ما صحة “تسريب” مقطع حميدتي مع خالد سلك و ياسر عرمان؟

يوم الجمعة 15 مارس 2024،  نشرت حسابات مناوئة للجيش تسريبا لمكالمة هاتفية بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع أحد الجيش حول ضرورة احتلال منازل ومواقع مدنية في بعض المناطق. التسريب صحيح لكنه مضلل لأن التسجيل مبتور ولا يوضح الهدف من توجيهات البرهان، ما يدل على أن الجزء المبتور لا يخدم قضية مروجي التسجيل.

وفي اليوم التالي مباشرة، تداولت حسابات مناوئة للدعم السريع وتنسيقية “تقدم” من بينها حساب محمد عز تسجيلا صوتيا، زعمت تلك الحسابات أن صحيفة التايمز البريطانية الشهيرة نشرته ثم حذفته بعد دقائق.

التسجيل طوله 1:38 ثانية. ويزعم ناشروه أنه تسريب لاجتماع ضم قائد الدعم السريع،محمد حمدان دقلو، وإثنين من قادة “تقدم” هما خالد عمر يوسف وياسر عرمان.

الهدف من نشر التسجيل كما أوضحت الجهات التي نشرته “هو كشف  تورط  ياسر عرمان وخالد سلك القياديين في جبهة تقدم  مع قائد الميليشيا  حميدتي في التخطيط للإستيلاء على السلطة” و ذلك بإشعال الحرب الحالية.

تحرى فريق دبنقا عن صحة المقطع الصوتي ووجده “مفبركا”، والذين يقفون وراء عملية الفبركة لم يجهدوا أنفسهم لأخراجه بصورة أكثر حرفية تجعل تلك الأصوات المزيفة تبدو بوتيرة “تون” مختلفة وهو أمر طبيعي لدى البشر.

كما لم يجهد الذين فبركوا المقطع أنفسهم أيضا في إيجاد سيناريو أكثر قابلية للتصديق غير أن التسريب نشرته صحيفة التايمز البريطانية العريقة ثم حذفته، فمن الواضح أن اقحام تلك الصحيفة المحترمة بغرض اقناع الناس مصداقيته، لكن ماذا تنشر الصحيفة التسجيل ثم تحذفه دون إطلاع قرائها على سبب ذلك؟

من الواضح أننا أمام حرب الكترونية من نوع آخر، وهي حرب التسريبات الصوتية، التي تسهل فبركتها على العكس من المقاطع المصورة التي يسهل كشفها.

من المهم للجمهور أن يطلع على الحقيقة، لكن من غير الأخلاقي أن تسعى جهات لخداعه.