استهداف قافلة الصليب الأحمر..حرب السودان تفتقد المساعدات الإنسانية والممرات الآمنة !!

شعار الصليب الأحمر الدولي - من موقع المنظمة على الأنترنت

اديس ابابا : 14 ديسمبر 2023 : راديو دبنقا

تقرير – اشرف عبد العزيز

في حادثة خلفت تصعيداً لافتاً من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان اعترف الجيش السوداني الأحد الماضي، باستهدافه قافلة للجنة الدولية للصليب الأحمر كانت تحاول اجلاء مدنيين جنوب الخرطوم ما أوقع قتيلين وعدد من الجرحى، متهماً اللجنة بعدم التقيد بتعليمات الاجلاء.وتعمل الصليب الأحمر على تسهيل إجلاء المدنيين العالقين في مواقع الاشتباكات المسلحة بالتنسيق مع طرفي النزاع العسكري، كما يسرت خلال الفترة الماضية إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى العسكريين لدى الطرفين في الخرطوم ودارفور.وقالت اللجنة الدولية في بيان إن الحادث “أدى إلى مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين، بينهم ثلاثة من موظفي اللجنة الدولية”.وكان من المقرر بحسب البيان أن تقوم القافلة الإنسانية المكونة من ثلاث مركبات للجنة الدولية وثلاث حافلات، بإجلاء أكثر من مائة مدني معرض للخطر من منطقتي الشجرة والحماداب بالخرطوم إلى ود مدني عندما تعرضت للهجوم عند دخولها منطقة الإخلاء.ونشر (راديو دبنقا) خبراً عن تعرض مواطنين بمنطقتي الشجرة والحماداب جنوبي لحصار نتيجة المعارك الضارية بين الجيش والدعم السريع وفقدانهم كل مقومات الحياة ومناشدتهم للمنظمات الدولية لتوفير ممر آمن لإجلائهم من منطقة النزاع.وقال بيان أصدره المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله إن “موكب الصليب الأحمر حضر برفقة عربة مسلحة تتبع لقوات الدعم السريع عليها طاقم مدفع رشاش واقتربت من مواقع الجيش الدفاعية ما أدى إلى إطلاق النار على الموكب ما أوقع عدد من الإصابات بين ممثلي المنظمة”.في المقابل نددت قوات الدعم السريع بالحادثة، وقالت إن قوة من الجيش أطلقت النار وهاجمت وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر ما أدى لمقتل أحد أفراد اللجنة واصابة سيدتين على نحو خطر.وندد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان “أوتشا” الإثنين الماضي، بالهجوم الذي تعرضت له قافلة تتبع للجنة الدولية للصليب الأحمر جنوبي الخرطوم، وحث طرفي النزاع على ضمان سلامة العاملين في الحقل الإنساني.واعربت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي  عن قلقها العميق وصدمتها إزاء الهجوم على قافلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الخرطوم ، وقالت في بيان “أشعر بالرعب من هذا الهجوم المتهور على القافلة والذي أودى بشكل مأساوي بحياة شخصين وجرح سبعة آخرين، من بينهم ثلاثة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر”.

(راديو دبنقا) ناقش الأثار المرتقبة لحادثة قافلة الصليب الأحمر والعقبات التي تواجه منظمات العمل الإنساني بالسودان على ضوء ما حدث للصليب الأحمر بضاحية الشجرة جنوبي الخرطوم.

سلامة الطاقم:

المتحدث بإسم تجمع المهنيين السودانيين وأختصاصي جراحة الكبد د. علاء الدين نقد قال لـ(راديو دبنقا): ” لا شك لي إطلاقاً أن ما حدث لقافلة الصليب الأحمر بالشجرة سيكون له تأثيراً سالباً على عمل البعثة في السودان، لأن القاعدة الثابتة لأي عمل صحي وأي عمل إنساني ترتكز على سلامة الطاقم العامل في تقديم الخدمات” ، وأضاف حتى في العمل الطبيعي واليومي في المشافي، إذا لم يكن الطاقم الطبي مطمئناً على سلامته لا يستطيع أن يقدم خدماته للمرضى ومساعدة الآخرين.

حادثة غريبة وتبرير أغرب:

وحول البيان الذي أصدره الجيش والمبررات التي أوردها بشأن الحادثة قال نقد : “الصليب الأحمر منظمة دولية كبيرة، ، وكلنا شاهدنا دورها في عمليات تبادل الأسرى في حرب غزة الحالية، ورأينا العلامات التي تميز سياراتها في الظلام وشاهدنا كيف يتم احترام تلك العلامات من طرفي النزاع” وأردف حادثة الإعتداء على قافلة الصليب الشجرة حادثة غريبة جداً، والأغرب هو تبرير الجيش بأن من ضمن القافلة عربة تتبع للدعم السريع وهذا هو سبب استهدافها.

