اعتقال أكثر من 10 سيدات في كادُقلي بعد مظاهرة سلمية

امستردام – راديو دبنقا – 21يوليو 2025م
اعتقلت السلطات الأمنية في مدينة كادُقلي بولاية جنوب كردفان، أكثر من 10 سيدات عقب مشاركتهن في مظاهرة سلمية نُظمت يوم الأحد، للتنديد بتدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية في المدينة، وهو ما أثار موجة إدانة واسعة من قبل ناشطين وحقوقيين.
وأكد ناشطون حقوقيون في تصريحات لراديو دبنقا أن عملية الاعتقال تمت أمام مبنى الإذاعة المحلية، حيث كانت عشرات النساء يحملن لافتات تطالب بتحسين الوضع الإنساني، وتستنكر تفشي الجوع ونقص الغذاء والدواء، وسط تجاهل السلطات لمطالب المواطنين.
وأشار المصدر إلى أن النساء المعتقلات وُجّهت إليهن اتهامات بالوقوف وراء تنظيم المظاهرة، فيما لا يزلن قيد الاحتجاز منذ يوم الأحد، وتُجرى معهن تحقيقات بواسطة الخلية الأمنية، وهي جهة مكوّنة من عناصر الاستخبارات وجهاز الأمن والشرطة.
مطالبات بفتح مخازن المساعدات
وبحسب شهود عيان، فقد طالبت النساء المتظاهرات بفتح مخازن المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى المدينة عبر منظمات دولية في وقت سابق، لكنها لا تزال خاضعة لسيطرة الأجهزة الأمنية، دون توزيعها على المتضررين.
إدانات حقوقية واسعة
قوبلت حملة الاعتقالات بإدانات من قبل ناشطين ومنظمات حقوقية، وصفوا ما جرى بأنه انتهاك واضح لحق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي، مطالبين بإطلاق سراح المعتقلات فورًا.
ودعا الحقوقيون إلى ضرورة تأمين وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في كادُقلي، وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، بدلاً من استخدام القبضة الأمنية في مواجهة مطالب مشروعة لضحايا النزاع والتهميش المستمر.
تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في كادقلي والدلنج
وأكدت مصادر متعددة لراديو دبنقا أن غالبية المنظمات الإنسانية غادرت مدينتي كادقلي والدلنج، ما تسبب في فراغ كبير في تقديم الخدمات الأساسية، خصوصًا الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، وسط تصاعد حالة الجوع الحاد التي تلامس حافة المجاعة.
وقال ناشطون إن الأوضاع الإنسانية “بلغت مستوى الكارثة”، مشيرين إلى أن أعدادًا متزايدة من المواطنين يحاولون الفرار من المنطقة عبر طرق التهريب، رغم التكاليف الباهظة التي تصل إلى أكثر من 500 ألف جنيه سوداني للفرد الواحد.
في مدينة الدلنج، أطلقت ناشطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي سلسلة من المناشدات العاجلة، طالبن فيها بـفك الحصار المفروض على المدينة، والتدخل الإنساني العاجل عبر الإسقاط الجوي للأغذية والأدوية.
ونشرت الناشطات لافتات ومناشدات مصورة على منصات التواصل، أكدن فيها أن سكان مدينتي الدلنج وكادقلي يعيشون أوضاعًا مأساوية، محاصرين بالجوع والمرض، في ظل انعدام الأدوية من المستشفيات، وغياب تام للخدمات الصحية الأساسية.
وأشارت بعض المنشورات إلى أن المرضى يموتون في صمت، والأطفال يتضورون جوعًا، وسط غياب أي تدخل رسمي أو دولي لتخفيف المعاناة المتصاعدة.
وحمل حقوقيون المسؤولين في ولاية جنوب كردفان المسؤولية الكاملة عن هذا التدهور، مشيرين إلى ما وصفوه بـ”اللامبالاة الواضحة” تجاه معاناة المواطنين، وغياب أي خطة إسعافية أو تدخل حكومي جاد لمعالجة الأزمة.
ووصف قيادات الجيش في الولاية بأنهم تجار حرب مشيرا الى انهم تركوا مهامهم الأساسية وتحولوا الي تجاور مستفيدين من الحصار الذي تعاني منه المنطقة. وأضاف أحد الحقوقيين أن “ما يحدث الآن ليس فقط أزمة معيشية، بل تهديد مباشر لحياة الناس”.
