اعتقالات واسعة في العاصمة والولايات عشية الاعتصام والحكومة تستهتر

يدخل السودانيون صباح اليوم الاثنين في عصيان مدني يمتد طوال اليوم بالبقاء في منازلهم تعبيرا عن… واعتقل جهاز الأمن معارضين من أحزاب سياسية… وقال إبراهيم محمود حامد…

يدخل السودانيون صباح اليوم الاثنين في عصيان مدني يمتد طوال اليوم بالبقاء في منازلهم تعبيرا عن رفضهم للزيادات في أسعار السلع الاستهلاكية والأدوية والمواصلات والكهرباء والوقود ومطالبة للبشير وحكومته بالرحيل من السلطة وتسليمها لأهل السودان. واستبقت الحكومة يوم العصيان بحملة اعتقالات واسعة طالت عشرات النشطاء في الخرطوم والولايات مع حملات ترهيب وتخويف مضادة من قبل الحكومة لإثنائهم من المشاركة في العصيان اليوم. وقال نشطاء لـ"راديو دبنقا" يوم الأحد إن جهاز الأمن اعتقل (6) من قيادات لأحزاب سياسية معارضة بولاية النيل الأبيض يوم السبت، وذلك على خلفية دعوتهم للجماهير بالمشاركة فى العصيان المدنى اليوم الاثنين. وقال إن جهاز الأمن اعتقل يوم السبت كل من المحامى ذكى منصر من مكتبه بمدينة كوستى، والعبيد شاطر عضو البعث العربى الاشتراكى بالولاية، والمحامى هاشم بلول، والدكتور يحيى حسن يحيى رئيس حزب الأمة القومى بالولاية، والأستاذة نعمات آدم عضو الحركة الشعبية بالولاية، والأستاذ أحمد حسن أحمد عضو الحزب البعث السودانى بالنيل الأبيض.
وفى ولاية الخرطوم اعتقل جهاز الأمن ثلاثة معارضين من أحزاب سياسية خلال يومى الجمعة والسبت. وكشف نشطاء عن اعتقال جهاز الأمن كل من الأستاذ الزبير محمد على أمين أمانة الولايات بهيئة شئون الأنصار ليلة الجمعة وذلك أثناء حديثه فى منبر بأحد المساجد بالكلاكلة عن وجوب مشاركة الشعب فى العصيان ضد النظام الظالم. كما تم اعتقال الدكتور حاتم على طبيب أسنان بولاية الخرطوم والناشط السياسى سعيد عباس من جبال النوبة بالخرطوم يوم السبت. كما اعتقل جهاز الأمن الأستاذ أيمن حمد بكر عضو حزب الأمة بمحلية شيكان بولاية شمال كردفان يوم الأحد. وقال نشطاء إن المعتقل من الناشطين فى لجان العصيان المدنى وانه تم اعتقاله أثناء قيامه بتوزيع قصاصات ومنشورات تدعوا للعصيان المدنى بالمحلية.
وفي شرق السودان اعتقلت الأجهزة الأمنية في مدينة بورتسودان صباح الأحد كلا من جعفر عبد القادر رئيس الهيئة الشعبية والصحفي أمين سنادة ومجدي عبد القيوم القيادي بحركة حق. وكانت السلطات قد اعتقلت بمدينة سنكات كلاً من طه أبو طاهر وعلى أبو محمد بجانب معتز الأمين ببورتسودان. واستدعى جهاز الأمن كذلك الأستاذ محمد عبد الرحمن أمين التنظيم بحزب الأمة القومى بالولاية صباح السبت إلى مبانيها بكسلا. وفي ولاية الجزيرة قامت  السلطات الأمنية كذلك باعتقال محمد الطيب دفع الله عضو الحزب الشيوعي بمنطقة الهدى من منزله، بينما قامت السلطات باستدعاء زينب أحمد الباقي، وكمال محمد النعمة، وحمد كشر، والأمين المعروف إلى مكاتب جهاز الأمن بالمناقل. وفى ولاية سنار تم استدعاء الأستاذ عباس إمام أمين أمانة الطلاب بحزب الأمة القومى بالولاية لمكاتب جهاز الأمن
وفي ولاية البحر الأحمر عقد طلاب مؤتمر البجا مخاطبة جماهيرية في بورتسودان دعوا فيها لإنجاح العصيان لإسقاط النظام وقيادة التغيير الحقيقي من أجل سودان جديد. وقال المتحدث إنهم في مؤتمر البجا لا يراهنون على أنفسهم  ولكن يراهنون على الشعب السوداني الذي يمثل البديل لهذا النظام الذي يحارب شعبه بدلا عن الحرب من أجل تحرير الأجزاء المحتلة من التراب السوداني. ووصف المتحدث من مؤتمر البجا المعاناة التي يتعرض لها الشعب السوداني والمواطن البسيط الساعي لأجل توفير لقمة عيشه. ووصف ما يتعرض له الشعب السوداني بالموت البطئ عن طريق الجوع والمرض وانعدام الأدوية. وقال إن البشير حينما ذهب للإمارات لم يذهب من أجل استنفار معونات اقتصادية لصالح المواطن السوداني ولكن من أجل دعم ترسانة الأسلحة لمواصلة الحرب ضد الأبرياء المدنيين. وقال إن النظام يفكر في بناء مفاعل نووي الأمر الذي يدل على أن البشير ونظامه غير حريصين على الشعب. ودعا المتحدث باسم طلاب مؤتمر البجا الشعب السودان للبقاء في البيوت كي يتم التغيير دون سقوط أي قتيل.
ومن جانب الحكومة قال إبراهيم محمود حامد مساعد رئيس الجمهورية إن العصيان كان وسيظل "صفرا كبيرا" ومجرد "كلام. وقال إبراهيم محمود في تصريحات صحفية بالبرلمان، يوم الأحد إن "العصيان المرة الفاتت كان زيرو، وحا يبقى صفر كبير، وكلام في الهواء ساي"، وأضاف قائلا "أصلاً ما في عصيان". وكان الرئيس عمر البشير قد قلل أيضا خلال خطاب جماهيري بمدينة كسلا الأسبوع الماضي من جدوى العصيان قائلا إن الحكومة لا يمكن اسقطاها بـ "الواتساب". ونفى مساعد الرئيس وجود معتقلين سياسيين، لكنه عاد وقال "هذا ليس من اختصاصاتي"، وبشأن مصادرة الصحف قال إبراهيم محمود "إذا في تهديد أمني على البلد، الدولة بتتخذ كل الإجراءات التي تحفظ أمنها واستقرارها..".