نزوح من قرى غرب الفاشر- تصوير محمد جمال الأسمر

الفاشر: 15 أبريل 2024: راديو دبنقا

تقرير: محمد سليمان

تسود حالة من الهدوء الحذر مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بعد مواجهات خلفت 9 قتلي وعشرات من الجرحى، وشهدت المدينة حركة نزوح واسعة للمواطنين من الأحياء الشمالية والشرقية إلى الأحياء الجنوبية، ومن أرياف الفاشر إلى داخل مدينة الفاشر هرباً من المواجهات بين الجيش والحركات المسلحة من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخري.

 في وقت أحدثت انقسامات القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح موجة من التساؤلات وسط المواطنين الذين ينتظرون من الحركات أن تلعب دوراً في حمايتهم وتوفير الأمن والطمأنينة لهم في ظل السيولة الأمنية التي يشهدها السودان، وخاصة إقليم دارفور.

حركة نزوح المواطنين

وقال الناشط المدني بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور كرار عبد الكريم النور أن الحياة عادت إلى طبيعتها بعد مواجهات الأيام الماضية، مبيناً أن سوق المواشي والسوق الكبير يعملان، وكذلك المواصلات تعمل، مشيراً إلى حركة نزوح المواطنين من شمال وشمال شرق المدينة والذي ظل ساخناً إلى الاتجاه الجنوبي للمدينة، مؤكداً أن الكثافة السكانية شمال المدينة لا تتعدي نسبة الـ 10% من جملة السكان الذين كانوا يسكنون فيها قبل الحرب، وقال أن المواطنين نزحوا إلى مراكز الإيواء والمدارس ومنهم من قاموا باستئجار منازل أو مستضافين مع أسرهم وبعضهم أقاموا في الساحات العامة، وتابع قائلاً أن الكثير من المواطنين كانوا منذ بداية الحرب خرجوا من المدينة نحو الأرياف عندما بدأت المناوشات داخل المدينة، مضيفاً أن المواطنين الآن عادوا إلى المدينة مرة أخري عندما بدأت المواجهات في القري والأرياف بين الحركات المسلحة والدعم السريع.

ضحية الانقسامات

وحول انقسام الحركات المسلحة حيث لا يزال بعضها يتخذ موقف الحياد فيما اختار البعض الأخر الاصطفاف مع القوات المسلحة وتأثير ذلك على المواطنين ومجريات الأمور أوضح كرار أن ذلك الانقسام أثر بصورة كبيرة وسلبية على الأوضاع وعلى المواطنين وحركتهم وعلى استقرار الأوضاع بالفاشر، وقال أن القوة المشتركة كانت في الحياد وبعد فك الحياد وعلى أثرها حدثت معارك شرق وشمال الفاشر ومعارك مليط، مؤكداً أن المواطن هو من يدفع ثمن هذه الخلافات وهو ضائع بين خلافات الحركات المسلحة. مشيراً إلى أن المواطن بدأ يتساءل كيف لهذه الحركات المسلحة الذين كانوا رفاقاً ويأكلون في صحن واحد وكانوا قوة واحدة، أصبحوا يتقاتلون فيما بينهم وسط أهلهم، مبيناً أن هذا أثر على الناس وشتت تفكيرهم.

 وأوضح أن معظم الأسر تائهة بسبب خيارات أفراد أسرهم تجد أحدهم في موقف الحياد والآخر ضد الحياد وأحدهم مع الجيش والآخر مع الدعم السريع وهكذا مما أثر بصورة سلبية على أمن واستقرار ولاية شمال دارفور.

تحذير من المواجهات

وكانت مدينة الفاشر ومليط شهدتها مواجهات عنيفة بين الجيش والحركات المسلحة من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخري، وفي الأثناء، حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، من هجوم وشيك على الفاشر في شمال دارفور، وحذر أيضا من مزيد من التصعيد في أعمال العنف، في ظل تسليح المدنيين من قبل الأطراف المتنازعة، وانضمام المزيد من الجماعات المسلحة إلى القتال ودعا لوقف فوري للقتال. وقال تورك في كلمة له نشرها في الذكرى السنوية الأولى لاندلاع النزاع المسلح في السودان: “تعرض الشعب السوداني لمعاناة لا توصف خلال النزاع الذي اتّسم بهجمات عشوائية على مناطق مأهولة بالسكان، وهجمات ذات دوافع عرقية، إضافة الى نسبة عالية من حوادث العنف الجنسي المتعلق بالنزاع. إن تجنيد الأطفال من قبل طرفي النزاع واستغلالهم في الحروب لهو امر مثير لقلق عميق”.