بصراحة عن الجبهة الثورية !!

“بصراحة ربنا” كما يقول الإخوة المصريون لم يرتاح [Click and drag to move] الوجدان السوداني لبعض تصريحات وتحركات الجبهة الثورية (قادة الحركات المسلحة) رغم الإيمان بضرورة المصارحة وبالديمقراطية وتباين الآراء وتعددها في إطار أهداف الثورة ومصالح الوطن العليا..

مرتضى الغالي

بقلم: مرتضى الغالي

"بصراحة ربنا" كما يقول الإخوة المصريون لم يرتاح الوجدان السوداني لبعض تصريحات وتحركات الجبهة الثورية (قادة الحركات المسلحة) رغم الإيمان بضرورة المصارحة وبالديمقراطية وتباين الآراء وتعددها في إطار أهداف الثورة ومصالح الوطن العليا.. وقد بدأت مظاهر شابها قدر كبير من السلبية في تصريحات بعض قادة الحركات المسلحة ومنسوبيها من الإسراع بالكلام الخشن (في غير موضعه) والتقريع السافر لقوى الحرية والتغيير (والغريب أنهم أعضاء فيها) وقد تجاوزوا العتاب الغليظ إلى التجريم والهجوم غير المبرر.. وقد لمسنا في بعض ما قالوه ملامح ومطالب بـ"المحاصصة المذمومة" التي رفضها الشعب ولفظتها شعارات الثورة.. وقد لاحظ كثيرون التعبيرات الملتوية التي تقدّم المشاركة بالمواقع بدلاً من تصويب النظر على الأهداف المتعلقة بالسلام ومعالجة آثار التهميش والحروب وضحاياها وقضايا الترتيبات الأمنية الخاصة بتحوّل الحركات إلى قوى سياسية مدنية..على الرغم من أن قادة الحركات المسلحة (أو التي كانت مسلحة) ينفرون من تعبير المحاصصة ولا يصرِّحون به، كما لم تتهمهم "الحرية والتغيير" بالمحاصصة من باب الحياء والمجاملة السياسية والنبل الثوري..!

 

لقد أكثر قادة الجبهة الثورية من الحديث عن إغفالهم وإهمال مبادراتهم وأجندتهم رغم اهتمام "الحرية والتغيير" بتضمين قضايا الحركات المسلحة ومناطق الحرب في عملها ووثائقها وهذا هو المهم أكثر من تضمين الأشخاص..! ثم أن الثورة قد اقتلعت خصمهم الذي يحاربونه وأزالت مسببات الحرب الرئيسية.. ويبقى العمل الشاق لاقتلاع توابعهم المتآمرين بجهد الجميع.. ولا أحد ينكر التراكم النضالي ولا دور هذه الحركات (قدر طاقتها) في مواجهة نظام الإنقاذ الفاشي الفاسد.. ولكن ثورة ديسمبر الشبابية غيّرت الموازين وفعلت ما استعصى فعله، وهي التي مكنّت قادة الحركات المسلحة من القدوم للخرطوم محلّقين رءوسهم ومقصّرين..!

 

ولكن لا ننكر أيضاً أن الناس كانوا ينتظرون من الحركات المسلحة عملاً أكبر وأكثر تأثيراً خلال لحظات الشدة في ثورة الشباب وأيامها العصيبة.. وعلى كل حال كان الأمل الأكبر أن تنظر الجبهة الثورية إلى المقاصد العليا للثورة وتفسح مجال ثقة أكبر لقوى الحرية والتغيير- وهي جزء منها- وقد أعلنت مبكراً عن الاهتمام الكبير بقضايا الحرب والسلام وأولويتها القصوى وأن لا ديمقراطية بلا سلام بل جعلت الشهور الستة الأولى كلها من الفترة الانتقالية مكرّسة لقضية السلام ووقف الحرب والعناية بضحاياها وبأهل الهامش والنازحين واللاجئين وهم الأكثر تضرراً من ظلم الإنقاذ ومجازرها..!

لقد جعلت "الحرية والتغيير" بكل مكوّناتها قضايا الهامش في قلب وثائقها ولم يكن من الأوفق أن تعيد الحركات المسلحة (اللت والعجن) في أهداف مقرّرة.. فماذا كان يضير الجبهة الثورية أن تنتظر لتبحث الأمر مع حاضنة الثورة "الحرية والتغيير" بدلاً من التلويح بالرفض والمقاطعة قبل قيام الحكومة المدنية..؟!! وإذا كان قادة الجبهة الثورية خارج هياكل الحكم.. هل يعنى ذلك أن الذين بداخلها -أيا كانوا- سيمتنعون عن تنفيذ إجراءات السلام ويتجاهلون اتفاق أديس أبابا ..!

كم كنا نأمل أن يتخلّص بعض قادة ومنسوبي الحركات المسلحة من ممارسات الماضي ومناخات ما قبل الثورة، وان ينسلخ بعضهم من إنتساباته السابقة للجبهة الإسلامية التي لم تورث بلادنا غير الفساد والخراب الذي عمّ القرى والحضر..!