مع الجمهور : العطا والتمسك بالحرب: هل يمثل شعار “بل بس” إرادة الشعب؟
امستردام: الإثنين/23 /سبتمبر 2024: راديو دبنقا
تصاعدت ردود الأفعال حول تصريحات عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش ياسر العطا، والذي أشار إلى أن “القيادة العسكرية والمدنية والشعب السوداني يطالبون بتحقيق شعار “بل بس”، في إشارة إلى عدم قبول المفاوضات والاستمرار في الحرب حتى تحقيق النصر.
هذه التصريحات لم تلقَ تأييدًا واسعًا، وفقا لنتائج الاستبيانات التي طرحها راديو دبنقا في منصاته الالكترونية المتعددة، يوم الجمعة الماضي، وعلى مدي 3 أيام، حيث تبنى البعض موقفًا يدعو إلى استمرار الحرب، بينما دعا آخرون إلى التفاوض.
إحصائيات الاستبيانات
بصفحة الراديو على منصة فيسبوك، بلغ عدد الأشخاص الذين تم الوصول إليهم إلى 25,392 شخصًا. فيما وصل عدد التفاعلات مع المنشور الى 2,442، تضمنت 696 إعجابًا و265 تعليقًا، بالإضافة إلى 4 مشاركات.
وفيما يتعلق بنتائج استبيان “دبنقا” على فيسبوك، كانت حصيلة عدد الأصوات 175 صوتًا، منها :
134 مشاركا صوتوا بـ “لا، 37 صوتوا بـ “نعم” ، مقابل 4 لم يختاروا رأيًا. كما سجلت المنصة 8 استجابة اعجاب و18 مشاركة.
على منصة إكس ( تويتر سابقا) حصل السؤال على1,151 مشاهدة، مع تسجيل 3 إعجابات وإعادة نشر واحدة. وأبدي 30% من المشاركين تأييدهم للشعار. بينما عارضه 63%، في حين أن 7% من المشاركين اختاروا “لا أدري”
أما في منصة منبر الرأي، فقد صوت 69% بـ “لا”، في تعبير عن رفضهم للشعار، بينما صوت 31% بـ “نعم”. ولم يصوت اي مشارك على خيار “لم أكون رأيًا”.
ردود أفعال متباينة
عبّر بعض المعلقين على الفيسبوك عن رفضهم لوقف الحرب وأي مساعٍ لوقفها، معتبرين أن الحكومة إذا رضخت للمفاوضات، فإن مصير السودان سيكون مماثلاً لليمن وليبيا، كما ذكر سالم إدريس.
و أشار حمودة محمد، إلى أن تحقيق شعار “بل بس” هو مطلب من يصفهم بـ”الشلة الكيزانية”، مشيرًا إلى أن المقصود من هذا الشعار “بل” الشعب السوداني.
وفي المقابل، تساءل آخرون عن موقف النازحين والمتضررين من الحرب، مؤكدين أن هؤلاء لا يمكن أن يكونوا مع استمرار القتال. جدو ود سمتبار، أحد المعلقين، انتقد تصريحات العطا قائلًا: “خلي اجي اسأل النازحين في المدارس والخيام قول ليهم بل بس ولا تفاوض؟”، في إشارة إلى أن السكان المتأثرين بالحرب يرغبون في إنهاء النزاع بأي طريقة في المقابل، أكد سليمان آدم تأييده لشعار “بل بس”
مشددا على أهمية أن تكون الدولة خالية من ” الجنجويد والمرتزقة والعملاء” على حد تعبيره، فيما تساءل أبو القاسم أحمد إدريس قائلا: ومن قال ان “اشاوس الدعم السريع” يرغبون في السلام وأضاف نحن في انتظار توقف المطر لنبدأ الزحف و” البل” وتابع :”و انتم تعرفونا”
انتقادات لخطاب العطا
وجهت العديد من التعليقات انتقادات حادة لياسر العطا، مشيرين إلى أن تصريحاته تمثل فقط الجناح العسكري للحركة الإسلامية داخل الجيش، وليس غالبية الشعب السوداني. صالح علي، اعتبر أن العطا يعلم تمامًا أن هذه الحرب لا منتصر فيها، ولكن يستخدمها كوسيلة للوصول إلى السلطة، واعتبر أحمد علي، أن مساعد قائد الجيش ومن يشابهه لا يعانون من الحرب بشكل مباشر، فهم يعيشون حياة رفاهية، بينما المواطنون العاديون يعانون من آثار الحرب اليومية.
