محمد الحسن محمد عثمان: دارفور وحميدتى دخلوا معادلة السلطه فهل حان وقت طردهم ؟ .. (2)

عندما احتاجت الانقاذ لمن يمثل دارفور فى السلطه اتت بموسى هلال وزير دوله للحكم المحلى وجاء هلال للعاصمه ممثلا لاقليم دارفور وكقائد لمليشيات الصفوه …

دارفور(ارشيف)

بقلم: محمد الحسن محمد عثمان

 

عندما احتاجت الانقاذ لمن يمثل دارفور فى السلطه اتت بموسى هلال وزير دوله للحكم المحلى وجاء هلال للعاصمه ممثلا لاقليم دارفور وكقائد لمليشيات الصفوه وراى موسى النعيم الذى يعيش فيه اهل الانقاذ فطمع فى اكثر من منصب وزير دوله وفى سلطه اوسع ولم يدرى موسى ان لكل حدوده وان ابناء الهامش عليهم الرضاء بقسمتهم ولم يتعظ موسى بقرنق وبولاد وخليل ومناوى وكان لابد من تحجيمه وان يحجم فى داخل اقليمه وفى منطقته وان يحجمه ابناء عمومته وتم ضرب هلال بابن عمه حميدتى الذى صنعته الانقاذ من العدم وتم تجريد هلال ليس من منصبه فقط وسلاحه وانما حتى من منجم ذهبه " جبل عامر " واقتيد هلال مخفورا منكسرا للخرطوم وبدا صعود حميدتى الذى لم يسمع به احد من قبل وعلى الاقل كان هلال معروفا كاحد زعماء الاداره الاهليه اما حميدتى فقد اتى من مراعى دارفور الخصبه ومثلما تبنت الانقاذ قوات هلال ودربتها وسلحتها كذلك تولت قوات حميدتى وتم تسليحها وتدريبها ولكنها بقت فى الاطراف ولكن الامور لم تجرى كما تشتهى الانقاذ فقد اختلف اخوة التنظيم حول ترشيح الرئيس لانتخابات2020 واراد بعضهم ان يخضع منصب الرئيس للمنافسه بينهم بعد شبعوا مالا وطمعوا فى المنصب الكبير نفسه وبعضهم راى ان الرئيس اصبح كرتا محروقا ويجب استبداله لتصفير العداد ولتبدأ الانقاذ بدايه اخرى جديده فالرئيس الجديد قد يعطى الشعب امل فى تحسن الحال ووجد البشير نفسه فى مواجهه لم يستعد لها بل لم يتخيلها وتلفت البشير نحو الجيش ليسنده ولكن الجيش لم يعد ذلك الجيش الذى كان ولاؤه لرئيس السلطه التنفيذيه فقد اصبح شيئا مختلفا فقد التفت اليه الاخوان مبكرا وعرفوا انه هو الذى سيحسم صراع السلطه اذا حدث خلاف كما حدث فى عهد مايو او فى الجاره مصر فتم تطعيمه بالمجاهدين والدفاع الشعبى فاصبح جيشا متعدد الولاءات وليس على قلب رجل واحد لقد خرب البشير المعادله وادخل عامل جديد لم يكن موجودا ولم يوضع له حساب والقوه الجديده التى ادخلها البشير توازى الجيش وتتفوق عليه بسرعة الحركه وهى تدين بالولاء لشخص وليس دوله واستعان البشير برئيس القوه الجديده حميدتى ودخل حميدتى بجيشه لمركز السلطه ودخلت معه دارفور بتصريح من رئيس الجمهوريه وبعد زيارته لمعسكرات الدعم السريع مشيرا لحمدتى فى مخاطبته لهم قائلا بعد اليوم دا اسمه حمايتى وليس حميدتى ودخل حميدتى الخرطوم مركز القرار لم يدخلها كما دخلها مناوى او قادة