خدمات وعراقيل:

من ناحية أخرى والحديث لـ(د.علاء). أذكر أن أول شحنة مساعدات وصلت للسودان هي سفينة كاملة مقدمة من الصليب الأحمر للسودان عند بداية الحرب، فالخدمات التي تقدمها بعثة الصليب الأحمر في السودان ليست جديدة، وهذه ليست المرة الأولى، فخدماتها شملت مثلاً التوسط لإطلاق سراح د. وصفي التابع للسلاح الطبي السوداني وتسفيره لمصر بعد أن قرر عدم العودة للعمل مرة أخرى.

وزاد الخدمة التي كانت تقوم بها البعثة أثناء تعرضها للهجوم هي ضمان الخروج الآمن للمدنيين من مناطق النزاع، وهي من الأشياء المهمة جداً. خصوصاً وأن مناطق النزاع تقع ضمن سيطرة قوتين مختلفتين، والصليب الأحمر هي الجهة الوحيدة التي لها القدرة على التنقل بين مناطق سيطرة القوات المتقاتلة، وهذه الحادثة لها تأثير سلبي جداً على الأوضاع الإنسانية المتدهورة أساساً نتيجة للصراع.

وحذر د. علاء الدين نقد من أن ينسحب التأثير على قطاع تقديم الخدمات الطبية والإنسانية، فعدم الأمان الذي يهدد المنظمات والأفراد العاملين في العمل الإنساني سيؤثر كثيراً على الخدمات المقدمة للمواطنين.

و(تابع) في مفاوضات جدة أقر الجيش السوداني بأنه سيبدأ رفع الحظر عن تصاريح الدخول للعاملين في مجال العون الإنساني الراغبين في دخول السودان، وهذا إعتراف واضح بأنه كان يعطل دخول عدد كبير من الراغبين في تقديم الخدمات للمتأثرين في مناطق الحرب.

وقال المتحدث بإسم تجمع المهنيين : “كل المنظمات تشكي من العراقيل والمتابع لإتفاق جدة والالتزامات التي قدمها الجيش ،  يتضح له تماماً أن الجيش هو الذي ظل يضع العراقيل لعمل المنظمات الإنسانية”، وأضاف الشواهد كثيرة من ضمنها حديث المسؤول عن منظمة أطباء بلا حدود البلجيكية بمستشفى بشائر  في شهر أغسطس الماضي أن المنظمة لا تستطيع تقديم خدماتها بسبب العراقيل التي تتعرض لها والمخاطر الأمنية التي ظل يتعرض لها (التيم) العامل لأكثر من أربعة أشهر متواصلة، وهي فترة طويلة جداً تفوق قدرة أي إنسان على التحمل “.

وجود الدعم بالمستشفيات:

وفيما يتعلق بوجود قوات الدعم السريع بالمستشفيات قال نقد : “منذ بداية الحرب ظللت أردد بأن الدعم السريع يتواجد بالمستشفيات الخالية، ولكن من يقصف المستشفيات التي تكتظ بالمرضى هو الجيش”. وأضاف قصف مستشفى بن سيناء، ومستشفى شرق النيل، ومستشفى الشعب، ومستشفى الخرطوم بشهادة د. النمير مدير المستشفى حينها، وكلها مستشفيات كان بداخلها مرضى وبها أطباء يعملون على تقديم الخدمات الطبية.

وزاد النقطة المهمة في هذا الصدد هي اللجنة المشتركة التي تم تكوينها خلال جولة المفاوضات الأولى في جدة مثل فيها (الجيش – الدعم السريع – وزارة الصحة) وعدد من الأطراف المحايدة، ، و(تابع) لقد أصدرت تلك اللجنة تقريراً أكدت فيه خلو مستشفى بشائر، ومستشفى الدايات من تواجد قوات الدعم السريع، وتوقفت تلك اللجنة بعد تقديم تقرير واحد، نتيجة تحيز مدير الطب العلاجي بوزارة الصحة الولائية للجيش، مثله مثل غالب مسؤولي قيادات مؤسسات الدولة المختطفة من عناصر النظام البائد.

وطالب د.علاء الدين  بتفعيل عمل اللجان التي نصت عليها اتفاقيات وقف إطلاق النار في منبر جدة، مثل اللجنة الوطنية للمساعدات، ولجنة مراقبة وقف العدائيات، وقال: ” عدم تفعيل عمل هذه اللجان أدى لعدم الالتزام بوقف إطلاق النار، وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية”.

