برهان (مردخوار) أكل الرجال !

نشطت في فترة انحطاط الانقلابيين ظاهرة الخيال الجمعي الأسطوري للإسلاميين، في العودة لمربع تطويع الرؤي المنامية لخدمة الحكام والسلطة الزمنية، تعامياً عن ان ما ميز ثورة ديسمبر عن سابق الثورات في البلاد انها ثورة وعي ومطلبها الأساسي هو المدنية! لذلك ما عاد ممكناً تضليل الشباب بالأكاذيب الدينية، من شاكلة تصريحات رئيس تجمع شباب المستقلين محمد نور السموأل الذي ادعي انه (رأي البرهان في منامه اسد طائر بجناحين عظيمين أحدهما ابيض والثاني اخضر، وكان يضرب بجناحه الأبيض الأرض يصطف الناس وكأنهم يستعدون للصلاة، وكان عندما يضرب بجناحه الأخضر تنمو الحشائش على الصحراء والأرض الجرباء) وختم قوله مؤكدا على صدق رؤياه اذ هو ينام على وضوء متوسد يمينه! 6 مايو 2022 منقول وسائط التواصل الاجتماعي..

بثينة تروس

 

 بقلم : بثينة تروس

 

نشطت في فترة انحطاط الانقلابيين ظاهرة الخيال الجمعي الأسطوري للإسلاميين، في العودة لمربع تطويع الرؤي المنامية لخدمة الحكام والسلطة الزمنية، تعامياً عن ان ما ميز ثورة ديسمبر عن سابق الثورات في البلاد انها ثورة وعي ومطلبها الأساسي هو المدنية! لذلك ما عاد ممكناً تضليل الشباب بالأكاذيب الدينية، من شاكلة تصريحات رئيس تجمع شباب المستقلين محمد نور السموأل الذي ادعي انه (رأي البرهان في منامه اسد طائر بجناحين عظيمين أحدهما ابيض والثاني اخضر، وكان يضرب بجناحه الأبيض الأرض يصطف الناس وكأنهم يستعدون للصلاة، وكان عندما يضرب بجناحه الأخضر تنمو الحشائش على الصحراء والأرض الجرباء) وختم قوله مؤكدا على صدق رؤياه اذ هو ينام على وضوء متوسد يمينه! 6 مايو 2022 منقول وسائط التواصل الاجتماعي..

حين نام رئيس تجمع شباب المستقلين ليلته تلك، كان قلبه منشغل بالتدليس في إرضاء سلطة البرهان، استغفارا عن سابق ما صرح به قبل اقل من عام، بان البرهان (عاجز ومشلول ولا يشبه سودانيتنا).. حينها ما طاب للشباب الثائر منام، تحصده نيران البرهان وكتائب الظل، والجنجويد كأسطورة طائر (المردخوار) ذلك المخلوق المنبت، الذي تعددت اوصافه في تراث الاساطير العالمية، بين جسد اسد له جناحين عظيمين، ووجه انسان وذنب عقرب، واجمعت الاساطير على انه قد (أكل الرجال)!

وجرائم مردخوار السودان أن أجنحته تضرب الأرض في دارفور وفي البراري وامدرمان والخرطوم، تدهس أرواح الشباب وتعمل فيهم القتل الغدر والاعتقالات والاغتصابات.. فهو يلدغ الضحية (لتسميمها مثل العقرب) وبعد أن يتأكد من أن الضحية لا تقوى على الحركة، يقوم بتقسيم اللحم ومن ثم طرحه جانباً ويخرج السم من الجرح من تلقاء نفسه.. ومن ثم يقوم بالغناء والتنغيم مع نفسه وهو يباشر بالأكل.. وهكذا غناء وتنغيم البرهان الذي حدثنا عن رؤيا لوالده قيل له فيها بانه سوف يحكم السودان! فصار أفشل حاكم عسكري انقلابي في تاريخ الديكتاتوريات، لا حكم عدل، ولا تحدث اسمع، يكذبه الشارع ويتندر بوعوده: (القوات المسلحة ملتزمة التزام قاطع! انها لا تنقلب على ثورة ديسمبر!! الذين يرجون انه الجيش عايز ينقلب، بنقول ليهم ان الجيش سيلقمكم حجرا. لأنه نحن احرص ناس على الانتقال الديموقراطي كعسكريين. واحرص ناس على ان الفترة الانتقالية تنتهي بسلاسة وتنتهي بانتخابات. نحن كفيلين بالقوات المسلحة ننظفها وما بنخلي فيها كوز.. وهسي الناس القبضناهم في الانقلاب دا ح نعلن للناس انتماءاتهم، وح نقدمهم لمحاكمات كل الناس يتفرجوا فيها.. تكون بيان بالعمل)..

