د. نعمات كوكو القيادية بالحزب الشيوعي والناشطة النسويةـالمصدرـ خاص راديو دبنقا

امستردام: الثلاثاء 26/ مارس/2024: راديو دبنقا
اعتبرت الأستاذة نعمات كوكو، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السودانية والناشطة الحقوقية، أن ملف العون الإنساني يحتل الموقع الثاني من حيث الأهمية بعد ملف إيقاف الحرب.
وقالت في حديث لراديو دبنقا أن ما يحدث حاليا على الأرض هو انتهاك لحق أساسي من حقوق الإنسان، وهو الحق في الحياة. وأشارت إلى أن الوضع الإنساني أصبح كارثيا في كل أنحاء السودان وأن المجاعة أصبحت الآن تمشي على أرجلها بعد أن كان هناك حديث عن شبه مجاعة أو حديث المنظمات الدولية عن فجوة غذائية في دارفور.
وطالبت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني بأن تكون الأوضاع الإنسانية من أولويات الأجندة السياسية في البلاد.

أوضاع مخيفة في دارفور
ونقلت الناشطة الحقوقية عن ممثل حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور في الملتقى التحضيري لمؤتمر القضايا الإنسانية في دارفور قوله أن الوضع في دارفور تخطى مرحلة الكارثة ليصبح وضعا مخيفا بمعنى الكلمة. وشددت في حديثها لراديو دبنقا على أن تحرك المجتمع الدولي يتسم ببطء الاستجابة للكارثة في السودان وأن هناك الكثير من التحديات التي تواجه العمل الإنساني في ظل الحرب الحالية.

ضعف التفاعل الدولي والإعلامي
وأقرت الأستاذة نعمات كوكو بضعف التفاعل مع الوضع الإنساني في السودان بالمقارنة مع أوكرانيا، مثلما أن هناك ضعف في العمل الإعلامي تجاه الأزمة في السودان بالمقارنة مع الأوضاع في غزة.
وأشادت في حديثها بإسهامات راديو دبنقا في هذا المجال وإن اعتبرتها غير كافية، وطالبت المجموعات السودانية خارج البلاد بتكثيف أنشطتها للضغط على المجتمع الدولي من أجل إيقاف الحرب وإيصال العون الإنساني مذكرة بتجارب فترة الحراك الجماهيري مثل المواكب في شوارع لندن وأميركيا. وتسألت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ما الذي يحدث الآن وهل أثرت الخلافات والتباينات في الرؤى السياسية وتغيير موازين القوى داخل السودان يمكن أن يصبح خصما على ملف العون الإنساني.

الفساد تحدي جدي
ونبهت الأستاذة نعمات كوكو في حديثها لراديو دبنقا إلى أن الفساد يمثل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه العمل الإنساني. وذكرت أنه بالرغم من قلة العون الإنساني الذي وصل إلى السودان، إلا أنه وجد طريقه للأسواق وليس للمحتاجين.
وأشارت إلى أن ثقافة نهب العون الإنساني هي جزء من ثقافة نهب الموارد وهي ثقافة مستوطنة داخل السودان واعتبرها جزء من ثقافة الرأسمالية الطفيلية. ونبهت إلى أن نهب الإغاثة بدأ من مجاعة دارفور الأولى في العام 1983 وكيف كانت مواد الإغاثة تتسرب إلى السوق من جانب الحركات والمنظمات الإسلامية.
وتواصل نفس النهج خلال حرب دارفور في العام 2003، وحاليا مع أزمتنا الكارثية وجد القليل من العون الإنساني المقدم للسودان طريقه للسوق معتبرة أن ذلك أمرا خطيرا جدا. ومضت قائلة لمواجهة هذا المسلك نحن نطرح في منظمات المجتمع المدني والحركة الحقوقية أن يكون لأصحاب المصلحة الحقيقية دور أساسي في ملف المساعدات الإنسانية.