أساتذة جامعيون: جامعة غرب كردفان أوقفت مرتبات أساتذة لأسباب سياسية

مقر جامعة كردفان -صفحة الجامعة على فيسبوك
النهود – 24 يوليو 2025 راديو دبنقا |
اصدرت جامعة غرب كردفان في منتصف يوليو الجاري قراراً بإيقاف مرتبات عدد من الأساتذة والموظفين دون تحديد الأسباب. فيما رجح عدد من الأساتذة أن القرار استند لأسباب سياسية.
واتهم البروفيسور خليل عبد الله الحسين، الأستاذ بكلية الإعلام في جامعة غرب كردفان، في مقابلة مع راديو دبنقا إدارة الجامعة بإيقاف راتبه وعدد من زملائه دون أي توضيح قانوني أو إجراءات إدارية سليمة، واصفًا القرار بأنه “تصفية حسابات سياسية” تستهدف من شاركوا في ثورة ديسمبر المجيدة.
وشمل قرار الإيقاف، الصادر من إدارة الجامعة كلًا من: البروفيسور خليل عبدالله من كلية الإعلام، والدكتور محمد المبارك بيلو من كلية التربية، والأستاذ أبوبكر الباقلاني من كلية العلوم الإدارية، والدكتور حيدر أبوالقاسم من كلية الشريعة، والأستاذ هشام ناصر والدكتور معاذ الأمين، من كلية التربية، بجانب أساتذة وموظفين آخرين.
قال البروفيسور خليل في حديث خاص لراديو دبنقا إن مدير إدارة الموارد البشرية بالجامعة أبلغه، عبر رسالة خاصة، بقرار إيقاف راتبه الصادر من مدير الجامعة، دون تقديم مبررات واضحة أو سند قانوني. وأضاف أن عدداً من زملائه – من أعضاء هيئة التدريس والموظفين – تلقوا كذلك قرارات مماثلة عبر رسائل نصية، دون اتباع أي لوائح أو تشكيل لجان مساءلة كما تقتضي الأعراف الإدارية.
“لم تسبق هذه القرارات أي لجنة تحقيق أو محاسبة، وهذا يخالف اللوائح المؤسسية بشكل كامل”، قال خليل.
تصفية سياسية
ويرى البروفيسور خليل أن خلفية القرار سياسية بحتة، مضيفًا أن معظم من تم إيقاف رواتبهم كانوا نشطاء في ثورة ديسمبر، وأن هذه الإجراءات تأتي ضمن حملة منظمة من قبل أنصار النظام السابق داخل الجامعة.
“هذا القرار لا علاقة له بالكفاءة أو الأداء الأكاديمي، بل هو انتقام سياسي من تيار الثورة”، بحسب تعبيره.
وأوضح أن الجامعة تحولت، خاصة بعد انقلاب أكتوبر، إلى “معقل لأنصار النظام البائد”، مشيرًا إلى أنهم ينظمون أنشطة ذات طابع أيديولوجي وأمني داخل الحرم الجامعي، دون أي مساءلة.
تسييس التعليم العالي
أعرب البروفيسور خليل عن أسفه لما وصفه بـ”تغول السياسة والقبلية على المؤسسة التعليمية”، مبينًا أن إدارة الجامعة تُدار من قبل مكون جهوي واحد له انتماءات سياسية واضحة. وأكد أن هناك مناخًا عامًا من الإقصاء تجاه من يختلفون فكريًا أو عرقيًا مع هذا المكون.
“الجامعة تُدار من قبل تيار واحد، وأي صوت مخالف يتم تهميشه أو إسكاته”، قال خليل، مضيفًا: “أنا لا أنتمي لأي حزب أو جهة سياسية، ولكن لدي رأيي الواضح في قضايا الوطن”.
خطوات قانونية مرتقبة
أكد البروفيسور خليل أن المتضررين بصدد اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والنقابية، وصولًا إلى الجهات الدولية إن لزم الأمر، لإبطال هذه القرارات التي وصفها بـ”التعسفية”.
كما طالب إدارة الجامعة بمراجعة قرارها فورًا، والعدول عن سياسات الإقصاء، احترامًا للحق في العمل وحرية التعبير. ودعا إلى وقف استهداف الأساتذة والموظفين على أساس الآراء السياسية أو الخلفيات القبلية.
أشار خليل إلى أن غياب الاستجابة الرسمية من قبل مدير الجامعة والإدارات العليا يعكس هشاشة الوضع الإداري داخل الجامعة، ويؤكد “انعدام آلية مؤسسية عادلة للمراجعة أو التظلم”.
” يضيف خليل: “أرسلت رسالة مباشرة إلى مدير الجامعة لكنه لم يرد، رغم تأكدي من قراءته لها”،
وأطلق البروفيسور خليل نداءً إلى إدارة الجامعة وجميع الجهات ذات الصلة لإنصاف المتضررين، ووقف ممارسات الإقصاء السياسي والجهوي، قائلاً:
“نحن لا نطالب بامتيازات، بل نطالب بحقنا المشروع في العمل والتعبير، وبتجنيب المؤسسات التعليمية صراعات السلطة والنفوذ”.
ولم يتسن لراديو دبنقا الحصول على تعليق فوري من إدارة الجامعة.
بدء الامتحانات والدراسة
وكان مدير جامعة غرب كردفان بروفيسور سيد علي فضل المولى، قد أعلن عن استئناف الامتحانات للدفعات (13، 14، 15، و17) بكلية الطب والعلوم الصحية، وذلك بعد توقف نتيجة سقوط مدينة النهود – مقر رئاسة الجامعة – في يد الدعم السريع مطلع مايو الماضي.
وأوضح بروفيسور سيد، في تصريح (لسونا)، أن الامتحانات بدأت يوم 20 يوليو في عدد من المراكز داخل السودان، شملت مدن الأبيض، كوستي، أم درمان، وكسلا، بالإضافة إلى مراكز خارجية في كل من السعودية، مصر، الإمارات، ليبيا، ويوغندا.
وأشار إلى أن الجامعة استأنفت نشاطها الأكاديمي بصورة منتظمة من مركزها البديل بأم درمان – شارع الأبراج – الذي تم تخصيصه لأمانة الشؤون العلمية ومركز الحاسوب، حيث يجري الإعداد لاستئناف استخراج الشهادات وتنفيذ عدد من الأنشطة الأكاديمية الأخرى.
وبيّن أن معظم كليات الجامعة تستضيفها حالياً جامعات كردفان، كسلا، الجزيرة، والإمام المهدي، حيث بدأ الإعلان للطلاب لتحديد مراكزهم واستئناف الامتحانات ومواصلة العملية التعليمية.
وأشار إلى أن كليات الحاسوب، الطب البيطري، المختبرات الطبية، التمريض، والصحة قد استأنفت الدراسة عبر المنصات الرقمية، مع بدء الإعلان عن جداول الامتحانات لعدد من الكليات خلال الشهر الحالي.