مجلس السلم والأمن الأفريقي يدين تشكيل “حكومة موازية” في السودان

مجلس السلم والأمن الافريقي- المصدر: موقع الهيئة القومية للاستعلامات المصرية
أمستردام: 30 يوليو 2025 – راديو دبنقا
أدان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بشدة إعلان تأسيس حكومة موازية في السودان من قبل تحالف “تأسيس” بقيادة قوات الدعم السريع، معلنًا رفضه لهذه الخطوة.
ودعا المجلس في بيان صحفي عقب اجتماعه رقم (1292) بتاريخ 29 يوليو 2025، جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي إلى “رفض تجزئة السودان وعدم الاعتراف بما يسمى بـ(الحكومة الموازية) لما لذلك من عواقب وخيمة على جهود السلام والمستقبل الوجودي للبلاد”. كما طالب المجلس الجميع “بالامتناع عن تقديم الدعم أو المساعدة من أي نوع لأي جماعة مسلحة أو سياسية مرتبطة بما يسمى بـ(الحكومة الموازية) في السودان”.
وكان تحالف “السودان التأسيسي” قد أعلن تشكيل حكومة باسم “السلام والوحدة“، وشكّل مجلسًا رئاسيًا من 15 عضوًا برئاسة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وعيّن محمد حسن التعايشي رئيسًا للوزراء، إلى جانب ثمانية حكام أقاليم يتمتعون بعضوية المجلس الرئاسي بحكم مناصبهم.
اعتراف بمجلس السيادة والحكومة الانتقالية
شدد المجلس على أن الاتحاد الأفريقي لا يعترف إلا بمجلس السيادة الانتقالي والحكومة الانتقالية المدنية التي تم تشكيلها مؤخرًا، إلى حين التوصل إلى ترتيبات توافقية تلبي تطلعات الشعب السوداني في العودة إلى النظام الدستوري.
وكان مجلس السلم والأمن الأفريقي قد علّق أنشطة السودان في الاتحاد عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021.
وجدد الاتحاد التزامه باحترام سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، ورفضه التام لما يسمى بـ”الحكومة الموازية”.
كما كرر المجلس دعوته للأطراف السودانية إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات التي تعقبها عملية حوار وطني شامل وانتقال سياسي، مؤكدًا أنه لا يوجد حل عسكري مستدام للصراع الحالي.
إدانة التدخل الخارجي
وجدد المجلس إدانته القاطعة لجميع أشكال التدخل الخارجي التي تؤجج الصراع السوداني، معتبرًا ذلك “انتهاكًا صارخًا” لبيانات مجلس السلم والأمن ولقرارات مجلس الأمن الدولي، ولا سيما القرار 1556 (2004). وطالب جميع الأطراف، بما فيها الدول والكيانات غير الحكومية، بالتوقف فورًا عن تقديم أي دعم عسكري أو مالي للأطراف المتحاربة.
اهتمام بوحدة السودان
من جانبه، أكد ممثل الاتحاد الأفريقي في السودان محمد بلعيش، خلال لقائه برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أمس، أن تشكيل حكومة مدنية مستقلة من كفاءات وطنية يُعد خطوة مهمة لتخفيف معاناة السودانيين وتحسين الخدمات، تمهيدًا لبدء عملية إعادة الإعمار وتهيئة الظروف لعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم.
وأوضح بلعيش أنه نقل إلى البرهان تحيات رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، السفير علي محمود يوسف، مجددًا دعم الاتحاد لوحدة السودان واستقراره، مضيفًا أن زيارته تأتي في إطار استكشاف سبل تحقيق السلام والأمن والاستقرار في البلاد.
الكتلة الديمقراطية ترحب
رحبت قوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية، بالموقف الواضح والصريح الصادر عن مجلس السلم والأمن الأفريقي، والذي أكد رفضه القاطع لـ”حكومة التأسيس” التي أعلنها تحالف تأسيس، وتمسكه بوحدة السودان وسيادته ورفضه الاعتراف بأي كيان موازٍ.
وأشادت الكتلة في بيان، حصلت عليه راديو دبنقا، بمواقف جامعة الدول العربية والأطراف الإقليمية والدولية التي عبرت بوضوح عن رفضها لهذه الخطوة وإدانتها.
واعتبرت الكتلة أن إعلان حكومة موازية يمثل تهديدًا خطيرًا للسودان والمنطقة، خاصة وأن معظم الدول المجاورة هشة وغير محصنة ضد الفوضى والانقسام.
ودعت الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والدول الشقيقة إلى عدم الاكتفاء بالإدانة، مطالبة برفع تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي بما يتيح له العودة إلى موقعه الطبيعي في الأسرة الأفريقية، فاعلًا وشريكًا في صناعة السلام والاستقرار.
كما جدّدت الدعوة لكل شركاء السودان الإقليميين والدوليين لدعم عملية السلام والانتقال الديمقراطي عبر مسار حوار سوداني – سوداني، يركز على وحدة البلاد وتعزيز سيادتها الوطنية وبناء مؤسسات الدولة ودعم القوات المسلحة السودانية.