اعتقال وتعذيب وسجن أمجد التاي في معتقلات الاستخبارات بسبب آرائه المنشورة على فيسبوك

المعتقل أمجد التاي -وسائل التواصل
كمبالا: 29 يوليو : راديو دبنقا
تواصل الاستخبارات العسكرية بولاية الجزيرة اعتقال المواطن أمجد بابكر عمر التاي، البالغ من العمر 47 عامًا وأب لخمسة أطفال، منذ الخامس من يوليو الجاري من منزله في منطقة ود عشيب، دون توجيه تهمة أو إخطار أسرته، التي نزحت إلى مدينة أم درمان بسبب الحرب.
وقال شقيقه أسعد التاي في تصريح لـ(راديو دبنقا) إن عملية الاعتقال نُفذت بواسطة الاستخبارات العسكرية بمكتب العيدج شرق الجزيرة، بقيادة الرائد محمد نور الدائم. وأضاف أن الأسرة علمت لاحقًا بنقله إلى مكتب الاستخبارات في رفاعة، بعد أسبوع من الإخفاء القسري، نتيجة للضغط الإعلامي والمناشدات المجتمعية.
مذكرة إلى بعثة تقصي الحقائق
في وقت طالبت أسرة أمجد، بالإفراج الفوري عنه وفتح تحقيق مستقل في الانتهاكات التي تعرض لها.
وقالت الأسرة في مذكرة قانونية موجهة إلى بعثة تقصي الحقائق الدولية التابعة للأمم المتحدة، إن عملية الاعتقال جرت في 5 يوليو الجاري من منزله في ود عشيب بشرق الجزيرة، دون مذكرة توقيف أو توجيه تهم، على يد رائد بمكتب الاستخبارات العسكرية في العيدج.
وأكدت في المذكرة التي تلقى( دبنقا) نسخة منها، أن المعتقل لم يُعرض على القضاء أو النيابة حتى الآن، ويُحرم من الرعاية الطبية رغم معاناته من إصابات واضحة، كما يُمنع من التواصل مع محامٍ أو أسرته التي نزحت قسرًا إلى أم درمان نتيجة النزاع القائم.
وطالبت الأسرة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن ابنها، وتوفير الرعاية الطبية له، وضمان حقوقه القانونية والإنسانية الكاملة، داعيةً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحمايته ووقف الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين في السودان.
بالمقابل كشف التاي عن تعرض شقيقه لتعذيب وحشي في معتقلات الاستخبارات في رفاعة، بحسب شهادات أدلى بها معتقلون سابقون وأعضاء في الخلية الأمنية بالمنطقة، حيث جُلد بواسطة أسلاك الكهرباء، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل ملحوظ.
وبعد أسبوعين من الاعتقال، تم تحويل أمجد إلى قسم شرطة رفاعة، حيث تم فتح بلاغات ضده تحت المواد (50) و(51) و(25) من القانون الجنائي، المتعلقة بتقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة والمعاونة، وذلك بناءً على منشورات في “فيسبوك” عبّر فيها عن آرائه السياسية الناقدة لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
وأوضح شقيقه أن أمجد لم يُعرض حتى اليوم على النيابة أو المحكمة، كما لم يتمكن من مقابلة محامٍ أو تلقي رعاية طبية رغم حالته الصحية المتدهورة، نتيجة التعذيب وظروف الاحتجاز السيئة.
وأشار إلى أن الأسرة، المكونة من والديه وزوجته، تعاني من صعوبة التواصل معه بسبب نزوحهم من أم درمان، بينما يقيم أشقاؤه الآخرون خارج السودان، ما يزيد من عزلته ومعاناته داخل المعتقل.