موكب ام درمان : جرحى وعشرات الالاف بالشوارع والامن يطلق ( البمبان ) والرصاص

تظاهر عشرات الالاف من  السودانيين امس الاحد بأمدرمان في الاسبوع الخامس لثورة السودانيين المطالبة بالتنحي الفوري للبشير ونظامه من حكم البلاد دون قيد او شرط  في وقت استمر اعتصام السودانيين أمام منزل الشهيد بابكر بكافوري
 .
وقابلت الاجهزة الامنية التي نشرت بكثافة غير مسبوقة حشود المتظاهرين على شوارع مدن امدرمان بالعنف المفرط مستخدمة في ذلك الذخيرة الحية والمطاطية والعصى والهراوات والغاز المسيل للدموع بكثافة ما ادي لوقوع جرحى واعتقل المئات.
وحولت الاجهزة الامنية الشوارع المؤدية للبرلمان الهدف المعلن من المتظاهرين لتسليم مذكرة التنحي الى ثكنة عسكرية واغلقت الكباري  ونشر سور من الاسلاك الشائكة على المداخل المؤدية للبرلمان منعا للمتظاهرين من الوصول 

في السياق شهدت احياء مدن امدرمان امس عمليات كر وفر واسعة بين الاجهزة الامنية المختلفة والامن الشعبي والمتظاهرين السلميين ادت لانقلاب عربة تابعة لجهاز الامن محملة بالجنود  في خور اثناء مطاردتها للمتظاهرين في شوارع امدرمان  خاصة العباسية 
وبانت ود نوباوي ما ادى لوقوع جرحى .
واستخدت الاجهزة الامنية  الذخيرة الحية في مواجهة المتظاهرين ودهست متظاهرة على الطريق العام 
واكد شهود من موقع الحدث في تسجيل مصور ان العربة كانت تمر بسرعة ووقعت بالخور ما ادى لوقوع اصابات  وقام المتظاهرون بانقاذهم وتقديم الاسعافات وطلب العون   واكد المتظاهرون انهم سلميون ولا علاقة لهم بالتخريب
الى ذلك كتب الصحفي خالد فتحي رئيس تحرير صحيفة التيار اليومية المستقلة عن مشاهداته عن موكب امدرمان قائلا : 

تحولت أمدرمان الى قاعدةٍ عسكريةٍ غداة موكب الرحيل السابع اليوم "الأحد"، لكن المتظاهرون كانوا في الموعد تماماً.. وسببت تظاهرات الأحياء إرهاقاً شديداً لقوات الأمن والشرطة.. وأطلقت الغاز المُسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.. وشَنّت حملة اعتقالات شعواء وسط المتظاهرين.. 
فِي المُقابل قّدم المتظاهرون بحي العباسية نظام البشير وقواته الأمنية درساً في الأخلاق الرفيعة بعد أن خفوا لإسعاف رجل أمن انقلبت عربته!! 
وانتشرت قوات الأمن وشرطة العمليات على طُول شوارع العرضة والأربعين والموردة وصينية الأزهري وضربت طوقاً أمنياً أمام مقر محلية أمدرمان ومبنى البرلمان قُرب جسر النيل الأبيض، وسوق أمدرمان وشارعي "الدكاترة" ومستشفى أمدرمان، الذي وقف رتل من شرطة العمليات يرتدون دروعاً واقيةً للرصاص وأغلقوا الطريق المؤدي إلى المستشفى تماماً..
 كما أُغلق مدخل السلاح الطبي بالأسلاك الشائكة. 
وظهر أفراد الأمن بكثافةٍ في مدخل سوق أمدرمان قبل ساعة من انطلاق الموكب.. وأغلقت مُعظم المحال التجارية أبوابها داخل السوق 
وقُرب لفة "آغا" وبشارع الدكاترة أبوابها وأطفأت بائعات الشاي النيران وانصرفن مُسرعات بإيعاز من أفراد الأمن الذين أمروا الموجودين في المكان بالانصراف خشية انضمامهم للموكب.
لكن المتظاهرون أفشلوا بتظاهرات الأحياء، خُطة الأمن الذي اجتهد لفرض سيطرته على الشوارع الرئيسية لمنع تكرار سيناريو موكب الرحيل الرابع بأمدرمان الأربعاء التاسع من يناير، حيث تدفّقت الحشود من داخل الأحياء إلى شارعي الأربعين والموردة ووصلوا لمشارف البرلمان. 

وتعاملت القوات الأمنية بقسوة مع تظاهرات الأحياء وفرضت حصاراً وحشياً لعزلها ومنع مُتظاهرين جُدُد من الوصول إليها، فيما أضرم المحتجون النار في إطارات العربات بشارع الدومة في ود نوباوي قبل تفريقهم بالغاز المسيل للدموع.. 
وتسبّبت السرعة المُفرطة التي تسير بها عربات الأمن في انقلاب إحداها المعروفة شعبياً بـ"تاتشر" أثناء مُطاردتها للمُتظاهرين ومُحاولة دهسهم بحي العباسية!!!
 وفي لمحة إنسانية تليق بالمُتظاهرين السلميين، خفوا مُسرعين لنجدة أحد أفراد الأمن بعد إصابته جراء سُقوطه من العربة، بعد فرار زملائه وتركه وحيداً وهو ينزف دمـــاً!! 
وقال أحدهم مُخاطباً إيّاه بنبرة توبيخ: "نحنا إخوانك.. بتكتل فينا"..؟! وشكّل تصرف المتظاهرين العفوي رداً مفحماً للدعاية الحكومية التي وصفتهم بالمُخرِّبين..!