لجنة الأمن بولايتي نهر النيل والجزيرة تلغيان الإفطارات الرمضانية والتجمعات

والي نهر النيل محمد البدوي أعبدالماجد ابوقرون ــ إعلام حكومة ولاية نهر النيل


مدني: الأربعاء :3/ أبريل/2024: راديو دبنقا
أصدرت لجنة الأمن بولاية نهر النيل قراراً بحظر تجوال الأشخاص والمركبات بمحليات الولاية كافة من الساعة الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحاً يومياً وذلك اعتباراً من اليوم الأربعاء الموافق الثالث من أبريل العام 2024، ومنع القرار تنظيم الإفطارات الجماعية والتجمعات، وشدد على تكثيف التفتيش وزيادة التدقيق بالمعابر مع إحكام العمل الأمني بالأسواق.
كما أصدرت لجنة الأمن بولاية الجزيرة في اجتماعها أمس برئاسة الوالي المكلف، الطاهر إبراهيم الخير، قراراً بإلغاء جميع الإفطارات ذات الطابع الاحتفالي وذلك لمزيد من الاحترازات الامنية وحفاظاً على أمن وسلامة مواطن الجزيرة ومتطلبات الأوضاع التي تمر بها الولاية وذلك حتى اشعار آخر.

من جهته أصدر والي الشمالية المكلف عابدين عوض الله محمد اليوم أمر طوارئ رقم (5) لسنة 2024م، ووجه الأمر بتفتيش جميع العربات بما فيها عربات القوات النظامية، ومنع أمر الطوارئ ارتداء الكدمول، وأمر بأن يسري هذا الأمر داخل الحدود الجغرافية للولاية الشمالية اعتبارا من يوم ٣ ابريل ٢٠٢٤م

ونص القرار، الذي نشرته منصة الناطق الرسمي بإسم الحكومة، علي معاقبة كل من يخالف أحكام هذا الأمر بالعقوبات الوارده في أمر الطوارئ رقم (5) لسنة 2023م. ووجه القرار الجهات المختصة بوضع هذا الأمر موضع التنفيذ.

ومن جانبه دعاوالي القضارف المكلف محمد عبدالرحمن محجوب اليوم المديرين التنفيذيين بحكومة الولاية خلال اجتماعه بهم، إلى رفع الحس الامنى للمواطنين وإحكام الترتيبات الأمنية بالمحليات لمقابلة التحديات الأمنية الراهنة، التى تمر بها البلاد مشيرا إلى أن لجنة أمن الولاية قد اصدرت عددا من الموجهات، منعت بموجبها تجمعات المواطنين واقرت عدداً من التدابير والاحترازات الأمنية حفاظا على الأمن والاستقرار بالولاية.


