6 ابريل وتصاعد مقاومة الانقلاب

مع اقتراب ذكرى 6 أبريل تتصاعد المقاومة الباسلة للانقلاب بعد أن أمطرت مسغبة وبؤسا ، كما في مليونية 31 مارس ومقاومة المزارعين لفشل الموسم الزراعي بانخفاض المساحات وارتفاع أسعار الجاولين والكهرباء ونقص التقاوى والسماد والمبيدات. الخ،ورفض سعر التركيز لجوال القمح (43 ) الف، وحتى هذا السعر لم توف به الحكومة!!، ومقاومة تدهور المعيشة ، واستمرار اضراب المعلمين وأساتذة الجامعات احتجاجا علي التدخل في الجامعات بحل مجالس الادارات إعفاء مدراء الجامعات وتعيين آخرين لإعادة التمكين، ومقاومة التجار في مواقف جاكسون والسوق المركزي وكركر لنهب القوات النظامية لبضائعهم دون التخطيط السليم لتنظيم الأسواق، اضافة لتدهور الأوضاع المعيشية والأمنية، واستمرار القمع الوحشي للمواكب السلمية حتى وصل عدد الشهداء الي(93) شهيدا بعد آخر شهيد في مليونية 31 مارس عاصم حسب الرسول، وتجاوز عدد الاصابات (2800) ثائر ، واعتقال وتعذيب المئات، باستخدام أدوات القمع الوحشي من الدوشكا،الرصاص الحي والمطاطي ، القنابل الصوتية، سلاح الخرطوش الفتاك ، الأسلحة البيضاء ، والدهس بالمصفحات، وخراطيم المياه القذرة .الخ، والهجوم علي المستشفيات واعتقال المصابين، واعتقال وضرب الصحفيين ومراسلي القنوات.

تاج السر عثمان

 

 

 

 بقلم: تاج السر عثمان  

 

1

    مع اقتراب ذكرى 6 أبريل  تتصاعد المقاومة الباسلة للانقلاب بعد أن أمطرت مسغبة وبؤسا ، كما في مليونية 31 مارس ومقاومة المزارعين لفشل الموسم الزراعي بانخفاض المساحات وارتفاع أسعار الجاولين والكهرباء ونقص التقاوى والسماد والمبيدات. الخ،ورفض سعر التركيز لجوال القمح (43 ) الف، وحتى هذا السعر لم توف به الحكومة!!، ومقاومة تدهور المعيشة ، واستمرار اضراب المعلمين وأساتذة الجامعات احتجاجا علي التدخل في الجامعات بحل مجالس الادارات إعفاء مدراء الجامعات وتعيين آخرين لإعادة التمكين، ومقاومة التجار في مواقف جاكسون والسوق المركزي وكركر لنهب القوات النظامية لبضائعهم دون التخطيط السليم لتنظيم الأسواق، اضافة لتدهور الأوضاع المعيشية والأمنية، واستمرار القمع الوحشي للمواكب السلمية حتى وصل عدد الشهداء الي(93) شهيدا بعد آخر شهيد في مليونية 31 مارس عاصم حسب الرسول، وتجاوز عدد الاصابات (2800) ثائر ، واعتقال وتعذيب المئات، باستخدام أدوات القمع الوحشي من الدوشكا،الرصاص الحي والمطاطي ، القنابل الصوتية، سلاح الخرطوش الفتاك ، الأسلحة البيضاء ، والدهس بالمصفحات، وخراطيم المياه القذرة .الخ، والهجوم علي المستشفيات واعتقال المصابين، واعتقال وضرب الصحفيين ومراسلي القنوات.
  اضافة لاشتداد الحصار العالمي للانقلاب العسكري واستنكار جرائمه، بسبب المقاومة الباسلة للانقلاب من شعب السودان، كما في تقرير فولكر أمام مجلس الأمن الذي عدد جرائم الانقلاب، وانزعاج الانقلابيين من بيان فولكر، وموافقة اصدقاء السودان علي تقرير فولكر، ورغم الحصار الخارجي الذي هو عامل مساعد ، ولكن العامل الحاسم في التغيير هو استمرار مقاومة شعب السودان، والتواجد في الشارع بمختلف الأشكال، ورفض جميع التسويات التي تعيد إنتاج الأزمة بالشراكة مع العسكر التي اثبتت فشلها ، وقيام الحكم المدني الديمقراطي.
   أدت المقاومة الباسلة الي  رفض تكريس الانقلاب باتفاق حمدوك – البرهان ،وعزلة الانقلاب داخليا وخارجيا والي التصدع في حركات سلام جوبا التي تورطت في الانقلاب وقمع شعب السودان. كما تقدمت لجان المقاومة خطوات كما في انجاز ميثاق سلطة الشعب وطرحه للاضافة والتعديل، كما في ميثاق تنسيقيات ولاية الخرطوم، وتنسقيات لجان المقاومة في الولايات التي وقعت عليه (15) ولاية من (18) ولاية، وتم إعلانه الخميس 31 مارس.

