معلمة بولاية نهر النيل في مقابلة مع “راديو دبنقا”:تنعي العملية التعليمية وتصف قرار استئناف الدراسة بـ”الارتجالي”

أكدت  معلمة تربوية وقيادية مدنية بمحلية عطبرة بولاية نهر النيل أن حال التعليم في الولاية يواجه انهيارًا شاملًا  في كآفة المناحي المتعلقة بعدم وجود مقررات دراسية وندرة في المدرسين وفشل في إجلاس الطلاب بالمدارس التي تحولت لدور إيواء للنازحين من الولايات الأخرى، ورأت استحالة استئناف الدراسة نتيجة لتلك العوامل.

وأكدت الناشطة والمعلمة التربوية سعاد أحمد محمد في مقابلة مع “راديو دبنقا” أن التعليم في ولاية نهر النيل، يمر بمرحلة انهيار شامل ووصفت قراراستئناف الدراسة بالـ”الارتجالي” وأن العام سيكون فاشلًا.

وكشفت عن خروج 27 مدرسة في محلية عطبرة عن التغطية في الخدمات والتأهيل من حيث البنى التحتية، وأكدت أن معظم مدارس الولاية بذات المستوى.أما المدارس التي استأنفت الدراسة فهم في حالة من عدم الاستقرار حيث يتم استخدام المدرسة لتدريس الطلاب على دوامين صباح ومساء، على أن يتم إخلاء النازحين منها لساعات.

وعبرت عن استيائها من قرار استئناف الدراسة في ظل عدم وجود مدارس ومشكلة إجلاس الطلاب، وعدم جود مقررات دراسية، ولم يتم توفيرالكتاب المدرسي بل حتى كتب الاعوام السابقة غير متوفرة، إضافة إلى عدم الاهتمام بحقوق ومرتبات المعلمين، واستهجنت قبول بعض المدراء والمعلمين بالعمل في ظل هذه الظروف وبدون أجر مدفوع وهم راضيين عن أنفسهم ليس تطوعًا بل للظهور بأن مدارس نهر النيل استأنفت الدراسة وفي محاولة لإنجاح العام الدراسي ورأت أن الأمر لايعدو كونه دعاية إعلامية.

 ورأت الناشطة والقيادية المدنية سعاد أحمد التي كانت تتحدث عن أزمة التعليم بالولاية لكنها عرجت للحديث عن الوضع الإنساني للنازحين، رأت أنه من غير المنطقي أن يستأنف العام الدراسي في ظل إقامة النازحين من الولايات الأخرى داخل مدارس المحلية واللجوء إليها كمأوى، وهم يعيشون في ظروف إنسانية قاسية وغالبيتهم أصحاب أعذار ويعانون من أمراض مزمنة ومستعصية مثل الـ “فشل كلوي، سرطانات” وفي حاجة لرعاية طبية خاصة وأن المستشفيات قريبة من دور الإيواء، وتحاول المحلية ترحيلهم لقرى نائية لاتتوفر فيها الخدمات، مشيرة إلى أن المحلية في سبيل انجاح قرار استئناف الدراسة تجاهلت الوضع الإنساني لهؤلاء النازحين، وقالت في ظل هذه الظروف القاسية يصعب فتح المدارس وإخلاء النازحين منها، فلاهي صالحة للسكن، ولاصالحة لتدريس الطلاب فيها.

ووصفت سعاد قرار إخلاء المدارس من النازحين بغير الإنساني وغيرمدروس، ورأت أن الأولى معالجة أوضاع النازحين وليس بإخلائهم من المدارس، وأضافت: فهي ليست فندق خمسة نجوم، ومأوى غير مريح وقالت إنَّهم يعانون من ضغوط المعيشة العالية وعدم توفر مصدر دخل، وأضافت: أيضًا غير قادرين على توفير قوت يومهم، وذكرت أنهم يخرجون في الصباح إلى الأسواق ليبحثوا عن مايسدوا به الرمق “رزق اليوم باليوم”، ثم يعودوا للنوم على الأرض.

واستنكرت خيار ترحيلهم للقرية 6 إحدى قرى المناصير التي تنعدم فيها الخدمات، كهرباء وماء، إضافة إلى المشافي والمدارس وقالت إنَّ سكانها الأصليين هجروها،  بسبب انتشار “الدبائب والعقارب” فكيف يتم إيواء هؤلاء النازحين فيها وهم في ظروف صحية سيئة.