رئيس لجنة أمن الاعتصام : كتائب الإسلاميين طاردت الثوار مع اغلاق أبواب القيادة العامة للجيش
رئيس لجنة أمن اعتصام القيادة الطيب عثمان يوسف : مصدر الصورة :راديو دبنقا
في الجزء الثاني من حوار رئيس لجنة امن الاعتصام الطيب عثمان يوسف
حذرنا من تحركات مريبة ليلة الفض واللواء بحر طمأننا كذباً بأنها “قوات حماية”.
دمج الأدوار بين الدعم السريع وكتائب الظل في ارتكاب مجزرة القيادة
إغلاق بوابات القيادة هي جريمة الجيش الكبرى.
.
اجري حوار – أشرف عبد العزيز
حمّل الطيب عثمان يوسف، رئيس أمن ميدان الاعتصام من جانب قوى الثورة، اللواء الراحل “بحر” قائد المنطقة العسكرية المركزية، وممثلي المجلس العسكري في لجنته، المسؤولية الكاملة عن فض اعتصام القيادة العامة، مؤكداً تقاعسهم عن حماية المعتصمين رغم التعهدات الشخصية.وكشف يوسف في حلقة برنامج (ملفات سودانية) عبر (راديو دبنقا)، عن كواليس “خديعة” سبقت المجزرة؛ حيث برر اللواء بحر وجود تحركات عسكرية عند “مركز بيانات” جامعة الخرطوم ووزارة الصحة بأنها قوات للحماية، ليتبين لاحقاً أنها القوات التي نفذت عملية الفض.
وفيما يلي نص الجزء الثاني من الحوار:
في الحلقة السابقة توقفنا عند تجاوز اللواء بحر، قائد المنطقة العسكرية المركزية، للاتفاقات بفض منطقة “كولمبيا” دون الرجوع إليكم. ما هي الخطوة التي اتخذتموها حينها؟
تقدمنا باحتجاج رسمي وشكوى مكتوبة للواء بحر. برر فعلته بـ “الاستعجال” بدعوى أن المنطقة بؤرة إجرامية تشوه سمعة الاعتصام، واعتبر أن الأمر لا يستدعي إذناً. طبعاً رفضنا هذا المبرر جملة وتفصيلاً، فالاتفاق كان واضحاً بأن يتم الفض يوم الإثنين بعد تجفيف المنافذ وبنائها وضمان عدم استخدام أي نوع من العنف، لكنه نكث بالعهد.
قبل يوم من الفاجعة الكبرى، ما هي الإرهاصات والمؤشرات التي شعرت بها داخل الميدان؟
- كان ذلك اليوم يشهد ندوة مؤثرة حول “مجزرة ضباط رمضان”. أثناء طوافي الميداني، نقل لي بعض الشباب “التروس” معلومات مقلقة عن تحركات عسكرية غير طبيعية تشير إلى نية الفض.
ما هي أقوى المؤشرات الملموسة التي أكدت لكم أن الهجوم بات وشيكاً؟
تلقيت اتصالاً من د. ثيوري، عميد كلية الهندسة بجامعة الخرطوم، معرباً عن مخاوفه من ارتكاز قوة عسكرية قرب “مركز البيانات” بالجامعة. المركز يضم تاريخ وبيانات الجامعة وشهاداتها، وأي حريق فيه يعني محو وجود الجامعة إدارياً. اتصلت باللواء بحر فأكد لي أنها قوة لحماية الجامعة.
في الثانية صباحاً، أبلغني المهندس خالد عمر بوجود قوات بوزارة الصحة، وعاد اللواء بحر ليؤكد لي أنها نفس قوة الحماية، لنتفاجأ لاحقاً بأن هذه القوات هي التي شاركت في عملية الفض.
كيف كان وضع المعتصمين في تلك اللحظات الحرجة؟
العدد كان محدوداً بسبب عطلة العيد وسفر أغلب المشرفين على التروس إلى الولايات. كنا نعد لمباراة قمة بين الهلال والمريخ، وبسبب الأجواء الماطرة، طلبنا حضور سيارات الإطفاء تحسباً لأي تماس كهربائي في الخيام الموصلة عشوائياً، ولم نكن نتوقع أن النيران ستشتعل بفعل فاعل.
انطلاقاً من موقعك، هل شارك الجيش في فض الاعتصام؟
التورط يكمن في “التقاعس المتعمد”. اللواء بحر ولجنته (العميد كلي، العقيد حسين، وغيرهم) يتحملون المسؤولية المباشرة، فقد نكثوا بوعد حماية المتظاهرين، والأدهى من ذلك هو إغلاق أبواب القيادة العامة أمام الثوار الذين حاولوا الاحتماء بها من الرصاص، مما جعلهم لقمة سائغة للمهاجمين.
ماذا عن دور والي الخرطوم وقيادات الشرطة حينها؟
الوالي مرتضى وراق كان يتابع معي باستمرار. يوم الفض، صلى الفجر وتفاجأ بالمصلين يخبرونه بما يحدث، فاتخذ موقفاً شجاعاً وقدم استقالته من المنصب ومن الجيش، وهو موقف يستحق التقدير. كذلك مدير الشرطة خالد بن الوليد كان دائم السؤال والاهتمام بالأوضاع.
من خلال خبرتك المهنية وشهادتك أمام لجنة نبيل أديب، من هي القوات التي نفذت العملية فعلياً؟
القوات كانت خليطاً، الدعم السريع ظهر بوضوح من خلال زيه الرسمي، لكن كان هناك مدنيون يرتدون زي جهاز المخابرات، وهذه المجموعات تتبع بوضوح لكتائب الإسلاميين (المؤتمر الوطني). ملاحظتي المهمة هي أن قوات الدعم السريع لم تكن تعرف جغرافيا المنطقة، لذا فإن من طارد الثوار داخل منطقة الاعتصام والأحياء وارتكب الجرائم البشعة بحقهم كانوا شباب الإسلاميين الذين يعرفون المنطقة جيداً، بينما اكتملت الجريمة بتواطؤ لجنة اللواء بحر التي أوصدت أبواب الجيش في وجه الضحايا.


and then