مستشفى نيالا التعليمي خاص راديودبنقا

مستشفى نيالا التعليمي خاص راديودبنقا

نيالا: 22ابريل2024: راديو دبنقا

تقرير: عبد المنعم مادبو

كشف تقرير لوزارة الصحة بجنوب دارفور نيالا عن تدهور كبير في خدمات الصحة بالولاية، بسبب خروج بعض المرافق الصحية عن الخدمة وعدم وجود امدادات بالأدوية والمعينات والمستهلكات الطبية. وأن القطاع الصحي بالولاية الذي تعرض لتدمير كبير جراء الحرب بين الجيش والدعم السريع،

 واستعرض مجلس وزراء الولاية التقرير امس الاحد بعد ان اضطر إلى نقل جلساته من مقره في أمانة الحكومة التي تقع بالقرب من قيادة الفرقة 16 مشاه التي استولت عليها قوات الدعم السريع إلى مقر اتحاد العمال بالولاية شرقي مركز مدينة.

أداء المؤسسات الصحية بالولاية

وجاء في التقرير الذي قدمه المدير العام للوزارة عباس حسن أن خمسة مستشفيات فقط هي التي تعمل بعاصمة الولاية حاليا وهي المستشفى التعليمي والتخصصي والمستشفى السوداني التركي الذي غادر طاقمه التركي منذ نوفمبر الماضي، بجانب المراكز الصحية التي تعمل في الأحياء “مركز الشيخ موسى شرقي المدينة، ومركز الوحدة جنوب، ومركز طيبة وحي الوادي”.

وأشار التقرير إلى أن جميع هذه المستشفيات والمراكز لا تعمل بالكفاءة التي كانت عليها بسبب نقص الكوادر الطبية والادوية والمستهلكات الطبية وانعدام التيار الكهربائي، في الاثناء تعمل المستشفيات الريفية- بحسب التقرير- بنسبة 40% من كفاءتها، لكن المدير العام توقع ان تكون بحال أسوأ لجهة انهم لم يتمكنوا من زيارتها للوقوف عليها ميدانياً منذ توقف المعارك بين طرفي الحرب بالولاية في اواخر اكتوبر الماضي، المدير العام منبها إلى ان الاخطر في نقص الأدوية والمستهلكات الطبية هو ما يعانيه مركز غسيل الكلى بنيالا، في ظل هذا الوضع تعتمد الوزارة والمرافق الصحية على المنظمات العاملة في الحقل الصحي بنسبة 90% خاصة منظمة اطباء بلا حدود بحسب التقرير.

أمراض وبائية

في ظل هذا الوضع الصحي المتردي تسللت بعض الامراض الوبائية إلى ولاية جنوب دارفور حيث اشار التقرير إلى انهم رصدوا 3 حالات اصابة بمرض الحصبة وحمى الضنك في مناطق “مرشينج، نواشي، ام سيالة شمال الولاية، وفي عاصمتها مدينة نيالا، وفي محلية السنطة جنوب الولاية” بينما لا توجد أمصال للتطعيم ضد هذا المرض إلا كميات محدودة وصلت مؤخراً أرسلها البرنامج القومي للتحصين الموسع بوزارة الصحة الإتحادية عبر منظمة أطباء بلا حدود الهولندية.

موضحاً أن الحاجة كبيرة والامكانيات ضعيفة مما يتوجب مزيداً من تضافر الجهود لتقديم العون لتخفيض الضغط على المدينة والانفتاح نحو المحليات.

ماذا يجري في مركز غسيل الكلى

مدير مركز غسيل الكلى بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور مهندس طبي حامد موسى سليمان كشف لراديو دبنقا عن عقبات تهدد بتوقف المركز عن العمل في ظل معاناة كبيرة يواجهها مرضى الكلى بسبب نقص المعينات والمستهلكات الطبية ونقص الوقود الخاص بتشغيل مولدات الكهرباء للمركز.

وقال مدير المركز لراديو دبنقا إنه بسبب نقص المستهلكات الطبية والمحاليل الوريدية في المركز اضطروا إلى تقليص عدد الغسلات للمرضى من غسلتين في الاسبوع إلى غسلة واحدة، اضافة إلى انه يطلبون من المرضى منذ شهرين، ان يشتري كل مريض ثلاثة انواع من “المحاليل” من السوق السوداء للحصول على كل عملية الغسيل، تفادياً لنفاد ما لديهم من مستهلكات قبل وصول تلك القادمة في الطريق.

