بعد تكرار قصف الطيران لمدينة نيالا.. هل المدينة وسكانها هدفاً عسكريا..؟

صورة من فيديو منشور لوسائل التواصل الاجتماعي لقصف الطيران الحربي لسلاح الجو السوداني لمدينة نيالا جنوب دارفور يوم الخميس 14 ديسمبر 2023

نيالا: الخميس: 11 يناير 2024: راديو دبنقا
تقرير: عبد المنعم مادبو
تكررت غارات سلاح الجو التابع للقوات المسلحة السودانية على مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور للمرة الرابعة منذ ان استولت قوات الدعم السريع على المدينة في السادس والعشرين من اكتوبر 2023م، والسادسة منذ بدء الحرب بين الجيش والدعم السريع في ابريل الماضي مخلفة أكثر من 110 قتيل وعشرات الجرحى وهدم وتدمير عشرات المنازل والمرافق الخدمية، وسط تساؤلات المواطنين حول هل المدينة تعد هدفاً عسكرياً..؟
ففي منتصف ليلة الخميس نفذت طائرة من طراز “انتنوف” غارة جوية واسقطت نحو 7 براميل متفجرة في عدة مواقع بأحياء المدينة، وقال شهود عيان من مدينة نيالا لراديو دبنقا ان القصف أدى الى مقتل طفل ورجل واصابة 4 آخرين بينهم نساء وتدمير مدرسة ابوعنجة الابتدائية بحي المطار وعدد من المنازل بأحياء المدينة، اضافة الى تدمير مستشفى شفاكير وأجزاء من مستشفى مناعة الخاصتين وسط المدينة، وأجزاء من المحطة الرئيسية لشبكة الاتصالات سوداتل.

وقالت قوات الدعم السريع ان قصف الطيران الحربي لمدينة نيالا استهدف عدد من الاحياء السكنية ما أدى الى مقتل واصابة عشرات المدنيين وتدمير المنازل والممتلكات الخاصة، وادانت- في بيان حصل عليه راديو دبنقا- ما وصفتها بعمليات القصف المتعمدة للمدنيين الأبرياء بهدف قتلهم أو تهجيرهم قسرياً من مناطقهم، ودعت المنظمات الدولية والإقليمية إلى إدانة وتوثيق هذه الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين
.
وقال احد مواطني نيالا الصادق سالم عبد الرحمن لراديو دبنقا ان طيران الجيش اتضح تماماً انه يستهدف المواطنين في مدينة نيالا وليس قوات الدعم السريع، واضاف: بسبب عدم تمكن الجيش من استرداد المدينة، وعدم اعترافه بالهزيمة التي ألحقتها به قوات الدعم السريع اصبح ينتقم من مواطن نيالا الذي اجبرته الظروف على البقاء في مدينته. وذكر أن ما يحدث في نيالا اثبت ان الطيران الحربي لا يتعامل باحترافية في قصفه للمدينة، بدليل انه يصيب المواطنين الابرياء والاعيان المدنية.

وذكر احد سكان حي تكساس جنوبي مدينة نيالا مبارك موسى لراديو دبنقا انه شاهد الطائرة تحلق في سماء المدينة منتصف ليلة الخميس، ثم أسقطت اول برميلين بالقرب من متحف نيالا بغابة النيم، ثم اتجهت نحو الشمال الشرقي فاطلقت برميلين علي محيط قيادة السابقة للجيش، وبرميلين آخرين وسط المدينة.

واشار موسى الى ان قوات الدعم السريع اطلقت مضاداتها تجاه الطائرة، وبعد اصابتها اطلقت برميلاً واحداً وتحولت الى كتلة نار، لكنه قال انه لا يعلم منطقة سقوطها.

من جهته أبدى الخبير العسكري العميد ركن معاش عبد الكريم القوني تجاني استغرابه من استهداف الطيران الحربي المتكرر لمدينة نيالا، رغم خلوها من المعارك العسكرية مع قوات الدعم السريع، وتساءل القوني- في مقابلة مع راديو دبنقا- لماذا تصر قيادة القوات المسلحة على قصف مدينة نيالا بالطيران، واضاف: الشيء المعروف في العسكرية ان الطيران يتدخل لإسناد القوات البرية، والان لا توجد معارك في مدينة نيالا، وللأسف يستهدف الطيران مواقع ليست فيها شبهات لارتكازات او حاميات عسكرية، وانما يقصف اسواق ومدارس واحياء سكنية.

وقال القوني في تقديري ليس هناك هدف عسكري يريد ان يحققه الجيش من قصفه لمدينة نيالا بالطيران، الا اذا لديه هدف اجتماعي يريد ان يهجر المواطنين او ينتقم منهم باعتبارهم حواضن للدعم السريع.

واشار الى ان حامية الجيش بمدينة نيالا صمدت أكثر من 6 أشهر وهي تقاتل الدعم السريع ورغم ذلك لم يتدخل الطيران الحربي الا مرتين في ظل استمرار المعارك وخروج نسبة كبيرة من سكان المدينة، لكن الآن بعد توقف المعارك وعودة المواطنين قصف الطيران المدينة 4 مرات منذ نهاية اكتوبر الماضي أي بمعدل مرتين في الشهر، وتساءل مجدداً: معروف عسكرياً ان الطيران يتدخل لإسناد القوات البرية، فلماذا لم يتدخل في السابق، ويقصف المدنيين الآن..؟!

وأبدى الخبير العسكري أسفه لما يقوم به الطيران الحربي من قصف للمدنيين في نيالا، وقال الدعم السريع الآن موجود في عدة مواقع في السودان وله معسكرات ويخوض معارك ضد الجيش فلماذا لا يساند الطيران العسكري قواته البرية في تلك المناطق بقصف تجمعات الدعم السريع.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ابريل 2023م شن الطيران الحربي 6 غارات جوية على مدينة نيالا، غارتان قبل سقوط المدينة في ايدي الدعم السريع في 26 أكتوبر الماضي و4 غارات بعد سقوطها وتوقف المعارك فيها.

وبحسب متابعات راديو دبنقا فإن القصف الجوي للمدينة اسفر عن مقتل نحو 110 مدنياً واصابة العشرات وتدمير عشرات المنازل والمرافق الخدمية، وأجبر عدد من الأسر على مغادرة المدينة مرة أخرى بعد أن عادت إليها بفضل توقف المعارك بين الطرفين.