جريمة حرب:

الخبير القانوني والناشط الحقوقي الأستاذ وصف استهداف قافلة الصليب الأحمر بالحادث المؤلم جداً، واعتبره أحد إفرازات الحرب العبثية، التي لا حدود ولا أخلاق لها، وقال التاج لـ(راديو دبنقا):” من المعلوم أن استهداف المؤسسات والقطاعات العاملة في مجال العون الإنساني في حالة النزاعات الداخلية وفي حالة الحروب بين الدول، يمثل جريمة حرب، وهذه مسألة مفروغ منها”.

وأضاف المبدأ الأساسي من وجود الصليب الأحمر هو توفير الحماية لكل المؤسسات العاملة في مجال العون الإنساني، ومن ضمنها الاسعافات ، والقانون الدولي الإنساني يعمل على حماية دور العبادة والمستشفيات والمدارس من الاستهداف، وتعتبر من الأماكن المحظور استهدافها بأي شكل من الأشكال من جانب القوات المتحاربة.

وأضاف الحادثة التي شهدتها منطقة الشجرة قد تؤثر فعلاً على العون الإنساني وعلى الخدمات التي تقدمها مثل هذه المنظمات وتحديداً الهلال الأحمر والصليب الأحمر للمحتاجين في مناطق النزاعات.

وزاد حسب ما جاء في الأخبار واضح جداً أن الهدف من القافلة هو إجلاء مواطنين عالقين وسط مناطق الصراع في ظروف إنسانية بالغة السوء، فلماذا تم استهداف هذه القافلة؟! وأردف مهما كانت المسوغات أفتكر هذا الاستهداف مرفوض تماماً. وذلك لأن عربات الإسعاف وعربات الهلال الأحمر والصليب الأحمر دائماً تضع علامات واضحة جداً حتى من أعلى المركبة حتى لا يتم استهدافها أرضاً أو جواً.. بالتالي أفتكر أن هذا استهداف تم عن قصد، والغرض منه منع هذه المؤسسات من تقديم الخدمات للمواطنين مهما كان شكلها، سواء كانت إمدادات إنسانية أو عمليات إجلاء. وقال التاج : “ما حدث هو جريمة حرب ولا يجب التوقف عند بيانات الجيش والدعم السريع، بل إجراء تحقيق دولي شفاف في الحادثة..” وإستدرك التاج بقوله: ” طبعاً نحن نطالب بهذا التحقيق، ولكن في ظل ظروف الحرب الدائرة الآن أرى أن ذلك من الصعوبة بمكان أن يتحقق، خصوصاً بعد عمليات التحدي الكبيرة التي تقودها حكومة الأمر الواقع في بورتسودان، بمحاولة فرض سيطرتها على القرار، وواضح جداً أن أحد من أسباب هذه الحرب هو المسألة المتعلقة بالتحقيق في قضية فض إعتصام القيادة العامة ومحاولة طمسها لتتحول لشيء من الماضي، بحجة أن المجازر وعمليات القتل التي تتم الآن في هذه الحرب هي أكبر من قضية فض الاعتصام بكثير”، وأضاف لذلك أي تحقيق تشرع الأمم المتحدة في إجرائه ستكون كل معالم جرائمه طُمِست وكل الشهود تم التعامل معهم إما بالتصفية أو بالإبعاد، ولن تكون هنالك بينات، فقط تبادل إتهامات بين الدعم السريع وبين جيش البرهان.

بيان هزيل:

ووصف التاج بيان القوات المسلحة بغير الموفق، ومحاولته تبرير الاستهداف بوجود عربة تتبع للدعم السريع ضمن القافلة ومخالفتها المسار المحدد لها بالواهية ، وقال : ” مهما كانت الذرائع لا يمكن أن تستهدف عربة تحمل شارة الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر”.  وأردف ليس بالضرورة أن تركن الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر، أو أي منظمة غير حكومية عاملة في مجال حقوق الإنسان إلى اعتبار البيان كدليل دامغ، ولكنه يعتبر مؤشراً يستدعي التحقيق، ويستدعي أن تكون هناك إجابات كافية ومقنعة من الجيش السوداني، فالجيش يقر ويعترف بأن هذه القافلة (حادت عن مسارها) ويزعم أنه كان من ضمن القافلة قوة مسلحة، فكل هذه العوامل تتطلب منه تقديم إجابات واضحة ومقنعة لكل الجهات التي ستسعى لمعرفة الحقيقة.

توقف منظمات العون الإنساني:

وحذر التاج من استهداف المؤسسات والمنظمات العاملة في تقديم الخدمات الإنسانية وقال: إن ذلك قد يستدعي توقيف تلك المنظمات لتقديم خدماتها مؤقتاً قبل إجراءها تقييماً للموقف، وبالتالي تقرر وقف تقديم المساعدات للسودان، وقد تطلب من موظفيها مغادرته. 

