الآلية الافريقية رفيعة المستوى الخاصة بالسودان تباشر عملها

الناشط ايليا ويليمز

أمستردام: 20 فبراير 2024:  راديو دبنقا

باشرت الآلية الثلاثية الافريقية رفيعة المستوى الخاصة بمعالجة الأزمة في السودان اعمالها وعقدت اجتماعاً اليوم الثلاثاء بسكرتير هيئة الإيقاد ورقنة قبيهو .

واعتبر ايليا وليم، الناشط في المجتمع المدني، تكوين الآلية الثلاثية من قبل مفوضية الاتحاد الأفريقي في 17 يناير الماضي جاء بعد فشل قمة الإيقاد الأخيرة في تحقيق ما كان منتظرا منها لحل النزاع في السودان، خصوصا بعد أن اتخذ السودان قرارا بتجميد عضويته في منظمة الإيقاد.

وأضاف ايليا وليم في حديث لراديو دبنقا أنه كان لزاما على الاتحاد الأفريقي التدخل عبر لجنة خاصة بالملف السوداني لمحاولة إحداث اختراق جديد، لذا جاء قرار تكوين الآلية الثلاثية. وسميت الآلية بالآلية رفيعة المستوى أو آلية الشخصيات البارزة بهدف التواصل مع جميع أصحاب المصلحة السودانيين بغرض استعادة النظام الدستوري في السودان كما جاء في تكليفها والمقصود هنا استئناف مسيرة الانتقال التي قطع الطريق عليها انقلاب 25 أكتوبر 2021.

تدشين عمل الآلية من قمة الاتحاد الأفريقي

واستبعد إيليا وليم أن تقوم الآلية بنفس المهمة التي كانت تؤديها منظمة الإيقاد بالنظر إلى أن الأخيرة هي تجمع لرؤساء دول له القدرة على إحداث اختراق كبير نحو حل الأزمة في السودان. ونوه الناشط في المجتمع المدني إلى أن الآلية يمكن أن تكون ضمن المسهلين وضمن منابر تفاوضية يمكن تنشأ في الفترة القادمة أو أن تعمل على تسهيل المسار السياسي بعد وقف الحرب.

وأكد ايليا وليم في لقاء مع راديو دبنقا أن تكوين الآلية نتيجة مباشرة لتجميد السودان لعضويته في منظمة الإيقاد. وقرر الاتحاد الأفريقي أن يتدخل بشكل أو بآخر عبر منفذ جديد متمثلا في الآلية الثلاثية. وقد دشنت الآلية عملها فعليا بعد انتهاء القمة العادية للاتحاد الأفريقي التي انعقدت في اديس ابابا في 17 و 18 فبراير الجاري وباشرت لقاءاتها التي شملت مفوض الأمن والسلم الأفريقي، ومع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة وكذلك مع الرئيس سلفا كير ميارديت، رئيس جنوب السودان ومن ثم تستكمل جولتها بلقاء أطراف سودانية وأطراف إقليمية وعربية ودولية.

استعادة الانتقال السياسي من مهام الآلية

حول علاقة الآلية بمفوضية السلم والأمن الأفريقي، أوضح ايليا وليم لراديو دبنقا أن قرار تشكيلها صدر من مفوضية الاتحاد الأفريقي برئاسة موسى فكي وهناك تنسيق بينها وبين مفوض السلم والأمن الأفريقي بحكم مسؤوليته عن كل الملفات المتعلقة بالأمن والسلم في القارة. وأضاف أن الآلية ستكون الجهة التي تمثل الاتحاد الأفريقي وتتولى التواصل باسمها في كل العمليات والملفات السياسية أو الأمنية الخاصة بالسودان. وأوضح ايليا ويليامز أنه وبالرغم من أن الاتحاد الأفريقي قد جمد عضوية السودان، لكن السودان دولة أفريقية وبالضرورة أن يكون هناك شكل من أشكال الاتصال مع الحكومة في بورتسودان وكذلك الدعم السريع والأطراف المدنية لمحاولة إحداث اختراق جديد. مع ملاحظة أن من ضمن مهام الآلية استعادة النظام الدستوري، ما يعني أنها معنية بإطلاق عملية سياسية سودانية تستعيد النظام الدستوري وتستعيد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي.

وحول تعدد المبادرات والتنسيق بينها، قال إيليا وليم في حديثه لراديو دبنقا أنه بالرغم من الآلية تضم شخصيات بارزة لها وزنها إلا أن الأزمة السودانية تحتاج لمنابر قوية ومن الوزن الثقيل حتى تستطيع ممارسة الضغط على الأطراف المختلفة للوصول لنتيجة إيجابية لوقف الحرب. مشير إلى ان أهمية مبادرة الإيقاد تتمثل في أنها تضم رؤساء دول لهم وزنهم في القارة الأفريقية، لذلك لن يكون في مقدور مستوى أقل من رؤساء الدول إحداث اختراق كبير. ومن هنا يمكن التعويل على الآلية الثلاثية كمسهل أفريقي ضمن جهات أخرى ولن يكون في مقدورها إحداث اختراق كبير بصورة منفردة.