مصير مجهول

مدير مركز غسيل الكلى نبه إلى ان التحدي الأكبر الذي يواجه استمرار خدمة المركز الان يتمثل في توفير مستهلكات الغسيل الاساسية “الكلية الصناعية، والوصلات الوريدية، والبدرة، ومحلول الغسيل” وهي غير موجودة في الولاية او في السوق السوداء إنما تأتي من المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى الذي تقع على عاتقه تشغيل وتسيير مراكز غسيل الكلى في الولايات المختلفة، الذي قال انه لم يرسل اية ميزانية او معينات لتشغيل مركز نيالا منذ شهر مارس قبل اندلاع الحرب.

ونوه إلى المركز القومي صادق قبل 20 يوماً على كميات من المستهلكات، وأخبرهم بأنها تم شحنها للولاية، لكنها لم تصل وأنهم لا يعرفون أية معلومة عن مكانها، وناشد حامد كل اطراف الحرب في السودان الجيش والدعم السريع والحركات بالسماح لهذه المستهلكات بالوصول للولاية خاصة انها مضى على تحركها أكثر من اسبوعين، واشار إلى انهم اضطروا لتخفيض عدد الغسلات للمرضى من غسلتين إلى غسلة واحدة حتى لا ينفد ما لديهم من مستهلكات قبل وصول تلك القادمة في الطريق، وابان ان المتبقي للمركز من المستهلكات الطبية يكفي فقط لمدة 10 أيام وأضاف: اذا نفد ما لدينا من مستهلكات ولم تصل حصة الولاية التي تم شحنها خلال العشرة أيام فان مصير المرضى الذين يتلقون العلاج الموت، مشيراً إلى ان المركز يقدم العلاج لمرضى من عدد من ولايات دارفور.

استحقاقات

وأوضح مدير مركز غسيل الكلى بنيالا أن العاملين بالمركز يعانون من عدم صرف حوافز العمل منذ نحو شهرين حتى بلغت استحقاقاتهم على المركز حوالي 6 مليون جنيه، واضاف طيلة الفترة الماضية ظللننا نعمل في ظروف صعبة جداً، والعاملون لا يصرفون مرتبات يعتمدون فقط على تلك الحوافز في معاشهم وترحيلهم، في ظل عمل على مدى 6 ايام في الاسبوع فضلاً عن حالات الطوارئ، اضافة إلى ذلك يعانون كذلك من نقص الوقود الخاص بتشغيل مولدات المركز حيث يشترون الوقود للمولدات من السوق السوداء بواقع ثلاث جركانة “12 جالون” من الجازولين لليوم الواحد، وأوضح ان حكومة الولاية وديوان الزكاة حاولوا في الفترة الماضية وقدموا دعما للركز لكنه غير كافي لمواصلة عمل المركز.

ظروف صعبة

استأنف مركز غسيل الكلى بمدينة نيالا عمله منذ يوم 12 نوفمبر الماضي بعد أن استولت قوات الدعم السريع على الولاية وتوقفت المعارك بين القوات المسلحة والدعم السريع بالمدينة، ولم يتوقف حتى الآن، لكن المدير العام يقول انهم مستمرون في عملهم لكن في ظل ظروف وصفها بالصعبة، واشار إلى انه في ال45 يوم الاولى من بداية عمل المركز قدمت قوات الدعم السريع الاعاشة والترحيل للكوادر العاملة اضافة إلى الوقود لتشغيل مولدات المركز، ومن ثم تولى والي الولاية المكلف بشير مرسال تسيير المركز بتوفير الوقود واستحقاقات العاملين لمدة 3 أشهر، ومن ثم وجه المدير العام للوزارة عباس حسن بمواصلة الدعم لكن الامر صعب ان يتوفر دعم من الولاية- على حد قوله- وناشد المدير العام لمركز غسيل الكلى بجنوب دارفور المنظمات الانسانية والخيرين من ابناء جنوب دارفور بدعم المركز لإنقاذ حياة مركز الكلى الذي يتلقون علاجهم بمركز نيالا.