2

   بعد أكثر من خمسة أشهر علي الانقلاب تستقبل جماهير شعبنا ذكري 6 أبريل واعتصام القيادة العامة بعد  تراكم المقاومة الجماهيرية للانقلاب الدموي الذي جري في 25 أكتوبر، والمطالبة باسقاطه ، وتحت شعار ” لا شراكة ولا تفاوض ولا مساومة”، فقد تراكمت المقاومة كما في المليونيات ومواكب الأحياء التي دعت لها لجان المقاومة واعتصام اليوم الواحد ، ووالوقفات الاحتجاجية ومواكب الشهداء و”كلنا معكم” واضرابات ومذكرات المهنيين وأساتذة الجامعات والمحامين والأطباء والقضاء وبقية القانونيين والعاملين من أجل الأجور والحريات الديمقراطية، واستنكار القمع الوحشي ،ولاضراب السياسي وإالعصيان المدني بداية الانقلاب ، والدعوة للعصيان المدني والاضراب العام الذي دعت له أكثر من 20 تجمع نقابي ولجان تسيير ليومين استنكارا لمجزرة 17 نوفمبر ، وتتريس الشوارع والمدن، وإغلاق طريق شريان الشمال ، والاضرابات والوقفات الاحتجاجية لتحسين الأجور والمعيشة،وغير ذلك من الحراك الجماهيري الواسع الذي رصدناه في مقالات سابقة.
  كما استمرت المواكب والاعتصامات في الأحياء ، وتنظيم مواكب أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك وأمام المحكمة الجنائية ، وتقديم المجرمين في مجزرة الاعتصام و17 نوفمبر للجنائية الدولية، ورفض التدخل الدولي في الشأن الداخلي.
  شملت المليونيات أكثر من 54 مدينة وقرية في السودان، مثل: الخرطوم ، بورتسودان، القضارف ،حلفا الجديدة ، كسلا ، مدني، المناقل ، سنجه ،الدمازين، سنار، عطبرة، بربر ، الدامر ، كرمة ابورقيق ، دنقلا ، كريمة شندي ، كوستي ، ربك ، ، تيالا ، زالنجي ، الفاشر،. الخ ، مع ملاحظة مشاركة واسعة لطلاب الثانويات.
 اضافة لمليونيات السودانيين في الخارج التي حاصرت سفارات الدول الداعمة للانقلاب، والمطالبة بحقوق الانسان ومحاكمة المجرمين لاطلاق النار علي التجمعات السلمية، كما في عرائضهم ومذكراتهم ، فضلا عن تضامن الأحزاب الشيوعية والعمالية والديمقراطية والتقدمية  والمنظمات الحقوقية مع شعب السودان والتي ساهمت في عزلة ومحاصرة الانقلاب.

3

 كما انكشف القناع عن حركات سلام جوبا التي تورطت في الانقلاب الدموي الذي وقع في 25 أكتوبر بقيادة البرهان وحميدتي وفلول “الكيزان” ، ووضح للقاصي والداني خيانة هذه الحركات للشعب السوداني ولقضية دارفور ومنطقتي جبال النوبا والنيل الأزرق التي طالما ادعو بأنهم المدافعون عنها، ومع جماهير الهامش.
بعد الانقلاب شاركت جيوش هذه الحركات في القمع الوحشي للمظاهرات السلمية مع قوات البرهان وحميدتي ” الدعم السريع” ، وفلول “الكيزان ” واجهزة مخابراتهم، كما شاركوا  عن طريق وزير المالية جبريل في تجويع الشعب السوداني وساروا في طريق  روشتة صندوق النقد الدولي برفع الدعم عن الكهرباء والوقود والخبز والغاز، وتنكروا لمطالب أهل دارفور والمنطقتين في السلام الشامل وعودة النازحين لقراهم  واعمار مناطقهم وتعويضهم،و عودة المستوطنين الأجانب فيها لبلدانهم ،حل المليشيات وتقديم البشير للجنائية .
كما اوضحت السيول البشرية الهادرة التي خرجت في كل مدن السودان أننا أمام ثورة جديدة تخطت الوثيقة الدستورية المعيبة واتفاق جوبا وعودة حمدوك لتكريس الانقلاب العسكري الذي اصبح في كف عفريت.

