستشفى التركي وتعمل هذه المستشفيات بكفاءة عالية، لكن المشكلة التي تواجه الناس بولاية جنوب دارفور، هي المشكلة الأمنية، لآن الوضع الأمني في ولاية جنوب دارفور متقلب.

والاشتباكات بين الجيش، والدعم السريع تحدث من وقت لآخر، وفي المناطق الحيوية، لذا نحن نناشد قيادتي الجيش والدعم السريع وقف القتال.

 لأن الحرب والتدهور الأمني في دارفور استمر قرابة العشرين عاما ولا زال الإقليم يعاني منها. نتمنى أن يكون هناك التزام بين الطرفين الجيش، والدعم السريع، بهدنة مستمرة، وطويلة لتخرج دارفور من الحرب، ويكون هناك تسهيل لحركة الاحتياجات الطبية والصحية، وتوصيل المساعدات، الانسانية للسكان، وخاصة الجانب الصحي والغذائي. 

ايضاً هناك مناطق يصعب الوصول اليها لظروف صعبة جداً، فُرضت من قبل قوات الدعم السريع.

 وقال ان هنالك صعوبة في الوصول لولاية وسط دارفور مدينة زالنجي هناك صعوبات، وهذه المناطق فيها عدد كبير جدا من المواطنين نتمنى ان نتمكن من توصيل المساعدات لهم.

ولاية وسط دارفور زالنجي لا يكمن الوصول اليها 

وأشار وزير الصحة الإقليمي في حديثه لراديو دبنقا إلى اننه لا تتوفر تقارير منتظمة من ولاية وسط بجانب الجنينة، لكن آخر اتصال مع غرب دارفور علمنا أن مستشفى الجنينة دخل الخدمة، بجهود شعبية، بعد فقدان عدد كبير من الأجهزة والمعدات الطبية، وتناقشنا مع بعض المنظمات، والجهات المهتمة بالعمل الصحي.

 يحتاج مستشفى الجنينة إلى دعم من الأجهزة الطبية، لأن الحركة في الجنينة لا تزال محدودة، ولا يستطيع المواطن الوصول للمرافق الصحية، ولا تستطيع المؤسسات القيام بعملها.

 هناك حاجة كبيرة جدا في الجانب الإنساني، ونطالب بتوفير الغذاء والدواء لولاية غرب دارفور بالرغم من صعوبة الأوضاع الأمنية.

وأشار إلى تواصل الجهود لإعادة مستشفى زالنجي للخدمة. وكذلك مستشفيات وادي صالح الكبرى، قارسيلا وبندس ودليج التي خرجت عن الخدمة بسبب الحرب، بجانب مستشفيات غرب جبل مره، نرتتي، وكروكرو، وقولو، التي تعمل بجهد من المنظمات.

 كما أن مستشفيات محليات غرب دارفور، كلها خارج الخدمة، والوضع الأمني في غاية الخطورة، وحركة النزوح كبيرة جداً بجانب اللجوء إلى تشاد. 

واكد الوزير الولائي للصحة في دارفور أن أوضاع اللاجئين السودانيين في شرق تشاد صعبة وبالغة التعقيد، وتأن وزارته تتشاور مع المنظمات الدولية، خاصة منظمة الغذاء العالمي، والهجرة الدولية، واليونسيف في هذا الأمر. وتم التوصل لتفاهمات مبدئية مع المؤسسات الدولة المعنية، بالتنسيق مع المنظمات، منها وزارة الصحة، الداخلية، والخارجية، والرعاية الاجتماعية، وتحدثوا مع هذه المنظمات عن كل الاجراءات المطلوبة، التي تسهل حركة المنظمات لإيصال المساعدات الإنسانية، للمحتاجين، واللاجئين في دولة تشاد.  لكن الملاحظ أنه هناك، بطء غير طبيعي، ولا يتناسب مع حجم الكارثة، وحجم الظروف الانسانية، الصعبة والملحة، والتي تطلب تدخلات سريعة.

وأشار إلى ان هناك عقبات منها إجراءات الحماية، لأن بعض المنظمات تحدثت أن عدد من موظفيها قد قتلوا جراء الأحداث بولاية غرب دارفور، وبالتالي يحتاجون للحماية، وتأمين إيصال المساعدات من تشاد إلى دارفور، ايضاً هذه المنظمات ترفض الحماية من جانب الحكومة، لكن المؤسف عملياً لا توجد حماية لهذه المنظمات، والكثير من مواد الإغاثة تصبح هدفاً لمجموعات متفلتة، تسطوا المواد الطبية والإغاثية. 

إلى جانب المصاعب المتعلقة بالحصول علي التأشيرات، والحكومة أكدت أنها تعمل على تسهيل إجراءات التأشيرات، وهناك الية قائمة من قبل الدولة تجمع كل الأجهزة لإعطاء التأشيرات وفي هذا الجاب لا توجد مشكلة. التزمت الحكومة بمنح التأشيرات للعاملين في المجال الانساني، لكن أخشى إن تكون حجج غير منطقية وربما يكون هناك ذرائع أخرى سياسية، لكن هذا البطء يعيق من عملية إيصال المساعدات الإنسانية.