وتأتي تلك القرارات في أعقاب، هجوم بطائرة مسيرة أمس، استهدف إفطار جماعي نظمه لواء البراء بن مالك التابع للحركة الإسلامية، وأسفر الهجوم عن مقتل 7 أشخاص بينهم طفل وضابط بالجيش برتبة رائد وأصيب حوالي ثلاثين شخصا آخرين، وذلك بصالة “انفنتي” بوسط مدينة عطبرة بولاية نهر النيل.
وذكرت تقارير إعلامية أن قائد الكتيبة المصباح أبوزيد كان ضمن الحضور لكنه غادر صالة الإفطار، قبل دقائق من سقوط المسيرة. بينما شوهد في مقطع مرئي “فيديو” متداول يتفقد فيه الجرحى والمصابين وكانوا بأعداد كبيرة، وسط هتافات عالية في مستشفى الشرطة بعطبرة.
ولم يتم تحديد الجهة التي نفذت العملية غير أن تقاريرًا صحفية ذكرت أن المسيرة تم إطلاقها من منطقة العكد، كما لم يصدر بيان من حكومة الولاية توضح فيه ملابسات الحادث سوى بيان مقتضب من اللجنة الأمنية التي يرأسها الوالي، لم تذكر فيه عدد القتلى واكتفت بالقول “خلف الهجوم عددًا من الشهداء”. ثم أردفته بيان لاحق فرضت فيه حظر التجوال.
وقالت لجنة أمن الولاية في بيانها الذي تحصل عليه “راديو دبنقا”: “تعرضت جموع من المصلين لهجوم غادر بطائرة مسيرة، أثناء أداؤهم لصلاة المغرب، عقب تناول وجبة الإفطار الرمضانية بمدينة عطبرة وخلف الهجوم عدداً من الشهداء والجرحى تم إسعافهم لتلقي العلاج، وأضاف البيان “سيتم نشر المزيد من التفاصيل حال اكتمال التحريات”.
وأصيب سكان مدينة عطبرة التي تعد إحدى المدن “الآمنة” بحالة من الخوف والذعر جراء الانفجارات التي وقعت أمس وهزت المدينة وهي الأولى من نوعها، وتبعد عطبرة عن مناطق الصراع المسلح، و لجأ إليها الفارين من ويلات الحرب، لكن تزداد المخاوف مع تمدد رقعة الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. مع تهديدات الأخيرة بتحرير كل مدن وولايات السودان من أيدي “الفلول”، الجيش السوداني. وسبق أن وصلت قوات من الدعم السريع إلى منطقة البجراوية السياحية الواقعة في ولاية نهر النيل.
ووضعت سلطات الولاية تدابير احترازية وإجراءات أمنية مشددة تحسبًا لهجوم آخر أو تصعيد متوقع، ونشرت سلطات الولاية قوة مشتركة من الجيش والأمن والشرطة، ونصبت ارتكازات على مداخل المدينة والشوارع الرئيسية بينما أغلق سوق المدينة الكبير، في ظل حالة الطوارئ المعلنة وحظر التجوال المفروض مسبقًا على المواطنين منذ ديسمبر العام الماضي لكن قرار الوالي اليوم عزز من الإجراءات الأمنية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشور يشير إلى القبض على خلية بمنزل أحد كوادر الحركة الإسلامية بالعكد، وبحوزتها أربعة مسيرات، وقدموا اعترافات بالعملية وأرشدوا على بقية أفراد الخلية بالضفة الغربية للمحجر القديم بالعكد، وتم اقتياد أفراد الخلية إلى مكان غير معروف، وتحرك فريق مكون من الاستخبارات والشرطة العسكرية وكتيبه البراء إلى المحجر.
الحادث يعد مؤشرًا خطيرًا وتطور نوعي ينذر في كل الأحوال باحتمال انتقال العنف بين الكتيبة الإسلامية، والجيش السوداني، حيث استنفرت الكتيبة أفرادها للقتال إلى جانب الجيش السوداني، ولا توجد مظاهر عسكرية لقوات الدعم السريع في المنطقة رغم امتلاكها لمسيرات.
والحادث جاء في أعقاب رسائل متبادلة وفي الهواء الطلق، بين عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام الفريق شمس الدين الكباشي الذي اعتبر أن المقاومة الشعبية هي الخطر القادم، مالم يتم ضبطها.
ورد عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا بتجديد ثقته في المقاومة الشعبية وأوصى بالاهتمام بها، وقال (عليكم بالمقاومة الشعبية). وشن العطا في مخاطبة لقادة عسكريين وأعضاء حكومة ولاية الخرطوم بوادي سيدنا، هجومًا على حكومة بورتسودان. وقال إنَّ عناصر قوات الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير لازالت موجودة في مفاصل الدولة ووصف بنك السودان بأنه “بنك آل دقلو”.
ومن غير المعلوم إلى أين ستتجه الأوضاع إن كانت ستمضي نحو انفلات أمني شامل وتشهد البلاد تطورات غير مسبوقة في ظل هذا المناخ العاصف بالخلافات بين قادة الجيش، أو إن كانت صراعات داخلية بين الفصيل الإسلامي، لكن في كل الأحوال بات المواطن غير آمن حتى في المناطق الخالية من الحروب والتي تتوفر فيها طاقة عسكرية بهذا القدر وفي أيدي مدنيين.

Welcome

Install
×