4

زاد من غضب الجماهير وغليانها الخطوات التي اتخذها قادة الانقلاب في إعادة فلول النظام البائد لقيادات الخدمة المدنية والأمنية والعسكرية والقضائية  والجامعات ، وتعيين جبريل ابراهيم لمتابعة لجنة التمكين ، بهدف إعادة التمكين ، وخرق قانون الأحزاب بفتح حسابات للحركات المسلحة في البنوك ، وفك حسابات رموز النظام الإسلاموي مثل : علي عثمان محمد طه وكرتي.الخ، وارجاع ما تم استعادته من اموال الشعب المنهوبة للفلول ، واتفاق البرهان – حمدوك الذي بصم علي انقلاب بيان الانقلاب، اضافة لإعادة تمكين الفلول بدلا من التفكيك واستعادة اموال الشعب المنهوبة وشركات الجيش والدعم السريع للدولة التي تستحوذ علي 82 % من موارد الدولة ، اضافة لميزانية الأمن والدفاع وللجنجويد لتصل الي أكثر من 90% لها!!، وكما عبر الكثيرون : البرهان أعاد الإخوان لحكم البلاد.

5

   رفضت المليونيات رفض بيع أوخصخصة ميناء بورتسودان ، واعطاء قاعدة عسكرية لروسيا في البحر الأحمر، والارتباط بالمحاور كما جاء في مواثيق لجان المقاومة والأحزاب الثورية، و الارتباط بمحور ( السعودية- الإمارات – مصر- اسرائيل) بتصدير القوات السودانية لحرب اليمن التي تتعارض مع احترام استقلال وسيادة الدول الأخري ، وتصدير تلك الشركات المحاصيل النقدية لمصر والماشية ، والذهب القذر الملوث بدماء ضحايا الابادة الجماعية في مناطق التعدين واستخدام المواد الضار بالبيئة في استخراجه ( السيانيد ، الزئبق.الخ) الي الإمارات ، ومخطط اسرائيل لنهب موارد السودان الزراعية والمائية والوجود في البحر الأحمر والفشقة، كما استنكر الثوار دعم اسرائيل للانقلاب وحرقوا علمها، وطالبوا بوقف التطبيع مع اسرائيل.، ووصاية العسكر علي العملية السياسية في البلاد.

6

 كما حدث تضامن واسع مع شعب دارفور ورفض الانتهاكات وآخرها ما حدث في جبل مون الذي أدي لمقتل أكثر من 48 مواطنا، ونزوح أكثر من 12 ألف ، ومنطقتي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق واستنكار الابادة الجماعية وحرق القري وتهجير الالاف من قراهم ، من مليشيات الدعم السريع بهدف الاستيلاء علي اراضيهم الخصبة ومراعيهم ، والثروات المعدنية ( ذهب ، كروم ،يورنيوم . الخ) وتهريبها للخارج الي تشاد والامارات ومصر، كما شاركت في القمع كل القوات ( دعم سريع، شرطة ، حركات مسلحة) رغم ذلك استمر النهوض الثوري، واتسعت قاعدته.

7

وأخيرا كما أشرنا سابقا ، تأتي ذكري 6 أبريل  بعد أكثر من خمسة أشهر علي الانقلاب الدموي والمقاومة الباسلة له من جماهير شعبنا يجرى احكام الخناق عليه داخليا وعالميا، ويتسع السخط بسبب القمع والتفريط في السيادة الوطنية و تدهور الأوضاع المعيشية، مما يتطلب الاستعداد لمواكب 6 أبريل الحاشدة المعبرة عن رفض الانقلاب ، والمزيد من التنظيم والتعبئة والتحضير الجيّد للانتفاضة الشعبية الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني، ولا شك أن تصاعد التراكم الكمي للمقاومة بتنوعها سوف تفضي الي تحول كيفي في اسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي،  بعد سد النقص بتوفير العامل الذاتي بوجود المركز الموحد والميثاق للتوافق علي وثيقة دستورية جديدة  تؤكد الحكم المدني الديمقراطي ، واستقلال القضاء وحكم القانون ، وتفكيك التمكين واستعادة اموال الشعب المنهوبة ، وعودة شركات الجيش والأمن والدعم السريع لوزارة المالية، والترتيبات الأمنية لحل مليشيات الدعم السريع وقوات الحركات ، وقيام الجيش القومي المهني الموحد . الخ من أهداف الثورة.
المجد والخلود للشهداء ، وعاجل الشفاء للجرحي، والحرية لكل المعتقلين السياسيين وعودا حميدا للمفقودين.