احمد حسين ادم: نظام الأقلية العنصرية: تدمير الذات و الركض إلي النهايات

بالطبع كل الضحايا و المهمشين و دعاة التغيير من الذين سامتهم هذه العصابة العنصرية الحاكمة صنوف العذاب و الهوان يرجون و يناضلون من أجل إسقاطها، و إزالتها …

احمد حسين ادم(ارشيف)

احمد حسين ادم

بالطبع كل الضحايا و المهمشين  و دعاة التغيير من الذين سامتهم هذه العصابة  العنصرية الحاكمة  صنوف العذاب و الهوان يرجون و يناضلون من أجل إسقاطها، و إزالتها و محاكمتها. بيد أنني أردت  بهذا العنوان تسليط الضوء علي المغازي  و الدلالات العميقة  للممارسات الدموية  السادية  المستمرة  للعصابة  العنصرية الحاكمة.

في هذا السياق، أشير  إلي الفصل الجديد للإبادة الجماعية عبر الحملة  العسكرية الدموية و البربرية المستمرة  التي تنفذها كتائب البشير و مليشياته علي المدنيين العزل في دارفور- التي بدأت منذ شهر مارس المنصرم  و إلي يومنا هذا، حيث قتل العشرات و جرح المآت و شرد قسرا عشرات الآلاف من  المدنيين  الذين لا يزالون يهيمون  علي وجوههم  بلا مأوى أو طعام أو شراب، أو دواء، و في ظل صمت سوداني و دولي مخز. كما أنني أعني  مأساة تعذيب بشارة حسن جميل، السوداني من دارفور الذي يحمل الجنسية الأمريكية. بشارة الذي قامت عصابة من جهاز الأمن العنصري بالتنكيل به شر تنكيل و تحت موجة سادية من العنصرية المقيتة  و العقد النفسية الحاقدة الشاذة. أقصد كذلك المئات من الذين إغتيلوا غدرا  و عذبوا و إختفوا قسريا من الذين لم يوثق لهم أحد! 

إن هذه الممارسات العنصرية الدموية للأقلية  الحاكمة في الخرطوم  و التي تستهدف أبناء دارفور ، لا تعبر عن ثقة في النفس، أو تجسيد لعوامل القوة و الإنتصار، علي العكس من كل ذلك، هذه الممارسات تكشف عن أزمة نفسية عميقة للعصابة العنصرية الحاكمة، إنها أزمة الخوف من بعبع الضحايا الواثقين من عدالة قضيتهم، أنها إشارات و أمارات الهزيمة و الإنهيار الوشيك للعصابة، كما  أن هذه الممارسات العنصرية الدموية ضد دارفور تغطي و تواري  صراعات عميقة حول السلطة داخل  اجنحة العصابة  العنصرية الحاكمة  ، حيث إنهارت الثقة و الأمان في ما بينهم، كل يخاف الآخر، كل يكيد للآخر ، لذلك نحن قطعا علي موعد قريب من صراع جديد داخل العصابه الحاكمة، لكن هذه المرة لن يكون سلميا سلسلا- سيكون صراعا دمويا عنيفا.

عندما نقول أن العصابة بتصرفاتها هذه تدمر ذاتها، نقصد أنها بهذه  الممارسات تكشف و "تعري" ذاتها البشعة و صورتها القبيحة أمام العالم التي ظلت تدفع الملايين من أموال الشعب السوداني للوبيات الأجنبية في أمريكا و أوروبا، لتجميلها و تحسينها، لكن هيهات! كما أن العصابة قطعا  قد أحرجت بعض إصدقاءها في الغرب الذين يسعون لتوطيد العلاقة معها، خاصة و أنها تحضر للجولة الثانية من الحوار مع الإدارة الامريكية حول الإزالة من قائمة الاٍرهاب و بقية العقوبات الأمريكية. 

العصابة الحاكمة بممارساتها العنصرية قد ساعدت علي توحيد  وجدان و مشاعر أهل دارفور الذين يَرَوْن  فيها عدوهم المشترك ، إضافة إلي إن هذه الممارسات العنصرية الدموية خلقت حالة  تضامن واسعة من عدد كبير من السودانيين مع أهل دارفور.  

رسائل مهمة:

أولا: إذا كانت العصابة الحاكمة تريد أن تصدر خوفها و إرتباكها و هزيمتها النفسية بقهر و كسر أبناء و بنات دارفور ، نقول لها  أنك أسيرة أوهام و أضغاث أحلام، لن ينكسر أبدا  الأحرار أصحاب القضايا العادلة، يمكنكم مماراسات تلك الغرائز السادية علي  من  تنكروا لقضايا الأهل    و أنخرطوا في خدمة  نظامكم الدموي  حبا في السلطة  و المال . 

ثانيا:  إذا كُنتُم أيها الإنفصاليون العنصريون  تريدون دفع دارفور للإنفصال فأنتم واهمون، دارفور لن تنفصل، لأن  دارفور هي وجدان و قلب السودان، ستنفصلون أنتم من السودان و ستبقي دارفور، لكن تأكدوا تماما، إذا ذهبت دارفور سيذهب كل السودان، ليس هذا شعارا عاطفيا عرضيا ،  بل خلاصة حسابات دقيقة و عملية لن أفصل فيها الآن.  

ثالثا: أعدكم صدقا، أنكم ستدفعون ثمن هذه الجرائم، ستحاسبون عليها عسيرا  قريبا إن شاء الله، حيث لا تنفع الحصانات. 

إخيرا: أناشد المعارضين و كل السودانيين علي الوحدة و التماسك من أجل إيقاف الإنتهاكات و تحرير  و خلاص  الوطن من هذه العصابة، فلتكن هذه هي الاولويات الوطنية، لذلك نقول للذين يتجادلون حول الانتخابات، نحترم رأيكم ، لكن إذا كان الألم واحدا، و الدماء واحدة، يجب أن يكون شعارنا و خطنا " لا إنتخابات تحت الإبادة"، و لا إنتخابات تحت " القمع  و القتل و القهر "

علي الذين يتحدثون عن الهبوط الناعم و المساومة التاريخية، عليهم أن " يتحسسوا مصطلحاتهم" و مراجعة سياقاتها التاريخية، فالبشير المتشبث بالسلطة الموغل في جريمة الإبادة و الهارب من المحكمة الجنائية الدولية،  لا يملك الإرادة السياسية و علو الكعب الأخلاقي ليكون شريكا فيما يسمي " المساومة التاريخية ."