إدانة واسعة لمقطع فيديو لجنود يمزقون أحشاء أحد الأشخاص

أمستردام:5 مايو 2024: راديو دبنقا

أدانت قطاعات واسعة مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، اليوم الأحد، لاثنين من الجنود وهم يبقرون بطن أحد الأشخاص ويمزقون أحشاءه.

ويظهر في المقطع شخصان أحدهما يرتدي زي القوات المسلحة وأمامهم شخص على ممدد على الأرض وهم يبقرون بطنه باستخدام آلة حادة، و يمزقون أحشاءه، ويلوحون بها وهم يكبرون ويهللون، كما أظهرت مقاطع أخرى التلويح بالأحشاء على ظهر عربة وسط حشد يضم عدداً كبيراً من المسلحين يواصلون التكبير والتهليل. وأكدت مصادر متطابقة لراديو دبنقا  أن المقطع جرى تصويره في قرية بولاية الجزيرة.

ولم يتسن لراديو دبنقا التأكد من هوية الضحية وما إذا كان يتبع لقوات الدعم السريع. كما لم يتسن لراديو دبنقا الحصول على تعليقات فورية من الناطق باسم القوات المسلحة .

لقطة شاشة لمقطع الفيديو

حميدتي يستنكر

من جانبه، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي إن محتوى الفيديو مروع ا إجرامي و لن يكون الأخير.

وأدان، في تدوينة على منصة إكس، هذه الممارسات التي قال إنها تستهدف الأبرياء على أساس الهوية والقبيلة؛ وأضاف:”إن هذه الجرائم الإرهابية لا تهدد استقرار السودان فحسب؛ وإنما تشكل خطراً على أمن واستقرار الإقليم والمنطقة، ولذلك ندعو الدول والمنظمات إلى إدانتها ومحاصرتها”.

ولكن قوات الدعم السريع تواجه اتهامات بالتمثيل بجثة والي غرب دارفور السابق خميس ابكر وشقيقه وذلك بعد قتلهما في الجنينة، بجانب جرائم أخرى مماثلة 

مقاطع وحشية

ووصف خالد عمر، القيادي في حزب المؤتمر السوداني في تدوينة على منصة إكس، مقاطع الفيديو بالوحشية مبيناً إنها خرجت من كونها ممارسات فردية لتصبح أفعالاً متكررة ترسخ لنسق إرهابي يمزق البلاد ويقودها لدوامة لن تخرج منها ابداً.

وكانت مقاطع مماثلة جرى تداولها في وقت سابق لذبح جنود، وسلخ آخرين ، وقطع رؤوس مواطنين.

وأضاف خالد عمر :” إن هذه الأفعال الارهابية التي لا تمت للإنسانية بصلة مدانة بأشد عبارات الإدانة، ويجب أن يحاسب مرتكبيها والا يسمح لهم بالإفلات من العقاب”.

مقطع مشين

من جانبه قال محمد عبدالرحمن الناير الناطق باسم حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد:” إن الفيديو المشين الذي تم تداوله حول جريمة التمثيل بجثة مواطن سوداني بصورة بشعة، يوضح الوجه الحقيقي للإسلام السياسي”.

وأضاف:” إن هذه الفظائع قد تم إرتكابها آلاف المرات في جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور من قبل هؤلاء الدواعش بإسم الإسلام حيناً والعروبة أحياناً”.

مشاهد قبيحة


من جهته قال إبراهيم الميرغني في تدوينة على منصة إكس: “إنه في كل يوم جديد تطل علينا هذه الحرب بمشاهد قبيحة تؤكد تمدد النهج والسلوك والفكر المتطرف والعنصري الذي  يقطع الطريق امام اي فرصة للسلام ويجعل من عودة الحياة في بلاد السودان لما كانت عليه قبل هذه الحرب الخبيثة ضرب من المستحيل”.

ذهول

قال سليمان صندل حقار رئيس حركة العدل والمساواة إن الجريمة البشعة جرت  على أساس عرقي.مبينا إن “الفيديو” قد أصاب كل الشعب السوداني بالذهول، في مخالفة لكل الشرائع السماوية، وكل القوانين الدولية والوطنية، وكذلك القيم والأعراف المرعية والراسخة، بل كل القيم السودانية.

وأضاف:” هذا الفيديو ينقل الشعب السوداني من المربع الذي فيه لكي يواصل القتال، والنضال من أجل إنهاء حكم الكيزان والفلول، ولتأسيس جيش وطني جديد”.

عنف الدولة ومؤسساتها

في ذات السياق وصف محمد حسن التعايشى عضو مجلس السيادة السابق بأنه بهائمي صادم يعيد للذاكرة ، كل الجرائم البشعة والوحشية، التي ارتكبتها القوات المسلحة كجزء من العنف، الذي مارسته الدولة تجاه المدنيين السودانيين علي مرّ العقود والحقب.

وأضاف” أن الإسلاميين الدواعش دخلوا في صلب هذه المعركة، ودخلها معهم آخرون كثر من المثقفين السودانيين ممن تماهوا مع كل هذه الوحشية والبربرية وقبل كل ذلك مع الحرب، بحيل وحجج ساذجة جداً بدواعي الحفاظ على الدولة ومؤسساتها”.

وأكد إن هذا الممارسات تعبر عن الدولة ومؤسساتها الأمنية، وليس الدواعش فقط، مشيراً إلى حوادث مماثلة للعنف الدولة ومؤسساتها  تتمثل في  حادثة عنبر جودة أو مجزرة قرية تابت أو قرية حمادة داعياً لتغيير هذه المؤسسات بشكل جذري وشامل.

ضرورة وقف الحرب

من جهته قال شريف محمد عثمان القيادي في المؤتمر السوداني في تدوينة على منصة إكس “إن بشاعة حادثة الأمس يجب أن تقرأ مع تاريخ المنظومة العسكرية والأمنية في السودان ومنهجية ارتكاب الجرائم و الانتهاكات المنظمة” ودعا للعمل على القضاء عليها من جذورها  عبر حشد الطاقات من أجل وقف الحرب.

وأضاف “إن المنحدر الذي بلغناه هذا العام يمثل إعلان تهديدٍ لحياة الملايين من شعبنا ويؤكد أن الحرب الأهلية هي واقع نعيشه الآن وأن حركة السودانيين شمالًا وغربًا أصبح يحيط بها عديد المخاطر والتصنيف على أساس الهوية”