مرصد عالمي يعلن عن مجاعة في الفاشر وكادوقلي، و20 منطقة أخرى معرضة للخطر
أمستردام: 3 نوفمبر 2025 – راديو دبنقا
للمرة الثانية في أقل من عام، أكدت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي – وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع – حدوث مجاعة في الفاشر وكادوقلي المحاصرتين اعتبارًا من سبتمبر 2025، ومن المتوقع أن تستمر حتى يناير المقبل.
ووفقًا لتقرير اللجنة، تشير التقديرات إلى أن الأوضاع في مدينة الدلنج المحاصرة (جنوب كردفان) مماثلة لتلك الموجودة في مدينة كادوقلي، إلا أن نقص البيانات يحول دون تصنيف هذه المنطقة ضمن مراحل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وتتميز المجاعة بانهيار تام لسبل العيش، والموت جوعًا، وارتفاع حاد في مستويات سوء التغذية والوفيات.
20 منطقة في دارفور وكردفان معرضة للمجاعة
أشار التقرير إلى أن هناك 20 منطقة في دارفور الكبرى وكردفان الكبرى معرضة لخطر المجاعة.
وبالمقارنة مع توقعات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي للفترة من ديسمبر 2024 إلى مايو 2025، فإن تسع مناطق من أصل 17 منطقة كانت معرضة سابقًا لخطر المجاعة لم تعد تواجه هذا الخطر.
ومن بين المناطق المعرضة لخطر المجاعة في شمال دارفور: محليات الطويشة، وريفي الفاشر، وكتم، ومليط، وطويلة؛ ومخيمات النازحين الواقعة في ريف الفاشر، واللعيت، ودار السلام، وكتم، ومليط، وطويلة.
ويرتبط هذا الخطر باحتمال تصعيد الصراع في مدينة الفاشر وما حولها، والنزوح الجماعي إلى المواقع والمجتمعات المحيطة المكتظة أصلًا والتي تعاني من نقص الخدمات.
وفي جنوب دارفور، تشمل المناطق المعرضة لخطر المجاعة محليات بليل، ونيالا جنوب، ونيالا شمال، ومخيمات النازحين في نيالا جنوب ونيالا شمال.
وينطوي السيناريو الأسوأ على اشتداد القتال في مدينة نيالا وما حولها، مما يحاصر أعدادًا كبيرة من السكان الحضريين.
وفي شرق دارفور، تشمل المناطق المعرضة للخطر مخيمات تستضيف النازحين واللاجئين في الفردوس، وأبو كارينكا، وعديلة، حيث قد يؤدي تزايد انعدام الأمن إلى تقييد وصول المساعدات الإنسانية.
أما في غرب كردفان، فتشمل محليات لقاوة والسنوط، حيث قد يعزل الصراع مجتمعات نائية في جبال النوبة، إلى جانب البرام، ودلامي، وريف الدلنج، وهبيلا، وريفي كادوقلي، ومخيمات النازحين في الدلنج وكادوقلي والريف الشرقي والعباسية في جنوب كردفان.
وينشأ خطر المجاعة هنا من اتساع نطاق الأعمال العدائية حول المدن المحاصرة، مما يؤدي إلى تعطيل الخدمات الأساسية وزيادة معدلات الوفيات بين النازحين والسكان المقيمين.