المعارضه بعد اتفاقية السلام عندما دخلوا افرادا وتركوا قواتهم على بعد الاف الاميال دخلوا افرادا الواحد منهم لا يحمل حتى عصاه لحماية نفسه ولكن حميدتى دخل الخرطوم وهو مدجج بالسلاح وبقوه ضاربه وباذن القائد الاعلى للقوات المسلحه وشكل حميدتى مركز قوه جديد لحسم الصراعات بعد حسمه للصراع فى الاطراف وارتجفت الحركه الاسلاميه من اللاعب الجديد وادخال حميدتى لمعادلة السلطه خطأ ارتكبه البشير وسيدفع ثمنه فمنذ الاستقلال كان من يدخل السلطه من الهامش يدخلها بمفرده والقوه الوحيده هو الجيش الذى ولاؤه لقيادته من النخبه النيليه دخل مناوى السلطه بمفرده فكان وزنه صفرا وقال انه كان مساعد حله وتم طرده كاى مساعد فى لورى فخرج بكل هدوء مطاطى الراس ودخل موسى هلال لمركز القرار لوحده وترك جيشه بعيدا عنه فتم القضاء على جيشه فى مواقعهم ودخل موسى السجن مكبلا بالقيود وحتى الحركه الشعبيه وبكل كاريزما القائد قرنق عندما دخلت مركز القرار بدون قواتها الضاربه كان وزنها ضعيف فالانقاذ لاتعطى وزنا للاتفاقيات وانما الوزن لسلاحك وعدد قواتك اما حميدتى فقد اتيح له ان يدخل العاصمه بقوه ضاربه جاء للعاصمه وهو يرفع رايات النصر بعد ان اذاق جميع الحركات المسلحه مرارة الهزيمه واتجه جنوبا فادمى الحركات المسلحه فى جبال النوبه وجعلها تتشقق واتجه للحدود الشرقيه فاستتب الامن فيها وكذلك على الحدود الليبيه جاء للعاصمه التى تغيرت تركيبتها واصبحت الاغلبيه فيها من دارفور بعد الهجرات الداخليه وهو حتى ان لم يتفق عليه كل اهل دارفور فهو على كل حال ابن المنطقه جاء لمركز القرار وهو قد اصبح معروفا عالميا بعد تصديه للهجره الغير شرعيه التى احتارت اوربا كيف توقفها فتصدى لها حميدتى كما تصدى للمتاجره بالبشر …. جاء حميدتى لمركز القرار تسبقه انتصاراته فى خور دنقوا دخل ابن دارفور للعاصمه التى تسيطر عليها النخبه النيليه ففتحت له العاصمه ابوابها وفتح له رجال السلطه ابواب منازلهم ومكاتبهم فراى كماراى ابن عمه النعمه التى يعيش فيها ابناء السلطه فى العاصمه ولابد انه عمل مقارنه بينه وبين نفسه بين عيشة القصور وعيشة الخلأ حيث يتعذر الحصول حتى على الماء فتملك حميدتى العمارات وسكن كافورى حى النخبه الحاكمه وتزوج مثنى وثلاث ورباع وركب الفارهات واصبح له مكاتب وامتلك العمارات ولم يكتفى بكل تلك المكاسب وانما قدم نفسه للمنطقه العربيه وارسل جزء من جيشه لليمن ليقاتل ضد الحوثيين فاصبح له وزن فى المنطقه العربيه ويعتقد الكثير من ابناء النخبه النيليه ان حميدتى رجل جاهل لا يعرف غير حمل السلاح والقتل فهو بعيد عن السياسه ولا معرفة له بها ولا يطمع فى كراسيها وكذلك الذين معه وكان لدى نفس الفهم حتى جمعتنى الظروف باحدقيادات حمدتى فى فطور رمضانى فى 

