نازحو الفاشر في خزان جديد بشرق دارفور يواجهون الموت جوعاً

وجبات لأطفال يعانون من سوء التغذية في معسكر النخيل للنازحين بشرق دارفور - يونيو 2025-خاص راديو دبنقا
خزان جديد 17يونيو 2025م راديودبنقا
في مشهد إنساني مؤلم يتكرر كل يوم في إقليم دارفور، نفّذ متطوّعون في معسكر النخيل بمنطقة خزان جديد بمحلية شعيرية في شرق دارفور، يوم الإثنين، وجبات غذائية مخصصة لعدد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، بدعم من منظمة الشعب النرويجي NPA.
وقال رئيس المعسكر في تصريح خاص لـ “راديو دبنقا” إن معسكر النخيل وحده يضم ما لا يقل عن خمسة آلاف نازح، معظمهم من الفارين من المعسكرات حول مدينة الفاشر، بالإضافة إلى نازحين سابقين من نيالا. وأكد أن هناك عدداً كبيراً من المعسكرات الأخرى في المنطقة، تؤوي آلافًا من النازحين، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، يعيشون في ظروف بالغة القسوة وصفها بأنها “كارثية”.
أطفال يواجهون شبح الموت يوميًا
وأشار رئيس المعسكر إلى وجود حالات سوء تغذية مخيفة وسط الأطفال، مشيدًا في الوقت ذاته بجهود الخيرين والمتطوعين والداعمين، وعلى رأسهم منظمة الشعب النرويجي، التي وفّرت وجبات غذائية لـ100 طفل فقط، بينما لا يزال مئات الأطفال الآخرين مهددين بالموت نتيجة الجوع والأمراض الناتجة عن سوء التغذية.
مناشدات عاجلة لدعم التكايا وتأمين المأوى
المتطوعة منيرة عبّرت عن مأساوية الوضع، وجددت مناشدتها للمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل، مطالبةً بدعم التكايا التي يعمل بها المتطوعون لتوفير وجبات غذائية لعشرات الآلاف من النازحين.
كما نبّه المتطوعون، إلى جانب رئيس المعسكر، إلى الحاجة العاجلة لتوفير مواد الإيواء للأسر التي تفترش الأرض، خاصة مع اقتراب موسم الأمطار، ما يهدد بتفاقم الأوضاع المعيشية والصحية للنازحين.
شهادات نساء من قلب المعاناة
في أحاديث مؤلمة لراديو دبنقا، تحدثت عدد من النساء النازحات عن رحلات هروبهن الطويلة بحثًا عن الأمان والكرامة:
حليمة قالت: “نحن جينا جارين بأرجلنا من معسكر زمزم إلى أبو زريق، ومنه إلى خزان جديد. ما نملك أي شيء، حتى ماعون للماء ما عندنا. أناشد المنظمات برجاء أخير أن تنقذنا.”
أما فاطمة، وهي تحمل رضيعًا بين يديها، فقالت بتوسل: “يا ناس ساعدونا. نحن حالتنا صعبة. حتى لو ما في شيء، وفروا لينا مشمعات وتقاوى نزرع بيها الأرض الفاضية حول المعسكر. يمكن نوفر غذاء. لكن طفلي دا، يمكن ما يقدر يعيش لي بكرة من الجوع.”
مجدية، من جهتها، ناشدت بتوفير المشمعات، وأواني الطبخ، والماء، وقالت: “انتو شايفين الوضع بعينكم. نحن جرينا من الفاشر وزمزم وجينا هنا وما عندنا أي حاجة، لا ننام فيها، ولا نطعم بيها أولادنا.”
نازحو زمزم.. مأساة تتحدى الضمير العالمي
تبقى قضية نازحي معسكر زمزم، والنازحين عمومًا في دارفور، واحدة من العلامات الفارقة في امتحان الضمير الإنساني العالمي والمحلي.
فما يجري هو مؤشر صارخ على بؤس المواطن السوداني الذي يدفع ضريبة حرب لا يد له فيها، بل لا يكاد يعرف حتى أطرافها.
وتستمر مأساة النازحين في دارفور كـ وصمة عار في جبين من يخوضون حربًا مستمرة لأكثر من عامين، دون أن يدري أحد متى تتوقف، ولا من سيدفع الثمن التالي