التضخم يصل 69% والجنيه يواصل الانحدار المريع والاقتصادي حافظ اسماعيل يقيم

توقع المحلل الإقتصادي والمصرفي حافظ اسماعيل… والظروف الحالية ليس لديها القدرة على… وفئة قليلة هي التي تحتكر السلع وتتحكم …

حافظ اسماعيل(وكالات)

توقع  المحلل الإقتصادي والمصرفي حافظ اسماعيل أن يستمر انخفاض الجنيه وتدهور الحالة المعيشية إلى مدى غير معهود ولا نهاية منظورة له. وجاء كلام حافظ بعد ان ارتفع سعر شراء الدولار بالكاش فى السوق الاسود الى ما بين 62 الى 63 جنيها ،وبالشيكات 72 جنيها. وقال لراديو دبنقا أن العلاج الجزئي كما يحدث الآن لا ينفع وشدد على ضرورة المعالجة الجذرية في الاطار الكلي.وأضاف حافظ اسماعيل أن الحكومة بشكلها الراهن ووفق الظروف الحالية ليس لديها القدرة على ايجاد أي حلول جذرية نتيجة ضعف البنية التحتية للاقتصاد والعجز الكبير في ميزان المدفوعات وعدم وجود مصادر تمويل أو استدانة خارجية، وأنه كلما زاد الطلب على الدولار ارتفع السعر. وأشار إلى أن محاولة الحكومة تجفيف السيولة الكاش خلقت مشكلة أخرى وحولت العملة ذاتها لسلعة بحيث يختلف سعر الشيك عن سعر الكاش وأن الكثير من الناس صاروا يتاجرون في الجنيه السوداني. وارجع حافظ المشكلة لغيات النظرة الكلية للحل وانعدام وسائل الاصلاح في يد الحكومة في الوقت الحالي.

ومن جهة ثانية ارتفع معدل التضخم في السودان مسجلا 68.93 % لشهر نوفمبر الماضي . وقال حافظ اسماعيل أن رئيس الوزراء ووزير المالية معتز موسى لم يكن يتخيل حجم الأزمة حين تسلم المنصب لأن المشكلة ظاهرها أزمة اقتصادية ولكن في جوهرها أزمة حوكمة بحيث يحتاج الأمر لاصلاحات راديكالية ومراجعة شاملة لجهاز الدولة وأداء الحكومة ومحاربة الفساد وهي مسائل لا يتعافى الاقتصاد من دونها. وأوضح حافظ اسماعيل أنه وبخلاف اعتقاد الكثيرين فإن السودان ليس فيه سوق حر لأن فئة قليلة هي التي تحتكر السلع وتتحكم في اسعارها، مشيرا إلى أن زيادة اسعار السلع تحدث بنسبة أعلى بكثير من نسبة انخفاض الجنيه السوداني، وأن التجار بهذه الطريقة يريدون الحفاظ على رؤوس اموالهم رغم الاثار الكارثية على المواطن. وأضاف حافظ أن انعدام الثقة في الحكومة يزيد الأمور سوءا لأن المسئولين يقولون كلاما متناقضا ويقدمون وعودا لا يفون بها وليس لهم القدرة على ذلك وهو أمر يعجل بالتدهور.