القصف الجوي والمدفعي يتواصل لليوم السادس على جبل مرة ونيرتتي تحت رحمة المليشيات

لا يزال القصف الجوي والمدفعي الذي أقدم عليه الطيران الحكومي على مختلف مناطق جبل مرة مستمرا، منذ يوم الجمعة وحتى يوم الثلاثاء فيما لا تزال كل الطرق المؤدية إلى جبل مرة مغلقة. وقد شهدت مناطق الجبل قصفا جويا ليليا بالطيران منذ الواحدة وحتى الرابعة من صباح يوم الثلاثاء وقال شهود من منطقة طالبة جنوب فنقا لـ"راديو دبنقا" يوم الثلاثاء إن القصف الجوي على تلك المنطقة أدى لمقتل المواطن يوسف عبد المولي  مع عدد كبير من المواشي فيما لا يزال الحصر جار لوسع المناطق التي استهدفها القصف والمخاطر الأمنية. وفي غرب الجبل قصف الطيران الحكومي القرى الواقعة شرق نيرتتي على مسافة (2و3) كيلو مترات وسمع دوي الانفجارات وشوهدت ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من تلك الأنحاء من داخل المدينة. وقال شهود لـ"راديو دبنقا" إن القصف الجوي على قرى شرق نيرتتي يوم الثلاثاء أدى إلى حرق عدد من منازل تلك القري  ومقتل عدد من المواشي وفرار المدنيين إلى الكراكير والغابات المحيطة بالوديان. 

وفي غرب الجبل أدى القصف الجوي بالطيران ومدفعية القوات الحكومية خلال الخمسة أيام الماضية  لفرار آلاف الأسر إلى أعالي الجبال والكراكير والكهوف طلبا للحماية وتقطعت السبل بعشرات الأسر حيث فر الأبناء والآباء كل في اتجاه نتيجة شدة القصف الجوي والمدفعي فيما أغلقت المليشيات كل الطرق مع حملات نهب لقري المدنيين. وقالت امرأة إنها نجت من الموت بصعوبة ووصلت إلى نرتتي وتركت أسرتها خلفها ولاتدري شيئا عن أماكن وجودهم. وقالت إن كل الطرق أغلقت ومنع المواطنون من العبور إلى نيرتتي  ووصفت اوضاع المدنيين الذين تركتهم خلفها بأنها سيئة للغاية ويحتاجون للعون والحماية العاجلة.

وفي داخل مدينة نيرتتي لا يزال سوق المدينة مغلقا لليوم السادس على التوالي مع انتشار المليشيات في شوارع المدينة ولزوم المواطنين منازلهم. وقال مواطن من نيرتتي لـ"راديو دبنقا" إن الوضع داخل المدينة خطير بعد أن اصبحت المدينة تحت رحمة المليشيات مع غياب كامل للدولة  وطالب المواطن بحماية سكان المدينة وخروج المليشيات وعودة الأمن والاستقرار إلى المدينة.

وفي سياق الموضوع طالب النازحون في معسكرات نيرتتي بعثة اليوناميد بحماية المعسكرات عبر دوريات من قواتها على مدار الساعة. وجاءت مطالبة النازحين في اجتماع عقد يوم الثلاثاء بين النازحين بالمعسكر الشمالي ووفد من قيادة البعثة قدم من زالنجي. وطرح النازحون خلال الاجتماع تكرر اعتداءات المليشيات المنسحبة من معارك جبل مرة على النازحين داخل المعسكر ونهب ممتلكاتهم ومواشيهم  وكسر متاجرهم بقوة السلاح  وإطلاق النار على كل من يقف في وجههم. 

من ناحية أخرى قال العميد أحمد الشامى المتحدث باسم الجيش للمركز السوداني للخدمات الصحفية التابع لجهاز الأمن إن العمليات بشرق وغرب جبل مرة جاءت كرد فعل على مبادرة الحركات بالهجوم على مواقع الجيش. وأكد المتحدث باسم الجيش الالتزام بوقف اطلاق النار، ونفي أن تكون الأعمال العسكرية قد استهدفت المدنيين وقال إنها كانت بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان بجبل مرة. واتهم المتحدث باسم الجيش الحركات بالاحتماء بالقرى واستخدام المواطنين دروعا بشرية مشيراً إلى تأمين القوات المسلحة للمنطقة وفتح الطرق امام حركة المارة. لكن المواطنين في جبل مرة نفوا بشدة صحة هذه التصريحات ووصفوا حديث المتحدث اإسم الجيش بأنه عار من الصحة وقالوا إن الطيران لا يزال يواصل القصف حتى يوم الثلاثاء.