نساء يمارسن حرفة الزراعة في موسم الخريف بدارفور ـ ارشيف

جنوب كردفان: 10 يونيو 2024: رايو دبنقا
تشهد مناطق جنوب كردفان وجبال النوبة امطارا غزيرة تبشر بموسم خريف جيد، لكن ظروف الحرب التي تشهدها منذ ابريل 2023 تقلل من فرص انجاز موسم زراعي ناجح قد يسهم في التخفيف من حدة المجاعة التي تحيق بالبلاد.
في حديث اراديو دبنقا يقول الصحفي عبد الرحيم مركزو الذي يعيش في جبال النوبة “بات من الواضح جداً أن الموسم الزراعي الحالي يواجه تحديات وصعوبات تفوق إمكانيات كبار المزارعين ناهيك عن صغارهم. هنالك مؤشرات واضحة للعيان تؤكد فشله”.
ويشير إلى ان والي جنوب كردفان، محمد إبراهيم، قد اصدر في وقت مبكر هذا العام قراراً قضي بتكوين اللجنة العليا لإنجاح الموسم الزراعي ٢٠٢٣-٢٠٢٤، إلا أن القرار يبقى حبراً على ورق لغياب آليات التنفيذ وغياب جهاز الدولة بالمحليات.

يؤكد عبد الرحيم مركزو أن الامن ليس هو المهدد الرئيس للموسم الزراعي حيث تشهد مناطق واسعة من ولاية جنوب كردفان استقراراً أمنياً يمكّن المزارعين من بدء العمليات الزراعية دون أي مهددات أمنية تذكر. حيث أوقفت الحركة الشعبية – شمال عملياتها القتالية في كافة محاور العمليات، وهذا يتيح للمزارعين التجهيز المبكر للموسم الزراعي.
لكن تأثيرات الحرب الأخرى المباشرة وغير المباشرة تتسبب في فشل الموسم الزراعي واقتراب شبح الجوع من المناطق التي تصدر في العادة فائض انتاجها من الحبوب لكل الولايات السودان وللخارج.

معضلة التمويل
تمويل العمليات الزراعية هو المعضلة الكبرى والأساسية التي تهدد بفشل الموسم الزراعي برمته، حسب الصحفي عبد الرحيم مركزو، حيث أن ضعف التمويل في المواسم السابقة كان بسبب رئيسي هو عجز المزارعين عن سداد سلفيات التمويل، بجانب ندرة السيولة النقدية.
العجز عن سداد سلفيات الموسم الماضي وندرة السيولة النقدية هما السب في ضعف الإنتاج وتدهوره.
كما تقلصت المساحات المزروعة بالولاية بمعدلات كبيرة بسبب ظروف الحرب وخاصة في محليات الدلنج الكبرى “مشاريع الزراعة الآلية بهبيلا”، حيث اغلق البنك الزراعي فرع مدينة الدلنج ابوابه وتشرد موظفيه بسبب العمليات العسكرية التي شهدتها المدينة نهاية العام الماضي. ويعد فرع البنك الزراعي بمدينة الدلنج هو الفرع الأهم في الولاية لأنه كان يوفر التمويل لـ ٨٠٪ من المساحات في مشروعات الزراعة الآلية والمقدرة بحوالي 400 ألف فدان لتنفيذ عمليات الحرث والزراعة والنظافة والحصاد والصيانة.

الوقود والطرق
يضاف لذلك تضرر شركات النفط الموردة للوقود للمشاريع الزراعية وتوقفها عن العمل بسبب الحرب في كل من الأبيض والرهد، وبالتالي توقفت طلمبات توزيع الوقود في الدلنج وهبيلا وأم برمبيطة عن العمل وهذا يشكل معضلة حقيقية تعوق توفير الوقود، حيث بلغ سعر جالون الجازولين الآن 20 الف جنيهاً في كل من دلامي وكرتالا وأم برمبيطة، خاصة مع امتلاء الخيران والمجاري المائية وتضرر الكباري القليلة عليها إضافة لتأثير الامطار على الطرق الترابية.
كما ان اغلاق الطرق ومحاصرة المدن فاقم من الوضع المعيشي، فضلاً عن توفير مستلزمات المزارعين وخاصة فيما يتعلق بقطع الغيار بالنسبة للآليات “وسائل النقل والترحيل والآليات الزراعية”.

وهنالك مشكلة صيانة الاليات الزراعية، حيث تعتبر منطقة هبيلا بولاية جنوب كردفان هي المركز الأقدم والأكبر لصيانة الآليات الزراعية، وقد تعرضت ورش الصيانة لعمليات نهب وتخريب واسعة النطاق بعد الهجوم عليها من قبل قوات الدعم السريع وسقوط حامية الجيش في بداية العام الحالي، وفرّ كل العمال المهرة في مجال صيانة الآليات الزراعية، بجانب معظم المواطنين وهم الأيدي العاملة، وأصبحت المدينة خراباً إضافة لندرة قطع الغيار التي تأتي من كوستي لبعد المسافة حيث يسلك المسافرون طرقا ترابية تكون وعرة في فصل الخريف.
ومن مصائب الحرب تخلي كثير من المزارعين عن آلياتهم الآليات الزراعية بالبيع لسداد ديونهم للموسم السابق، أو فقدانها بسبب النهب وخاصة في المناطق التي شهدت معارك وقتال بين أطراف الحرب في الولاية.
وأخيرا يضيف الصحفي عبد الرحيم مركز عدم توفر التقاوي المحسنة لمحاصيل الذرة والسمسم لهذا العام وتوقف علميات مكافحة الآفات الزراعية خاصة الجراد الذي يهدد مساحات واسعة في جنوب كردفان.

Welcome

Install
×