21 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد
أكدت اللجنة في تقريرها أن السودان لا يزال يواجه كارثة إنسانية، حيث يعاني أكثر من 21 مليون شخص من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد اعتبارًا من سبتمبر 2025.
وفي حين استقرت الأوضاع في بعض مناطق شرق السودان وأظهرت علامات تحسن، فإن تصاعد الصراع في منطقتي دارفور الكبرى وكردفان الكبرى يؤدي إلى تعميق الأزمة.
ومنذ 26 أكتوبر، أدى تغيير السيطرة على مدينة الفاشر إلى معاناة إنسانية واسعة النطاق ونزوح متزايد نحو طويلة والمناطق المجاورة، مما فاقم الاحتياجات الإنسانية في الفاشر وما حولها.
وفي سبتمبر 2025، في ذروة موسم الجفاف، واجه ما يُقدّر بنحو 21.2 مليون شخص – أي 45% من السكان – مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل أو أعلى)،
بما في ذلك 6.3 ملايين شخص (13%) في المرحلة الرابعة (الطوارئ) و375 ألف شخص (1%) في المرحلة الخامسة (الكارثة).
انخفاض نسبي في عدد المتأثرين
بالمقارنة مع تحليل التصنيف المرحلي السابق (ديسمبر 2024 – مايو 2025)، انخفض عدد الأشخاص الذين يواجهون المرحلة الثالثة أو أعلى بمقدار 3.4 ملايين شخص (بنسبة 6 نقاط مئوية).
ويُعزى ذلك إلى الاستقرار التدريجي، وانخفاض الصراع، وتحسن الوصول الإنساني في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار منذ أبريل 2025.
ومع ذلك، تظل هذه التحسينات محدودة، حيث تستمر الأزمة الأوسع في التأثير بشدة على الاقتصاد وتقديم الخدمات والبنية التحتية الإنتاجية التي تضرر الكثير منها أو دُمّر بسبب الصراع.

تدهور حاد في دارفور وكردفان
أفاد التقرير أن معظم المناطق في دارفور الكبرى وكردفان الكبرى شهدت تدهورًا حادًا في الأمن الغذائي بسبب استمرار الصراع وصعوبة الوصول.
وفي سبتمبر، واجه 3.6 ملايين شخص في هذه المناطق حالة طوارئ (المرحلة الرابعة)، فيما واجه نحو 370 ألف شخص حالة كارثة (المرحلة الخامسة)، وهو ما يمثل 98% من إجمالي السكان في هذه المرحلة على مستوى البلاد.
توقعات بتحسن طفيف
من المرجح أن تُحسّن الظروف المناخية الزراعية المواتية وضع الأمن الغذائي بعد الحصاد، مما سيؤدي إلى انخفاض عدد الأشخاص في المرحلة الثالثة أو أعلى إلى 19.2 مليون شخص (40% من السكان) خلال الفترة من أكتوبر 2025 إلى يناير 2026.
ومع ذلك، ستظل مكاسب الحصاد محدودة في شمال دارفور وجبال النوبة الغربية بسبب الصراع وانعدام الأمن.
كما من غير المرجح أن تستفيد الأسر النازحة والعائدون، خصوصًا في الجزيرة والخرطوم، استفادة مجدية من الحصاد بسبب فقدان أصولهم.
ومن المتوقع أن يتفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد بشكل طفيف خلال موسم ما بعد الحصاد وما قبل موسم الجفاف (فبراير – مايو 2026) مع نضوب مخزونات الغذاء وتصاعد الصراع على طول خطوط المواجهة.
ومن المنتظر أن يواجه ما يُقدّر بنحو 19.1 مليون شخص (41%) المرحلة الثالثة أو أعلى، بما في ذلك 4.9 ملايين (11%) في المرحلة الرابعة و146 ألفًا في المرحلة الخامسة.
ويرجع هذا الانخفاض النسبي في الأعداد أساسًا إلى عدم القدرة على تصنيف عدد من المناطق ذات الأهمية العالية، والتي يقطنها نحو 841 ألف شخص،
بما في ذلك مدينتا الفاشر وكادوقلي، بالإضافة إلى محليات الدلنج، والسنط، واللجوة، وهبيلا (جنوب كردفان) بسبب تقلب الوضع وعدم اليقين الناتج عنه.
سوء التغذية الحاد مصدر قلق بالغ
أكدت اللجنة أن سوء التغذية الحاد يشكل مصدر قلق بالغ في السودان،
ففي أكثر من 60% من المناطق التي غطتها مسوحات SMART بين يناير ويوليو 2025، تجاوزت معدلات سوء التغذية الحاد الشامل 15%،
مع وجود أربع مناطق في دارفور الكبرى تسجل معدلات تقارب عتبة المجاعة البالغة 30% أو أكثر.
وأضافت اللجنة أن الوصول الإنساني دون عوائق لتنفيذ استجابة واسعة النطاق ومتعددة القطاعات – مع تمويل متناسب – أمرٌ ضروريٌ وعاجل لمنع المزيد من المجاعة والموت.


and then