البشير يدعو مواطني دارفور للتصويت في الاستفاء ومعسكر كلمة يتظاهر ضد الزيارة

دعا الرئيس عمر البشير المواطنين في دارفور للذهاب إلى صناديق الاقتراع  والتصويت في الاستفتاء المقرر له الأسبوع القادم. وقال البشير أمام حشد جماهيري  بمدينة نيالا، في إطار جولته الممتدة منذ الجمعة بولايات الإقليم إن التحدي كان في التسجيل للاستفتاء الذي تجاوز الملايين الثلاثة بـ500 ألف صوت، وأضاف (يبقى التحدي الآخر هو أن يدلي كل مواطن بصوته مرجحاً خياره).

 وفي معسكر كلمة للنازحين بنيالا استمرت المظاهرات لليوم الثالث بالمعسكر تنديدا بزيارة البشير ورفضا للاستفتاء ومطالبة بوقف القصف الجوي والتشريد واستهداف المدنيين في جبل مرة وبقية أنحاء الإقليم وأعلن الشيخ علي عبد الرحمن شيخ معسكرات النازحين بدارفور في اليوم الثالث للمظاهرات عن توقف المظاهرات والمسيرا ت بمعسكر كلمة يوم الاثنين بعد انتهاء زيارة البشير لنيالا.

وقال شيخ على إن المسيرات كانت لثلاثة أيام متتالية تعبيرا عن مقاطعة النازحين لعملية الاستفتاء التي تنوي الحكومة إجراءه في الأسبوع القادم بالإقليم. وقال إن الحكومة أصبحت غير شرعية وليس من حقها التحدث عن القضايا السودانية التي تمس السيادة الوطنية ودعا المواطنين بمقاطعة الاستفتاء. وأوضح الشيخ أن جولة البشير في دارفور تؤكد خوفه من نتائج الاستفتاء الذي قاطعه معظم أبناء دارفور.

ومن جانبه اتفق يعقوب عبدالله المنسق العام لمعسكرات النازحين واللاجئين مع ماذهب اليه شيخ على وقال لـ”راديو دبنقا” بعد المظاهرة يوم الاثنين إن البشير جاء لدارفور ليتبني تزوير الاستفتاء بنفسه وتزوير إرادة أهل دافور. وطالب يعقوب بإسقاط الحكومة ووعد بحشد كل المعسكرات لمناهضة الاستفتاء في الأيام القادمة وقال يعقوب إن معظم سكان دارفور في المعسكرات وهم خارج أوطانهم بينما يريد البشير توطين سكان جدد بأراضي النازحين الذين تركوا قراهم ولجأوا للمعسكرات.

ومن جانب القوى السياسية أعلن الإمام الصادق  المهدي رئيس حزب الأمة القومي عن شروع حزب الأمة في مواجهة استفتاء دارفور الزائف بحملة (باطل). وقال الإمام الصادق المهدي وهو يتحدث لملتقى أيوا للسلام والديمقراطية في الولايات المتحدة حول أهم قضايا الساعة إن اقليم دارفور كان موحداً لثلاث ولايات دون مشاركة أهله ثم قسموه لخمس ولايات دون أسباب موضوعية وعمل النظام علي استقطاب المجموعات القبلية بل للتركيز وعينت الموالين لها  في قيادة هذه الولايات. وأكد الصادق المهدي أنه لا معني لأي استفتاء مع تجمع نحو 3 ملايين من سكان دارفور الكبرى في معسكرات النازحين، وعدد كبير منهم في  معسكرات اللاجئين في ظل غياب عدد كبير من أبناء دارفور الكبرى في المهاجر والمقاومة المسلحة.

ومن جانب الامم المتحدة كشف رئيس بعثة اليوناميد مارتن أوهومبيهي عن أوضاع أمنية وإنسانية حرجة بعدد من مناطق دارفور جراء المعارك التي دارت بين القوات الحكومية والحركات المسلحة أخيرا بالإقليم. وأكد أوهومبيهي في مؤتمر صحفي بالخرطوم أمس الاثنين أن هناك قيودا مفروضة على البعثة ومنظمات ووكالات الإغاثة للوصول إلى الفارين في بعض المناطق وتقديم المساعدات لهم.

ودعا الحكومة بعدم تقييد حركة البعثة ووكالات الإغاثة الإنسانية العاملة بدارفور، والسماح لهم الوصول إلى المناطق المتضررة. وأضاف مارتن قائلا ( لم يتسن لنا الوصول إلى بعض المناطق حتى الآن) كاشفا عن لجوء آلاف المدنيين إلى اليوناميد منذ بداية القتال طلبا للأمن والحماية، واختار غالبيتهم البقاء في محيط موقع البعثة بمنطقتة سرتوني وطويلة، بولاية شمال دارفور.