غازى صلاح الدين عن زيارة اديس ابابا

* جرت الزيارة في يومي 24 و25 أغسطس 2015 واستغرقت 32 ساعة.

بسم الله الرحمن الرحيم

زيارة أديس أبابا

* جرت الزيارة في يومي 24 و25 أغسطس 2015 واستغرقت 32 ساعة.

* شملت المقابلات الرئيس مبيكي وكبار مساعديه، السيد الإمام الصادق المهدي على حدة، وقادة الفصائل المكونين للجبهة الثورية.

* الرئيس مبيكي جدد التزامه تجاه السودان تكملة لمجهود ست سنوات قضاها مشرفاً على ملف السودان استطاع فيها أن يحشد الدعم والتضامن الإفريقي مع السودان، وقد قطع بقرار الاستمرار في مهمته الحديث عن تخليه عن المهمة التي كلفه بها الاتحاد الإفريقي.

* ركز الرئيس مبيكي على أهمية التقرير الذي كان بصدد تقديمه لمجلس السلم والأمن الإفريقي وما سيقرره المجلس حياله، وضرورة أن يعي السودانيون مطلوبات المرحلة.

* الإمام الصادق المهدي نبه إلى أهمية ما سيصدر من الاتحاد الإفريقي بعد سماعه تقرير الرئيس مبيكي. الإمام نبه كذلك إلى ضرورة توحد المعارضة من حيث مواقفها وبرامجها في المرحلة المقبلة، وأكد التزامه وسعيه لتحقيق ذلك.

* قادة الجبهة الثورية ركزوا على أربع نقاط:

  1. التزامهم نحو وقف الحرب والحل السلمي واستعدادهم للتفاوض حول مطلوبات وقف العدائيات ووقف إطلاق النار.

  2. التزامهم نحو حل سياسي شامل لكل القوى ورفضهم للحلول الجزئية أو الثنائية.

  3. التزامهم نحو المشاركة الفاعلة في حوار وطني شامل، سوداني-سوداني، يجري داخل السودان.

  4. مطالبتهم بإجراء لقاء تمهيدي في أديس أبابا للاتفاق على إجراءات الحوار وأسسه وضماناته.

* في أثناء الزيارة صدر إعلان مطوّل من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي حول السودان، وهو إعلان يصف لأول مرة مطلوبات محددة بآجال محددة من أصحاب الشأن في السودان، وبخاصة من الحكومة.

تعليقات

* كما لاحظنا في العام الماضي، عند توقيعنا اتفاق أديس أبابا في 5 سبتمبر 2014 هناك استعداد واضح من قوى نداء السودان، لم يتغير، نحو وقف الحرب. وعلى الحكومة التجاوب فوراً مع هذا الموقف والدخول في مفاوضات جادة لاتفاق وقف عدائيات يفضي إلى وقف إطلاق نار شامل، إذ أنه لا يجدي الحديث عن إصلاح سياسي، أو حوار وطني، أو معالجة أزمة السودان الاقتصادية أو أزمة علاقاته الإقليمية والعالمية في ظل وجود الحرب.

* الإعلان الصادر من الاتحاد الإفريقي يعبر عن ضيق الأفارقة بالمماطلة في اتخاذ الخطوات الصحيحة من قبل الحكومة في إجراء حوار وطني حقيقي وشامل. وهو يقف خطوة واحدة دون أن يصرح بأن الحوار القائم الآن لا قيمة له لأنه لا يستوفي الحد الأدنى من معايير الحوار السياسي كما هو في التجارب المماثلة.

* إن الاستهانة بالسند الإفريقي سيجعل السودان مكشوفاً أمام ضغوط عالمية ستكلفه أكثر مما يكلفه أي حوار حقيقي بين أبناء السودان. وعلى الحكومة، والمعارضة كذلك، قراءة الإعلان الإفريقي بعناية وتحليله والتعامل الإيجابي مع مطلوباته.

* على الحكومة التخلي عن المزايدات السياسية إزاء قضية عقد الحوار داخل السودان، والإيهام بأن القوى المعارضة تريد حواراً خارج السودان. بالعكس مما تروجه الحكومة فإن الالتزام المؤكد من جميع القوى السياسية هو نحو حوار سوداني-سوداني يجري داخل السودان.

* على الحكومة كذلك التخلي عن موقفها الغريب برفض عقد اللقاء التمهيدي للحوار في أديس أبابا، فهو موقف غير منطقي وغير مستدام وستضطر الحكومة للتخلي عنه عاجلاً أم آجلاً. وليس واضحاً جدوى هذه المماطلة في وقت تقضي فيه الحكومة جل وقتها في مفاوضات خارجية في كل شئونها.

* على قوى المعارضة السياسية أن ترتفع لمستوى التحديات أمامها، وأن توحد صفها على أساس خيار الحد الأدنى، وأن توجه طاقاتها بعيدا عن الخلافات القديمة والثارات .

د.غازي صلاح الدين العتباني

رئيس حركة الإصلاح الآن

30 أغسطس 2015.