تأكيد على الخسائر الإنسانية
أبرز التعليقات على الفيسبوك، شددت على أن الحرب لا تخدم إلا القيادات العسكرية والسياسية، وعلق الزين آدم محمد “إذا كانت الحرب فيها الخير لكان السودان أجمل دولة على وجه الأرض”. واكدت أم منذر، أن الحرب تسببت في تشريد آلاف العائلات السودانية، قائلة: “لا لحرب، لا لحرب”.
وفي السياق نفسه، رأي سليمان آدم، أن العطا يمثل الأيديولوجية الإسلاموية في الجيش، وأن تصريحاته لا تمثل الشعب السوداني، بل تعكس مصالح سياسية ضيقة.
المشاركات الصوتية
في حين أن هناك من أيد العطا في موقفه المتشدد ضد المفاوضات، إلا أن غالبية المشاركات الصوتية التي وصلتنا، كانت معارضة، و اعتبرت أن شعار “بل بس” لا يعبر عن تطلعات الشعب السوداني.
جاءت مشاركة من أحد المواطنين الذي فضل عدم ذكر اسمه، موضحًا أن من يؤيد هذا الشعار هم فقط أولئك الذين يعيشون في مناطق آمنة أو خارج السودان. وأضاف قائلاً: “لو كانت أسرة ياسر العطا تعيش في مناطق الصراع، لكان قد اتخذ موقفًا مختلفًا وطالب بوقف الحرب بدلاً من التمسك بشعار (بل بس)”. وأكد أن غالبية المدنيين في مناطق النزاع يعانون يوميًا من ويلات الحرب، ويرغبون في إنهائها بأي ثمن.
انتقادات لضعف الجيش
من جانب آخر، أشار الغالي موسى إبراهيم قنديل، من أبناء دارفور_ مقيم في القاهرة_ إلى أن الجيش السوداني في وضعه الحالي لا يمتلك القوة الكافية لتحقيق شعار “بل بس”. ووصف تصريحات العطا بأنها “تغريد خارج السرب”، واضاف: “استمرار الحرب ليس خيارًا عقلانيًا في ظل الظروف الراهنة، وأن الحل يكمن في التفاوض لتحقيق السلام”. كما أكد قنديل أن حديث مساعد قائد الجيش، يعبر عن نظام “الكيزان” أكثر من تعبيرها عن الشعب السوداني، الذي يتطلع إلى السلام وإحلال الاستقرار.
غياب التقدم العسكري
في تعليق آخر، قال آدم خالد إن تصريحات العطا تشبه “البكاء على اللبن المسكوب”، مشيرًا إلى أن الجيش لم يحقق أي انتصارات تذكر منذ بداية الحرب قبل أكثر من سنة ونصف. وأضاف أن “الحديث عن استرداد الخرطوم والجزيرة ليس إلا وعود، مؤكداً أن الخيار الوحيد المتبقي هو العودة إلى طاولة المفاوضات لإنقاذ ما تبقى من السودان.
دعم “بل بس”
رغم المعارضة الكبيرة لشعار “بل بس”، هناك من يرى أن استمرار الحرب هو الحل الوحيد للقضاء على الميليشيات التي تهدد الأمن الوطني. في هذا الصدد، قال أحمد عبد الله أحمد من الولاية الشمالية إن دعمه لشعار “بل بس” نابع من الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع. وذكر أن “هذه القوات لا تخضع لنظام أو إدارة تسيطر على تصرفاتها”، ولذلك يعتبر أن القضاء عليها هو الأولوية القصوى، بغض النظر عن الأضرار التي قد تترتب على استمرار الحرب.
دعوات للسلام ورفض للحرب
وعلى الجانب الآخر، أكد أبوبكر الصندلي، وهو صحفي مستقل، أن الشعب السوداني يعاني بشكل كبير من الحرب المستمرة، وأن الأولوية الآن يجب أن تكون لوقف النزاع وإحلال السلام. وأوضح أن القوى السياسية والشبابية ولجان المقاومة، إلى جانب منظمات المجتمع المدني، جميعها تدعو إلى إنهاء الحرب فورًا،
ودعا في تعليقه إلى “الاصطفاف خلف الجهود الدولية لوقف الحرب”، مشيرًا إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة التي طالبت بضرورة إنهاء النزاع في السودان