إقتصاديون : الدولار سيصل الى (100) جنيه و(90%) من أرصدة البنوك مكشوفة والمصارف على وشك الإفلاس

قال خبراء ومحللون اقتصاديون وأساتذة جامعات إن الاقتصاد السوداني وصل مرحلة الانهيار ويصعب علاجه مع بقاء البشير في السلطة وانسداد الأفق تجاه حل سياسي شامل ينهي الحروب وينقذ البلاد من الانهيار.

عملاء يتزاحمون امام بنك بالخرطوم لسحب مدخراتهم

قال خبراء ومحللون اقتصاديون وأساتذة جامعات إن الاقتصاد السوداني وصل مرحلة الانهيار ويصعب علاجه مع بقاء البشير في السلطة وانسداد الأفق تجاه حل سياسي شامل ينهي الحروب وينقذ البلاد من الانهيار. 
وقال البروفسير حامد التجاني على رئيس قسم السياسات والإدارة العامة بالجامعة الأمريكية في القاهرة في مقابلة مع راديو دبنقا تذاع اليوم الثلاثاء إن البلاد دخلت في مرحلة الانهيار الاقتصادي بمعنى الكلمة وأن هذا أسوأ حدث كونه يضرب المواطن في ماله وحياته ولقمة عيشه وكسبه. 
وأكد أن (90)% من أرصدة البنوك الآن مكشوفة وتوقع حامد إفلاسها الواحد تلو الآخر بسبب مضاربة مسؤوليها بأموال المواطن وودائع الزبائن في سوق الدولار، وذلك في مقابل قيام الحكومة بنهب أموال المواطنين عن طريق ضرائب غير مباشرة. 
وشهدت البنوك السودانية يومي السبت والأحد ازدحاما كبيرا من قبل المتعاملين في ظل شح كبير وغير مسبوق في العملة الوطنية. 
في السياق قال البروفسير حامد إن الحكومة طبعت خلال الفترة الماضية كميات كبيرة جدا من الأموال ودخلت بها السوق وقامت بشراء كل الدولار الموجود ثم رفعت السعر وتركت للناس في المقابل أوراقا في أيديهم فاقدة للقيمة. 
وقال إن هذا الأمر غيب الثقة في الجنيه السوداني ودفع بالناس لسحب أموالهم ومدخراتهم من البنوك ما جعل أرصدة هذه البنوك مكشوفة. 
وقال إن هذه السياسات الاحتيالية الخداعية يبدو أنها تتماشي ما يتردد من الحكومة بأنها تمهد عبر هذه الخطوة لطباعة عملة جديدة بمسمى جديد بخلاف الجنيه، كما فعلت في فترات سابقة لتبدا بها اللعبة من جديد. 
وأضاف قائلا إن هذا الإجراء إن حدث سيزيد المواطن السوداني فقرا بعد أن تكون الحكومة قد قامت بنهب مدخراته وامواله.

 
بروفسر حامد التجاني على رئيس قسم السياسات والادارة العامة بالجامعة الامريكية في القاهرة 

وحول رفع بنك السودان للسعر التأشيري للدولار رسميا إلى 30 جنيه وصف البروفيسور حامد هذا الإجراء بأنه "استهبال" ولا يحمل جديدا. 
وأكد أن الدولار أصبح عملة نادرة في السوق مع ارتفاع الطلب الشديد عليه من الجمهور وأن الطلب الكبير عليه اليوم في السودان ليس بسبب السوق الموازي ولكنه أصبح محفظة مهمة للممتلكات وقيمة لمدخرات الناس وأموالهم الامر الذي جعل سعر الدولار غير متوفر في الأسواق، وتوقع ان يصل سعر الدولار الى (100) جنيها بإرتياح خلال هذا العام.
وفي الخرطوم رفعت السفارة الامريكية بالخرطوم أمس الاثنين سعر عملتها لتساوي (40) جنيهاً سودانياً في تطور غير مسبوق وتأكيدا للانهيار المتسارع للجنيه السوداني الأيام الماضية.
 وأوردت صفحة السفارة على موقع (فيس بوك) نهار أمس الاثنين إنه وإعتباراً من يوم الاربعاء القادم سيتم التعامل بسعر (40) جنيهاً سودانياً للدولار الواحد. 
وفي هذه التوقيت خرجت أعدادا كبيرة جدا من ماكينات الصرف الآلي للنقود التابعة للبنوك التجارية من الخدمة منذ نهار أمس وظل عدد من الصرافات بمحليات ولاية الخرطوم خارج الخدمة نسبة للخروج عن الشبكة أو لعدم وجود أوراق نقدية بداخلها. 
وأدى خروج ماكينات الصرف الآلي لحالات سخط وسط المواطنيين الذين فشلوا في سحب مبالغ نقدية بعدد من مناطق محليات الخرطوم وبحري وشرق النيل.
الى ذلك وجه الرئيس الرئيس عمر البشير باستئناف تجارة الحدود مع دول الجوار، بما يمهد للتضييق على عمليات تهريب واسعة للسلع السودانية. وأصدر البشير قراره لدى ترؤسه الاثنين الاجتماع الدوري للجنة ضبط سعر الصرف، كما أصدر توجيهات أخرى لمحاربة تهريب الذهب والمنتجات الأخرى. 
وقال وزير التجارة حاتم السر في تصريحات صحفية عقب الاجتماع إن الشهر الجاري سيشهد اجتماعا لولاة الولايات للبحث في كيفية تنظيم تجارة الحدود مع دول الجوار .
من جهته قال وزير المعادن هاشم على سالم إن الاجتماع الرئاسي وجه بإحكام السيطرة على أسواق الذهب من خلال زيادة أفراد شرطة المعادن وتزويدهم بكل معينات العمل لمنع تهريبه. 
في السياق كشف وزير الدولة بوزارة المالية عبد الرحمن ضرار عن اعتزام الحكومة إجراء تعديلات على قانون الجمارك تخول بمصادرة كل السلع المهربة والوسائل التي تستخدم في التهريب.