أكثر من 16 الف نازح .. وسلطنة الداجو تصف الهجوم على قرى بليل بالتطهير العرقي

مؤتمر صحفي لسلطنة الداجو

كشفت الأمم المتحدة عن نزوح أكثر من 16 الف جراء الاشتباكات في قرى محلية بليل بولاية جنوب دارفور .

وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوشا ) في تقرير إن النازحين لجأوا إلى معسكر دريج للنازحين في محلية نيالا ومعسكر كلمه وبليل في محلية بليل ومعسكر دوما للنازحين في محلية مرشينق.

وأشار التقرير إلى نزوح آخرين إلى قرى في محلية نتيقة. وأوضح إن النازحين في حاجة ماسة إلى المساعداتالإنسانية حيث فقدوا ممتلكاتهم ومخزونهم الغذائي خلال حرق قراهم.

وأوضح إن القرى المتأثرة من الهجوم يسكنها 10 آلاف من العائدين طوعاً من معسكرات عطاش ودريج وبليل.

من جهة اخرى اشتكي الفارون من الهجوم على قرى محلية بليل بجنوب دارفور إلى رئاسة المحلية من اوضاع انسانية حرجة واشاروا إلى وجود اكثر من 140حالة مرضية من بينها 20 حالة حرجة بجانب حالة وضوع وشيكة .

وانتقدوا بشدة تباطؤ حكومتي المحلية والولاية في التعامل مع الأحداث الأخيرة ، وطالبوا الوالي بالاستماع مباشرة للنازحين والمتضررين .

وابدى بعض النازحين رغبتهم في العودة الى مناطقهم ولكنهم تخوفوا في تفجر الأوضاع مرة أخرى مطالبين بتكثيف الوجود الأمني وابعاد المتفلتين عن مناطقهم ومزارعهم بصورة نهائية .

وعلى ذات الصعيد نفى صالح عيسى، أحد قيادات قبيلة الداجو، عودة أي نازح جراء الهجوم الأخير على قرى شمال شرق بليل مشيراً إلى استمرار تدهور الوضع الأمني .

وكشف صالح عيسى لراديو دبنقا عن حرق عربة يوم الاثنين تحمل أغذية وممتلكات لمواطنين فارين من مناطق الهجوم .

وأشار إلى فتح جزئي للطرق من القرى المتأثرة إلى معسكرات كلمه ودريج وعطاش وكشف عن تردي الوضع الإنساني للنازحين مشيراً إلى عدم توفر الغذاء والإيواء والأغطية مع البرد القارس  .

و طالب بفتح جميع الطرق والممرات بطريقة آمنة  وتمكين النازحين من الوصول إلى ذويهم و المسارعة في تقديم مواد الايواء والغذاء والشراب والكساء والأغطية .

ومن جهتها وصفت سلطنة الداجو الهجوم على قرى محلية بليل بولاية جنوب دارفور بالممنج وأنه يرقى الى درجة التطهير العرقي.

وقال المتحدثون باسم سلطنة الداجو في مؤتمر صحفي في نيالا إن الهجوم تم من قبل اشخاص يرتدون زي الدعم السريع ويستقلون سيارات تتبع للدعم السريع مشيرين إلى الهجوم الكثيف بالمواتر وعلى ظهور الجمال والعربات ذات الدفع الرباعي .

وأوضحوا إن الهجوم على القرى يهدف إلى تهجير السكان الاصليين . وقدروا الخسائر جراء الهجوم ب 130 مليون جنيه محملين الحكومة مسئولية ما حدث وطالبوا بإقالة الوالي فوراً كما طالبوا بتحقيق دولي عاجل.

وقال المتحدثون إن ماحدث ليس صراعا قبلياً  بل اعتداء على ابرياء عزل من قبل مسلحين ونبهوا الى استمرار الانتهاكات حتى بعد اعلان حالة الطوارئ.

وقالوا إن المناطق من اندر الى دمة ومن مرير الى ام زعيفة أصبحت مستوطنات لمجموعات سكانية جديدة .

