التقاعس عن دارفور ، مرة اخرى

جيهان هنرى – كبيرة الباحثين – هيومن رايتس ووتش

بقلم: جيهان هنري

 

 

أكدت جيهان هنرى – كبيرة الباحثين بقسم افريقيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش – ان تحالف الحكومة السودانية مع السعودية وانقسام مجلس الأمن الدولى وضعف بعثة يوناميد يحمل انباء سيئة للمدنيين فى دارفور الذين سيستمرون يتعرضون للقتل والاغتصاب والنهب والتهجير القسرى

واوضحت جيهان هنرى فى مقالها بنشرة هيومن رايتس ووتش 17 فبراير الجارى ان الهجمات الجوية والبرية للحكومة السودانية على جبل مرة مؤخراً دمرت (47) قرية وقتلت العشرات من المدنيين ، كما تقدر الأمم المتحدة ان ما لا يقل عن (73) ألف شخص فروا من ديارهم ، و كما فى السابق منعت الحكومة السودانية وصول الوكالات الانسانية وقوات حفظ السلام للمنطقة

وأكدت ان الهجمات الاخيرة حلقة فى سلسلة هجمات الحكومة والمليشيات المتحالفة معها منذ عام 2003 ، وهى هجمات اتسمت بالوحشية ، خاصة من قبل قوات الدعم السريع – وحدات عسكرية مكونة من مليشيات موالية للحكومة تحت قيادة جهاز الأمن والمخابرات السودانى. وفى عامى 2014 – 2015 حين قادت قوات الدعم السريع الهجوم على شرق جبل مرة اعتدى واغتصب عناصر الدعم السريع العديد من النساء والفتيات ودمروا ونهبوا مجموعات باكملها

وتساءلت جيهان هنرى : كيف سمح باستمرار هذه الدوامة بلانهاية من الهجمات غير القانونية والتشريد والحرمان ؟ لماذا عجزت الأمم المتحدة – التى استثمرت المليارات مع الاتحاد الافريقى فى واحدة من أكبر بعثات حفظ السلام فى العالم – عجزت عن القيام بشئ يوقف الانتهاكات ؟

وأوضحت ان الوضع فى دارفور ظل بنداً دائما على جدول مجلس الأمن الدولى منذ عام 2004 ، ولكن معظم هذا الوقت ، شلت الانقسامات السياسية الداخلية مجلس الأمن – عادة مع روسيا والصين اللتين تحميان الحكومة السودانية من النقد وأى اجراءات على اساس السيادة . ومثال على ذلك ، قرار الأمم المتحدة فى وقت سابق من هذا الشهر لحجب نشر تقرير الخبراء حول دارفور الذى يصف انتهاكات الحكومة السودانية المستمرة لحقوق الانسان . كما فشل ايضاً فى ادانة القصف العشوائى الحكومى على المناطق المأهولة بالسكان ، وفى توسيع العقوبات لتشمل جنوب كردفان والنيل الازرق ، حيث ارتكبت الحكومة السودانية العديد من الانتهاكات فى قتال التمرد منذ 2011 . وكانت شراكة الامم المتحدة مع الاتحاد الافريقى فى بعثة يوناميد لحفظ السلام خيبة أمل . فشلت البعثة مراراً وتكراراً فى حماية المدنيين من الهجمات والتهجير القسرى

وأضافت جيهان هنرى (ليس من المرجح ان يساعد التقارب بين الحكومة السودانية والسعودية – التى رحبت بالقوات السودانية فى تحالفها الذى يقاتل باليمن – فى زيادة الضغط من أجل الاصلاحات فى مجال حقوق الانسان فى الخرطوم . هذه انباء سيئة للمدنيين فى دارفور ، الذين مع غياب وحدة مجلس الأمن والضغوط سيستمرون يتعرضون للقتل والاغتصاب والنهب والاجبار على الفرار من منازلهم.