وبالطبع فالعهد بالإخوان المسلمين أنهم يكذبون ويتحرون الكذب، فلقد بدل البرهان قوله، وبدل تنظيف القوات المسلحة من الكيزان، سعي لكسب جانبهم حين عدم النصير من دول المحاور، شهدناه يقوم بإخراج الكيزان من السجون وارجاع من تم فصله منهم للقضاء والأعلام والبنوك ووزارة الخارجية في الوقت الذي اعتقل فيها الشرفاء من أمثال أعضاء لجنة ازالة التمكين.. ومن ضمن من أخرج من السجون السيد غندور، وزير خارجية الحكومة التي ثار ضدها الشعب والذي لم يفوت علي ابنته مولد الرؤي الرئاسية (انه كان يعصر خمرا) وتأويل الشيخ لرؤياها (انه سوف يخرج مرفوع الراس ويسجن اعداؤه الذين ظلموه وانه سوف يحكم السودان لمدة سبعة سنوات لايري فيها الناس غير الخير والنعم).. ولقد كذبت الرؤيا والمنجمين، فالشعب لم يشهد من غندور غير دموع الفرح في الاعلام، حين هرب المخلوع البشير من جنوب افريقيا خوفاً من ملاحقات المحكمة الجنائية الدولية.

وهذا الجهل المدبر النشط في التملق ونشر الغيبيات والتهويم، ساوي بين المردخوار برهان (رب الفور) وحميدتي قائد الدعم السريع صنيعة الاخوان، الذي (أكل ذهب البلاد) كما (أكل الرجال) وعلى ايدي قواته تمت أفظع انتهاكات لحقوق الانسان في تاريخ النزاعات السودانية ولا تزال. أيضا وجد في الرؤى مبتغاه في سيادة البلاد، كيف لا؟ وعجباَ في غفلة من الزمان صار نائب مجلس سيادتها! وقد قام في السابق بتعيين مستشاراً له لشئون شرق السودان! حكي محمد طاهر اوقدف في تصريح لجريدة الامة 16 يوليو 2020 ان الرسول صلي الله عليه وسلم اتاه يخبره بمقدم تغيير في السودان قبل الثورة وان (علينا ن ندعم حميدتي لأنه فيه خير كثير للسودان)..

فهلا فاق الجاهلون من اضغاث احلامهم! ليعلموا ان الشعب السوداني قد قال كلمته في ثورة ديسمبر المجيدة، وأخبر عن وعيه السياسي والديني، في انه لا خير ولا نعم لا في الدنيا ولا الاَخرة ترجي في حكم الاخوان المسلمين المتنطعين.. اولم يحكم غندور واخوته بدل سبعة سنوات! ثلاثين عاماً عجاف؟ ولم تشهد فيها البلاد غير فسادهم، وفساد ابنائهم واهلهم، وقد حصدت نيران الحروب التي أوقدوها الانفس والموارد، وتم بيع خيرات البلاد بثمن زهيد وأفقر أهلها! فأي خير يرجوه الناس من عودة الإسلاميين؟ بعد كشف الله عنهم ستره! ودعاويهم بأنهم (أصحاب الايدي المتوضئة) و (لا لدنيا قد عملنا) فأنزلهم الشعب من علي منابر المساجد، تطاردهم الذلة ودعوات المظلومين، (الثورة ثورة شعب، والعسكر للثكنات، والجنجويد ينحل).. والمردخوارات! ضاقت بهم ارض الله الواسعة بما رحبت، ليس في السودان فحسب، فلا مصر موطنهم فيها ينعمون بالأمان! ولا دول الخليج ولا بلاد الحرميين هم فيها اهل ثقة ودين! واليوم تزلزلت اقدامهم بأرض تركيا ملاذهم، وتبرأ منهم حلفاؤهم! فهلا تواضع الاخوان المسلمون وتنازلوا عن طموحهم العريض في السلطة! واستغفروا عن مكرهم السيء الذي بهم حاق.

ان تعويل برهان والانقلابيين علي تهويم ودجل العوام والعقل الرجعي، رهان خاسر لشعب تطحنه الضائقة الاقتصادية، من غلاء فاحش وتضخم في أسعار السلع الضرورية، وانعدام للصحة، والامن، مع فشل السلطة البائن في الخروج بالبلاد من المأزق الذي لم يسبق له مثيل، شعب يخرج للشوارع، لا بديل لمطالبه في العيش الكريم والحياة الحرة التي تليق بالإنسانية، بعيدا عن العزلة الخارجية..