وأضاف بذلك تتراكم المصائب على الشعب السوداني الذي لا يجد ملاذاً آمناً في ظل هذه الحرب العبثية.. فعندما تم الاتفاق في منبر جدة بأن تفتح المسارات لعمليات العون الإنساني والمساعدات الإنسانية كان الهدف منها هو المواطن السوداني المدني الذي ليس له علاقة بهذه الحرب، ولكن أن يتم استهداف الجهة التي تقدم هذه المساعدات نفسها فهذا أمر منكر ويعتبر جريمة.

و(تابع) التاج اعتقد إعتقاداً جازماً أن الصليب الأحمر يجري مراجعات وتقييم للموقف لاتخاذ الخطوات التالية والتي ربما يكون من ضمنها سحب كل القوى العاملة في السودان والبحث عن ضمانات مستقبلية لعدم استهداف مكوناته سواء كان من موظفين وموظفات أو عربات.

وأضاف بالتأكيد، أي إنسحاب للصليب الأحمر سيزيد من معاناة المواطنين والمدنيين، وسيزيد من طول أمد الحصار، والتأثير سيتضاعف خصوصاً في مسألة الحصول على الأدوية المنقذة للحياة، ستنعدم بصورة كبيرة، وكذلك الأغذية خصوصاً أغذية الأطفال..(وواصل) المواطن سيدفع أثماناً غالية جداً جراء هذا العمل المتهور، وعلى الجيش السوداني أن يوضح إجابات مقنعة حول بيانه المشتبه.

المجاعة أمر واقع:

 وحذر التاج من تأثير هذه الحادثة على مستقبل الأوضاع في السودان خاصة بعد تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة وتوقعت فيها حدوث مجاعة في السودان وكشفها عن أن 18 مليون سوداني يعانون من فجوة غذائية ، وأضاف هذه ليست تكهنات، فمؤسسات الأمم المتحدة تعمل بصورة علمية، سواء كان في مجال الصحة عبر منظمة الصحة العالمية، أو في مجال الغذاء من خلال برنامج الغذاء العالمي، كل هذه البرامج أو اللجان المتخصصة في الأمم المتحدة تجمع المعلومات وبناء عليها تُقدر إحتمالات حدوث مجاعة وكل إحتمالات الظروف التي يمر بها المواطن السوداني، هي معلومات موثقة، تبني عليها الأمم المتحدة استراتيجياتها وبرامجها وخططها.

وأضاف المجاعة التي تهدد السودان أمر محتمل ، فعدم الاستقرار يؤثر على القطاعين الزراعي والصناعي ويخرجهما من دائرة الانتاج ، وينسحب ذلك على العاملين والعاملات القطاعات المنتجة تشريداً ونزوحاً ، ويضاعف يضاعف من معاناة الشعب السوداني التي يتعرض لها جراء هذه الحرب العبثية. و(تابع) لذلك نحن نعمل في إطار منظمات المجتمع المدني، وفي الإطار السياسي لإيقاف هذه الحرب واسترداد المسار الديمقراطي، الذي من ضمن أولوياته احترام كرامة الإنسان، واستعادة المسار الديمقراطي تعني المساءلة ووصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها، وزاد لقد شهدنا جميعاً كيف تم التلاعب بالمساعدات التي وصلت لبورتسودان رغم قلتها من قبل قيادة الجيش السوداني ووزارة المالية وعلى وجه التحديد وزير المالية جبريل إبراهيم ، وأضاف هذه مسألة مؤلمة جداً  لأنها تحدث في ظل وضع متأزم يفتقر للمحاسبة والمساءلة.

وقف الحرب هو الحل:

وقال الخبير القانوني اسماعيل التاج:” اعتقد أن ما حدث يعتبر عاملاً قوياً للتأكيد على ضرورة وقف هذه الحرب”، وأضاف شهدنا جميعاً تفاؤل الشعب السوداني مع قمة (الإيغاد) الأخيرة، والالتزامات بضرورة الوصول لاتفاق لوقف العدائيات وبعدها وقف دائم لإطلاق النار، ومن ثم ساد الإحباط نتيجة تنصل البرهان من هذه الالتزامات بحجج واهية جداً، فالبرهان في كل مرة يثبت أنه لا يمكن الوثوق به، ولا يمكن التعامل معه لأنه لا يعرف قيمة الالتزام بالعهود ولا يعرف أن الشعب السوداني يعاني من هذه الحرب العبثية.. وينطلق من مبدأ خاص به وهو أن يكون موجوداً حتى ولو على جثث السودانيين وعلى أشلاء الضحايا.