نساء اليونسيف (ارشيفية )

أمستردام – كمبالا: 18 ديسمبر 2025: راديو دبنقا

أعلن الباحث بالمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام، محمد بدوي، عن رصد اختطاف 7 طالبات من جامعة الجنينة، وتوثيق 10 حالات حمل ناتج عن الاغتصاب في جنوب دارفور، إضافة إلى حالتي انتحار في منطقة غرب كتم؛ وذلك ضمن سلسلة انتهاكات جسيمة مرتبطة بالعنف الجنسي خلال الحرب في إقليم دارفور.

وقال بدوي، خلال تدشين تقرير بعثة تقصّي حقائق مشتركة بين المركز والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان في كمبالا أمس، إن الطالبات السبع جرى اختطافهن من السكن الجامعي بجامعة الجنينة في مايو 2025، واحتُجزن لمدة 15 يوماً في حي “النهضة” بمدينة الجنينة، حيث تعرضن للاستعباد الجنسي وأعمال السخرة على يد عناصر كانوا نزلاء في سجن الجنينة قبل انضمامهم لاحقاً إلى “حركة أبكر خميس”.

وأوضح بدوي أن العنف الجنسي شكل أحد المحفزات الرئيسية للنزوح الجماعي من مدينة الجنينة، مشيراً إلى رصد أنماط جديدة من الانتهاكات، من بينها ما وصفه بـ “المفاضلة”؛ حيث يُخيَّر الضحايا بين اغتصاب النساء أو قتل أشقائهن الذكور.

وأضاف أن النساء لم يتعرضن للعنف داخل الجنينة فقط، بل واجهن انتهاكات متكررة أثناء الفرار، خصوصاً على الطريق المؤدي إلى مدينة “أدري” بشرق تشاد، والذي يمتد لنحو 28 كيلومتراً؛ ففي ظل انتشار نقاط التفتيش والمجموعات المسلحة، تعرضت بعض الضحايا للعنف للمرة الثانية.

وأشار الباحث الحقوقي إلى أن نقص المساعدات الإنسانية في مناطق اللجوء، خاصة في مدينة أدري، أسهم في تفاقم أنماط الاستغلال الجنسي؛ حيث رُصدت حالات بغاء قسري واستغلال لفتيات، بمن فيهن قاصرات، نتيجة اضطرارهن للبحث عن مصادر دخل لتغطية احتياجاتهن الأساسية.

وأكد بدوي أن كثيراً من الناجيات لم يتمكنّ من التعرف على الجناة لكونهم ملثمين ويرتدون أقنعة للوجه، ما صعّب مسارات العدالة وفاقم الآثار النفسية طويلة الأمد على الضحايا. وختم بالتأكيد على أن هذه الأرقام لا تمثل الحجم الكامل للانتهاكات، في ظل وجود حالات كثيرة لم يتم الإبلاغ عنها.

Welcome

Install
×