ونوهوا  إلى تكرار الاعتداءات فى نوفمبر فى منطقة شانجي، مشيرين إلى اخلاء سبيل المعتدين ومواشيهم دون اي محاسبة بسبب ضعف الحكومة والاجهزة الأمنية .

وقالوا إن فكرة الصراع بين الراعي والمزارع اصبحت شماعة تعلق عليها كل الأخفاقات الأمنية .

وفي المقابل أدانت بعثة اليونيتامس بشدة أحداث العنف الأخيرة في جنوب دارفور التي أودت بحياة العشرات وتسببت في تشريد المئات. داعية  أطراف النزاع على وقف العنف بشكل فوري.

ودعت اليونيتامس في بيان السلطات لاتخاذ تدابير أقوى لحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، ومحاسبة الجناة. كما أكدت على الحاجة الماسة إلى معالجة شاملة للأسباب الجذرية للعنف في جميع أنحاء السودان.

وعلى جانب الوضع الصحي كشفت لجنة أطباء السودان المركزية عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 18 آخرين خلال أحداث محلية بليل في ولاية جنوب دارفور. وأوضحت في تقرير إن 6 من الضحايا قتلوا بالرصاص الحي وواحد حرقاً واثنين ضرباً بآلة حادة في الرأس.

وأشارت إلى 15 إصابة  بالرصاص الحي وحالتي حريق وإصابة حرجة بآلة صلبة في الرأس.

اما حكومة اقليم دارفور أكدت رفضها التام للطريقة التي تعاملت بها الأطراف مع الأوضاع في محلية بليل من فزع أهلي وإحراق القرى والقتل العشوائي للأبرياء .

وقالت حكومة اقليم دارفور في بيان إن ميل مكونات المجتمع إلى حل مشكلاتها عبر الصراعات المسلحة أمر مرفوض.

 وأشادت باستجابة القوات الولائية وذهابها إلى موقع الأحداث مشيرة إلى السيطرة على الأوضاع .

وأوضحت إن  فترة فتح المراحيل وانجاح الموسم الزراعي مرت بسلام عدا ولايتي غرب دارفور ووسط دارفور .

وأشارت إلى معاناة الاقليم أمنياً وتنموياً من تعثر الفترة الإنتقالية وأشارت إلى التقاعس عن تنفيذ إتفاق سلام السودان بجوبا بجانب عدم تنفيذ الترتيبات الٱمنية و عدم إجازة قانون الحكم الاقليمي لدارفور وعدم دفع المبالغ المستحقة للإقليم في مجال التنمية.

وأعلنت سعيها مع حكومة الولاية لمحاسبة المتورطين وتقديمهم للمحاكمة العادلة .

من جهتها ناشدت التنسيقية العليا لأبناء الرحل المواطنين في جنوب دارفور بتحكيم صوت العقل والتزام الصبر وعدم الانجرار خلف ما وصفته بصغائر الأمور ومخططات الأعداء .

وناشدت في بيان المواطنين في جنوب دارفور بتجنب الحرب كما طالبت الحكومة والمنظمات الخيرية بتقديم المساعدات العاجلة للنازحين الفارين من ديارهم بسبب الأحداث .

وعلى ذات الصعيد وصفت الهيئة القومية لحماية المدنيين الهجوم على قرى محليل بليل بولاية جنوب دارفور بالمتعمدة والممنهجة مطالبة السلطات الوطنية والمنظمات الدولية بفضح تلك الممارسات.

وأعربت في بيان عن قلقها البالغ جراء الأعمال العدوانية الهمجية المتكررة ضد المواطنين الأبرياء على قرى محلية بليل بولاية جنوب دارفور

وطالبت  الهيئة  الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم  بوضع حد لهذه التفلتات غير المسؤولة، وناشدت جميع الفاعلين لاحكام التنسيق لحماية المدنيين في كل السودان خاصة عقب الانقلاب الذي قالت إنه ساعد على تمدد الانتهاكات التي تطال المدنيين .