إنسان.. (محور أخلاقياً) ..!!

نشرت الزميلة “الصيحة” خبراً أن قاضيا بمحكمة الجنايات بالخرطوم شرق (وبَّخ) مجموعة من الطلاب الجامعيين تعودوا …

عثمان ميرغني

نشرت الزميلة "الصيحة" خبراً أن قاضيا بمحكمة الجنايات بالخرطوم شرق (وبَّخ) مجموعة من الطلاب الجامعيين تعودوا التطفل على مناسبات الأفراح والأتراح لتناول الطعام فيها دون أن يكون لهم أية صلة قرابة بذوي المناسبة الاجتماعية..
أمر لم يعد حصراً على فقراء أو معوزين بل تدمنها أُسر تعودت أن تذهب كاملة بقيادة الأب والأم يجرَّون من خلفهم الأطفال إلى المناسبات الاجتماعية لتناول الطعام..
وهي ظاهرة لم يشهد مثل انتشارها المجتمع السوداني في الماضي..
الظاهرة تكشف ثغرة في جدران المجتمع الأخلاقي خطيرة للغاية.. أن مسلسل تآكل القيم الفاضلة في المجتمع السوداني وصل إلى منحدر خطر قد ينجب أجيالاً (محورة أخلاقياً) تنهي الموروثات الفاضلة التي طالما تفاخر بها الشعب السوداني وميزته عن بقية الشعوب.
عندما يتعوَّد طلاب جامعيون الذهاب لملء بطونهم من موائد لم يدعوا إليها فإنها ليست مجرد مسغبة قاهرة.. بل انهيار أسوار احترام الذات التي تمنع الانحطاط إلى ما يشين السمعة أو يريق ماء الوجه.. ولهذا لم يكن غريباً أن تكتمل قصة الخبر الفاجعة؛ عندما يتضح أن السبب الذي أتى بالطلاب الجامعيين إلى قاضي الجنايات، ليس مجرد تطفلهم على موائد الغير بل وتماديهم بسرقة موبايل صاحب المناسبة التي أغاروا عليها.. تسلسل منطقي جداً يبدأ بتخطي احترام الذات في غشيان موائد الغير.. ثم يتحوَّر فيتطور إلى جرائم أخرى.. قد لا تقف عند سرقة الموبايلات.
هذه الظاهرة الخطيرة لا يجب أن تُرصد في سجلات المحاكم الجنائية وحدها.. فهي فاتورة فشل سياسي في المقام الأول.. تتحول إلى خلل اقتصادي يؤدي إلى انهيار اجتماعي مفجع..
من الحكمة أن ننظر للأزمة السياسية بأولوية قصوى.. لأنها أم البلايا التي تجر من خلفها كل المحن ما ظهر منها وما بطن.. إذا نجحنا في اصلاح الحال السياسي.. فإنه المدخل للخروج من نفق الازمة الاقتصادية.. وانقاذ مجتمعنا السوداني من سلالة وأجيال قادمة (محورة أخلاقياً).

وبّخ قاضي محكمة جنايات الخرطوم شرق عبد المنعم عبد اللطيف أمس متهمين ثبت من خلال أقوالهم إنهم يقومون بالدخول لمناسبات العزاء أو الزواج دون صلة قرابة مع أصحابها من أجل الأكل والشرب ويشرعون بعدها في السرقة إذا وجدوا شيئاً في متناول أيديهم وذلك بعد ان استمع القاضي إلى أقوال مواطن اشتكاهم إلى المحكمة بموجب بلاغ أفاد فيه أن المتهمين سرقوا هاتفه المحمول الذي يقدر بثمن باهظ اثناء استقباله المعزين في وفاة ابن خاله في منزلهم الكائن بشارع عبيد ختم بالخرطوم، ولاحظ وجود المتهمين وعلم أنهم لا علاقة لهم بالأسرة، وفور خروجهم اكتشف السرقة.