حاكم إقليم دارفور دارفور مني أركو مناوي (صورة أرشيفية )

أمستردام : الاثنين ؛ ٢٦ فبراير ٢٠٢٤: (راديو دبنقا )

اعتبر مني اركو مناوي، حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، ان اعتراض الحكومة في بورتسودان لم يكن على دخول الإغاثة من تشاد إلى دارفور، بل كان اعتراضها منصبا على الوقائع، ويعود ذلك إلى استغلال بعض الدول لانسياب المواد الإغاثية من أبشي إلى الجنينة لادخال أسلحة بكميات كبيرة مستغلين شعار الهلال الأحمر لدولة ما. حيث تم استغلال القافلة الإنسانية التي تحركت من أبشي مرورا بأدري ثم الجنينة لذلك الغرض، وهذا هو السبب الرئيسي لرفض الحكومة ويجب معالجة هذا السبب.
وأكد حاكم إقليم دارفور في مقابلة مع راديو دبنقا عبر برنامج ملفات سودانية يذاع يوم الثلاثاء ٢٧ فبراير ( البرنامج المسائي) اكد أنه لا توجد شبهات كبيرة في مناطق شمال تشاد وهناك عدد من المنظمات ومن بينها “أطباء بلا حدود” الفرنسية والتي كانت من قبل الحرب ترسل قوافل من تشاد عبر الطينة إلى الفاشر وتدير المنظمة عددا من المستشفيات في الفاشر ومنها مستشفى الفاشر الجنوبي وهو الوحيد الذي يعمل الأن داخل المدينة وتتولى منظمة “أطباء بلا حدود” الفرنسية تشغيله، كما أن لديهم مستشفى آخر في معسكر زمزم. كما انضمت وعلى ذات الطريق منظمة “أطباء بلا حدود” البلجيكية التي التقيت قبل يومين بمديرها الإقليمي لغرب وشمال أفريقيا. ليست هناك أي شبهة بشأن عمل هذه المنظمات لأن قوافلها قصيرة ومعروفة وتمر على نقاط أمنية كبيرة وبالتالي المساعدات التي تم الاعتراض عليها هي القوافل التي تم تمرير الأسلحة من خلالها لمناطق غرب دارفور.

البعض يعمل لتسليم الفاشر لقوات الدعم السريع

وحول مدى صحة ما يتداول عن وجود خلافات في داخل القوة المشتركة التي تتولى تأمين مدينة الفاشر، اتهم مني اركو مناوي في المقابلة مع راديو دبنقا البعض بالعمل على تسليم الفاشر لقوات الدعم السريع وهم جزء من (تقدم) التي تمثل غطاء سياسيا لقوات الدعم السريع، سواء من قبل من لديهم ميول نحو (تقدم) أو تقدم الحقيقية التي هي الدعم السريع.
وأوضح في المقابلة مع دبنقا أن حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة وفصيل كبير من تجمع قوى تحرير السودان يقفون ضد هذا التوجه وهم يمثلون الفصيل الأغلب الذي لا يمكن تجاوزه وهم يمثلون إرادة الشعب في دارفور ككل. وعلى هذا الأساس تم تكوين منظمات مدنية ووطنية شكلت لجنة إسناد للموقف الرافض لتسليم الفاشر للدعم السريع والذي يمثل الغالبية.
وذهب حاكم إقليم دارفور للقول بأن التجارب التي عاشها المواطن في الجنينة وزالنجي ونيالا تدعم هذا التوجه باعتبار أن هذه المدن تحولت لمدن أشباح يختطف فيها الناس وتتعرض الفتيات للاغتصاب ويتم اختطاف الأبناء في ظلام الليل ليتم إطلاق سراحهم مقابل فدية مالية، وكذلك يتم نهب الأموال والسيارات والمنازل، وما انتهى إليه الحال في المدن الثلاث يجعل الناس لا يقبلون بهذا المصير. وما حصل في ام كدادة قبل ثلاثة أيام حيث ثار المواطنون وأخرجوا قوات الدعم السريع من المدينة. لذلك فإن هذا الاتجاه هو اتجاه الإرادة الشعبية وليس إرادة الحركات المسلحة أو الأفراد الذين ينتمون للدعم السريع عبر (تقدم) أو غيرها.

فتح الممرات الإنسانية عبر وقف إطلاق نار حقيقي

وحول فتح الممرات الإنسانية لتمرير الإغاثة في ظل تحذيرات المنظمات المحلية والدولية من كارثة مجاعة قادمة في دارفور، شدد مني اركو مناوي في حديثه لبرنامج ملفات سودانية عبر راديو دبنقا على أن البلاد تقع بكاملها تحت مظلة الحرب وبناء على ذلك يتم قياس كل المعايير وإن حالة الحرب هي حالة عامة في كل البلاد وليس في دارفور وحدها التي تعاني. ولكن دارفور تعاني لأسباب عديدة وأولها أن المناطق الأكبر انتاجا للمواد والحبوب هي مناطق جنوب دارفور ومناطق التماس بين جنوب دارفور وشرق دارفور. الذي حدث في هذه المناطق وبعد سقوط مدينة نيالا، هو انه تمت مصادرة كل المحاصيل المملوكة لكل من لا يتبع لقوات الدعم السريع، بل تجاوز الأمر المصادرة في بعض الحالات إلى إحراق المحاصيل. ومثل هذا الافعال أمر خطير جدا ارتكبه جهلاء لم يراعوا أن الزراعة توفر الغذاء للكل. وقال رئيس حركة تحرير السودان في المقابلة مع دبنقا أن وقف مثل هذه الأفعال يتطلب وقفا حقيقيا لإطلاق للنار للأغراض الإنسانية والحوار السياسي. لذلك فإن مظلة وقف إطلاق النار هي المظلة الآمنة التي يمكن من خلالها فتح الطرق والمعابر لنقل الاحتياجات الإنسانية وغيرها.