الشارع العام والرجل جاء عابر سبيل فدعوناه فاستجاب وفى ونسه بعد الفطور التى تسترسل بين بيننا وبين الضيوف الذين لانعرف حتى اسماؤهم والتى تطرقنا فيها لقوات الدعم السريع ونحن لانعرف ان الضيف منهم حدثنا الرجل انه ضمن هذه القوات وتطرق لمعركة خور دنقو وتناول بعض الشان السياسى والرجل عكس ماتصورنا ملم بالشان السياسى وبالصراع بين اطرافه وخاصه الصراع داخل الحركه الاسلاميه والتصفيات بين اطرافها والذين يظنون ان حميدتى تابع سيده مخطئون فحميدتى يدرس الان اللغه الانجليزيه وعلوم سياسيه ومنظمات دوليه ومن الواضح انه استوعب تجربة موسى هلال ولن يصبح موسى هلال اخر و كما هو واضح فان حميدتى يريد ان يدخل لمطبخ القرار السياسى ولن يرضى بان يظل فى الهامش طويلا وتكون مهمته ان يحرس السلطه بدون ان يشارك فيها مشاركه فعليه ونلاحظ ان حميدتى دائما مايشير الى ان هناك طابور خامس داخل السلطه هم من يحاولون تشويه صورته امام الشعب السودانى لذلك حاول حميدتى تلميع صورته وبصوره مباشره عندما صرح فى لقاء تلفزيونى بانه لم يقتل ولا فرد واحد من متظاهرين سبتمبر وان الذى يشيع ذلك الطابور الخامس وهل ياترى من يعنيهم بالطابور الخامس هى الحركه الاسلاميه ؟والصراع على السلطه قادم قادم لامحاله تقول بذلك كل المؤشرات وطبائع الاشياء فهل يستعين البشير بحميدتى على الحركه الاسلاميه التى تشير المؤشرات الى ان اغلبيتها لاتدعم ترشيح البشير فيستعين بحميدتى ودارفور ويخرجها من لعبة السلطه نهائيا ويدخل دارفور وحميدتى ؟ ام ان البشير قد سيكتشف طمع حميدتى فى المنصب الكبير بعد ان لمس حميدتى ان ميزان القوى يميل لصالحه فيصالح البشير الحركه الاسلاميه ويستعين بها على حميدتى ويتم طرد دارفور وحميدتى من مركز القرار بعد معركه داميه فى قلب الخرطوم هذه المره ؟ اما الجيش الذى عرفناه والذى تقوده النخبه النيليه فهو خارج المعادله هذا بعد ان سمعت حميدتى فى احد حلقاته مع الطاهر ساتى يحكى ان احد جنوده قد قتل فردا فى الفاشر فمنعهم والى دارفور من دخول الفاشر وتصدى لهم الجيش فرجعوا وارد ان يتجه لنيالا حيث اسرهم فمنعه ايضا فرد حميدتى على الوالى " اقول ليك كلام انا وقواتى ماشين نيالا والراجل ينتظرنى هناك " ولم ينتظره احد فدخل نيالا وخرج الجيش من معادلة السلطه ………. وهكذا خرج الجيش من معادلة السلطه ومعه النخبه النيليه التى ليس لديها مليشيات مسلحه ……….. والذى اعرفه ان السودان القديم بمعادلته القديمه فى الحكم لن يعود كما كان والذين يحلمون بان قضية دارفور ستحل وتعود دارفور هادئه ومطيعه ومستسلمه للنخبه النيليه فهذا لن يكون فدارفور التى حملت السلاح وحاربت لن تلقى بسلاحها فالحركات قد تقهر لحين ولكنها ستعود مجددا وحميدتى الذى دخل لمركز القرار بالبندقيه لن يتراجع و يعود لفيافى دارفور وانما سيتطلع للاستحواز على السلطه كامله ودارفور التى خرجت من مطبخ القرار السياسى من ايام الخليفه عبد الله التعايشى ستعود وبصوره اقوى لمطبخ القرار شاءت النخبه النيليه ام ابت فدارفور اصبح لديها السلاح ولديها الاغلبيه على نطاق الوطن وفى العاصمه التى هاجر اغلبية اهلها النيليين للخارج وجاءها اهل دارفور الهاربين من اتون الحرب ليصبحوا فيها اغلبيه ستنحاز يوما ما لاولادها حاملى السلاح مهما كان التباعد بينهم الان ودارفور اصبح لديها نخبه تتخلق حول حميدتى الان ولنقل وداعا للسودان القديم بتركيبته السياسه القديمه ونخبته النيليه المسيطره والسودان مقبل على تغييرات ضخمه لن تكتفى بحرق الانقاذ التى لعبت بالنار و ستشتعل فيها واخشى ان تحرق معها السودان

[email protected]