مناشدة بالتدخل العاجل
ودعا الناشطون جميع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، والأمم المتحدة، إلى التدخل العاجل لتقديم المساعدات المنقذة للحياة، مطالبين بتأمين ممرات آمنة لوصول الدعم إلى المتضررين، وإعادة تفعيل دور المنظمات التي انسحبت من المنطقة بسبب التدهور الأمني والقيود المفروضة.
وأكدوا أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى كارثة إنسانية حتمية خلال الأيام المقبلة.
حملة أمنية مشددة في كادقلي
تشهد مدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان قبضة أمنية غير مسبوقة، وسط ملاحقات واسعة تستهدف الناشطين، خاصة من يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لنقل المعلومات أو التوثيق للأوضاع المعيشية والإنسانية المتدهورة.
وقال ناشط حقوقي في إفادته لراديو دبنقا إن الأجهزة الأمنية كثّفت حملات التفتيش والمراقبة داخل الأسواق ومراكز الاتصالات، مشيرًا إلى وجود رقابة لصيقة على الهواتف المحمولة، ومتابعة دقيقة لأي أنشطة يُشتبه في ارتباطها بالنشر أو التوثيق.
وأوضح أن الأجهزة الأمنية منعت التصوير تمامًا داخل الأسواق والمرافق العامة، وتعتقل فورًا أي شخص يُضبط أثناء التصوير، ما يثير مخاوف بشأن تصاعد انتهاكات حرية التعبير ومحاولة التعتيم على حجم الأزمة الإنسانية في المدينة.
وكان حزب الأمة القومي قد أدان بشدة اعتقال علي زين الدين، القيادي بالحزب، من منزله بمنطقة “تجملا” في ولاية جنوب كردفان، دون إبداء أسباب، ولا يزال معتقلًا في مدينة رشاد منذ يوم الخميش.
كما منعت السلطات أمام مسجد الأنصار في كادوقلي من الخطابة في المسجد بعد اعتقاله لمدة أسبوع على خلفية خطبة تناولت الواقع المعيشي.
وفي كادوقلي ايضا، اعتقلت الأجهزة الأمنية، الخميس، الطالبة امتثال أسامة (16 عامًا) على خلفية تصوير صف رغيف في المدينة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه كادقلي أوضاعًا إنسانية متدهورة، واحتجاجات سلمية تقودها النساء، وسط غياب واضح لأي استجابة حكومية فعلية، ما يضع سكان المدينة بين فكي الجوع والقمع الأمني.
مطالبات بالتسليح وفك الحصار
وكان عدد من رجالات الادارة الاهلية بمدينة كادقلي المساندون للجيش عقدوا مؤتمرا صحفيا يوم السبت حول تداعيات الراهن الإقتصادي والامنى وذلك بمنزل الامير كافى طيار البدين.
و ناشد كافى حكومة المركز بتسليح المستنفرين بالمقاومة الشعبية للدفع بهم ضمن القوة لفتح الطريق القومي الرابط بين الدلنج والدبيبات الابيض.
وأشار الي تجهيز اكثر من(1264) مقاتل فقط فى حاجه الي تسليحهم داعيا الحركة الشعبية الحلو بتحكيم صوت العقل والنظر لمستقبل الاجيال .
اما فيما يلى الاوضاع المعيشة دعا كافى التجار بعدم احتكار السلع والبضائع بغرض تجويع المواطنين واعتبر ذلك تمردا داخليا على الدولة.
من جانبه اكد وكيل اماره كادقلي فخر الدين احمد شداد ان حل الازمة والضائقة المعيشة بالولاية يتحقق من خلال اثنين لا ثالث لهم الأول انخراط المواطنين وتقدم الصفوف للسيارة على مدينة الدبيبات بالقوة وفك الحصار المفرض. الامر الثانى على الحكومة اتخاذ التدابير والقرارات واشراك الادارة الاهلية فيها لتجاوز الخلل التجارى.
وأكد على ضرورة فتح الطريق القومي كادقلي الدلنج الدبيبات الابيض بالقوة المفرطة.