عثمان شبونة : (القـبّاضون).. الدم ليس (واحد!).. مُنع نشره

* بسرعة قياسية قرأنا عن إلقاء القبض على “متهم” في قضية الطالب الذي لقى مصرعه جراء أعمال شغب بشرق النيل.. ولو أن جميع القتلة تتم “كلبشتهم” بالسرعة القصوى لكان هذا مصدر إشادة..!

 

* بسرعة قياسية قرأنا عن إلقاء القبض على “متهم” في قضية الطالب الذي لقى مصرعه جراء أعمال شغب بشرق النيل.. ولو أن جميع القتلة تتم “كلبشتهم” بالسرعة القصوى لكان هذا مصدر إشادة..!

* لسنوات لم تعثر الجهات “التي تقبض” على قتلة الطلاب بالجزيرة ورميهم في الترعة “ديسمبر 2012″ .. ثم لحقهم آخرون معروفون بالأسماء، زهقت أرواحهم، ولم يتمكن (القبّاضون) من وضع السلاسل في أيدي المجرمين الذين حرموا الآخرين حق الحياة.. نعم.. لم يتمكن أولئك المعنيون من أداء واجبهم، رغم نجاحهم بفك طلاسم جرائم “متشابكة الخيوط”.. فما الذي جعل “الخيط سهلاً” هذه المرة..؟ هل الصدفة..؟ أم المهنية العالية التي انخفضت في أحداث مماثلة؟ هل عجزت السلطات عن اعتقال القتلة “الطلقاء” السابقين في شباكها.. أم أن الدم ليس واحداً؟!

* في سبتمبر 2013 حصدت ذخيرة حكومة الخرطوم المئات من الأبرياء.. ورغم كثافة الدم، لم تجنزر السلطات قاتلاً واحداً.. فهل هذه صدفة أم فشل أم قصد وتقاعس عن الواجب؟! السؤال موجه الى “القبّاضين” أيضاً، إذا كانوا يؤمنون بأن الدم “واحد”..!

ــ إياكم والفهم المغلوط للأسئلة، فهي عبثية ــ لابد منها ــ كالذين نوجهها إليهم..!

* ولكي لا نلغي عقولنا ونلف وندور، فإن هذه المفارقات المفضوحة الجوانب في التعامل مع “الدم” تبيٍّن خللاً وأمراً جللاً لا يفوت على فطنة من يعيش اليوم محدقاً في وجوه الموتى، ومتسائلاً عن معنى العدل، وفاقداً للدهشة من تعدد “المكاييل” السلطوية..! فالدوائر التي تملأ الفضاء تفاخراً ورقياً حين تنجح السلطات في فك “شفرات!” جريمة ما، هذه الدوائر تغفل الحقائق المؤسفة والفشل الذي لازم ذات السلطات في عدم كشف غموض جرائم بعينها.. بينما أخرى “يردمونها” بترابهم..! فهل ثمة منطق يقنع العقل حول ما يجري..؟ ولماذا لا تفاجئنا السلطات باعتراف عن سقوطها المدوي بعدم إماطة اللثام عن “بلطجية حزب” يتجولون منذ سنوات كأن شيئاً لم يكن.. أم أنها تدس “محافيرهم”..! أم هي تؤمن بأن دماً لدمٍ “يفرق”؟!.. فلو كانت الأرواح “واحدة” لما وصلت الأسئلة للمدى الذي يفجرها..!

* هي ــ على كل حال ــ ليست أسئلتي لوحدي، بل أسئلة أي شخص تحمل عظامه دماغاً بشرياً “ساري المفعول”.. نحن نتحدث عن مجرمين لم تحملهم إلى الأرض أجسام “فضائية”.. فإذا كان الدم واحداً يجب أن نسمع شيئاً عن اعتقال “الربّاطة” الأوائل الذين سبقوا أحداث شرق النيل في الموبقات… من يحمي “ظهورهم”؟! وكأننا لا نعرف الإجابة على السؤال في وجود “حامي الحمى”..!!

أعوذ بالله

 

غثمان شبونة