هجمات متتالية واستهداف على أسس عرقية..الحركة الشعبية تتهم الدعم السريع بقتل العشرات في جبال النوبة

مواطنون في جبال النوبة المصدر: صفحة الحركة الشعبية شمال على فيسبوك

امستردام: الثلاثاء 23 أبريل 2024: راديو دبنقا

اتهمت الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو قوات الدعم السريع بشن سلسلة من الهجمات المتتالية على منطقة جبل الداير في ولاية جنوب كردفان.

وتقع منطقة جبل الداير على الحدود بين ولايتي شمال وجنوب كردفان على الطريق بين ابو كرشولا في جنوب كردفان والرهد في شمال كردفان.

وسيطرت قوات الدعم السريع على حامية الجيش في منطقة سدرة في جبل الداير يوم الخميس الماضي.

وقالت الحركة الشعبية، في بيان على موقعها الالكتروني، إن المنطقة ظلت مُستباحة من قبل الدَّعم السريع بسلسلة من الهجمات منذ 18 ديسمبر العام الماضي.

وأضاف البيان أن المنطقة استهدفت على أساس الهوية، وأن الدعم السريع “ارتكب إنتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من القتل والتمثيل بالجُثث والتنكيل والتشريد ونهب المُمتلكات والتهجير القسري”.

وظل الدعم السريع ينفي ضلوعه في استهداف المواطنين السودانيين خلال الحرب، حيث يقول إن من يقترفون تلك الأعمال متفلتون وليسوا من قواتهم.
“ظهر البعير”

ويصف موسى حسين كجور، ممثل منطقة جبل الداير بمجلس التحرير القومي، التابع للحركة الشعبية – جناح الحلو، الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع على منطقة جبل الداير بولاية جنوب كردفان بانها “القشة التي قصمت ظهر البعير”.

واضاف كجور، في حديث لراديو دبنقا، أن عدد القتلى خلال منذ يوم الخميس الماضي بلغ 25 قتيلا، إضافة إلى عدد من الجرحى والمفقودين.

وقال كجور إنهم يدينون “بأشد العبارات هذه الاعتداءات السافرة والمتكررة التي ظلت تمارسها قوات الدعم السريع والميليشيات التابعة لها”.

“على أساس عرقي”

يذكر أن منطقة جبال النوبة، بصورة عامة، ظلت مسرحا لحرب ضارية بين قوات الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان خلال سنوات حكم الرئيس المخلوع عمر البشير.

ويصف كجور المواطنين المستهدفين من قبل الدعم السريع بأنهم أبرياء ،مؤكدا على الاستهداف جاء “على اساس اثني وعرقي”.

وشدد كجور على أن هذه الموجة الأخيرة من الهجمات ليست الاولى من قبل الدعم السريع، بل بدأت هجماته على المنطقة منذ ديسمبر الماضي، مشيرا إلى أن عدد القتلى منذ ذلك التاريخ بلغ 71 قتيلاـ إضافة إلى عشرات الجرحى والمفقودين.

ووفقا لبيان للحركة الشعبية فقد بدأت الهجمات في 18 من ديسمبر، بهجوم على منطقة طيبة اسفر عن سقوط خمسة قتلى، وخلال الفترة من 12 حتى 14 من فبراير الماضي سقط 41 قتيلا جراء هجمات على خمس عشرة قرية في المنطقة، ثم شهد يوما الثامن عشر والتاسع عشر من أبريل هجمات على قرية السدرة مما اسفر عن مقتل ثمانية عشر شخصا.

وتابع كجور قائلا إن هناك قرى كثيرة لم يتمكنوا من حصر عدد القتلى والجرحى فيها بسبب صعوبة الاتصالات، مثل قرى قردود ناما، زرامين، القردود الأحمر، طيبة البرج، والدار الكبيرة وغيرها، مضيفا أن الأخبار الواردة إليهم تفيد بوقوع أعمال حرق وقتل ونهب.

ومما فاقم الأزمات الإنسانية التي افرزتها الحرب في السودان، انقطاع الاتصالات أو ضعف الشبكات في أنحاء متفرقة من البلاد، مما يصعب من التواصل مع المدنيين المحاصرين في المناطق الاكثر سخونة ويعيق التعرف على احصائيات دقيقة عن عدد القتلى والجرحى والمفقودين.

نزوح جماعي

واشار كجور إلى أن اكثر من 65 ألف شخص نزحوا نزوحا جماعيا من منطقة جبل الداير، مضيفا أن هؤلاء النازحين فروا من قرى الحجيرات، قوز بشارة، حفير التومات، تبلدية عباس، كترة، عتيبة وغيرها.

بدورها قالت مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية يوم الأحد إن هجوم الدعم السريع على قرى جبل الداير أدى لنزوح خمس آلاف أسرة.

وقال كجور إن قوات الدعم السريع، عقب الهجمات الأخيرة، نصبت ارتكازاتها بالقرب من مصادر المياه ومنعت المواطنين من الوصول إليها.

وهكذا، تأتي هذه الاحداث الأخيرة التي تحدث عنها كجور لتزيد معاناة مواطني جبال النوبة الذين كتب عليهم أن يدفعوا فاتورة حروب لم يشعلوها، ما بين القصف بسلاح الطيران خلال حكم البشير إلى هجمات جبل الداير خلال حرب الخامس عشر من أبريل.