قصف على الأبيض وكادوقلي والكوليرا تجتاح مناجم التعدين بجنوب كردفان

الأبيض – جنوب كردفان: 19 أكتوبر 2025 – راديو دبنقا

تعرضت مدينتا الأبيض وكادوقلي لقصف مدفعي وهجمات بطائرات مسيّرة أمس.
وقال شهود عيان لراديو دبنقا إن القصف في كادوقلي استهدف مخازن الأسلحة في المدرعات، ما أدى إلى سماع أصوات انفجارات قوية. ومن جانبهم، نشر مواطنون مقطع فيديو يُظهر سقوط إحدى القذائف في أكاديمية العلوم الصحية.

وتضررت في مدينة كادوقلي عدد من المنازل جراءالقصف المدفعي.

تفشي الكوليرا

كشفت لجنة مناهضة السيانيد بمحافظة قدير في جنوب كردفان عن وفاة 23 شخصًا وإصابة 145 آخرين بمنجم التقولة، مشيرةً إلى أن أسباب الوفاة لم تُحدّد بعد، بينما تشير المتابعات الأولية إلى اشتباه في تفشي الكوليرا وسط مخاوف من تسمم ناتج عن مخلفات التعدين.
وأوضحت اللجنة في بيان أن السلطات في محافظة تلودي منعت الدخول والخروج من المدينة بعد تحويل المرضى من منجم التقولة إلى مستشفى تلودي، الذي شهد أغلب حالات الوفاة.
كما وجّهت السلطات الأمنية بمنع دخول أي مركبات تنقل مخلفات الكرتة إلى مدينة كالوقي، حاضرة محافظة قدير.

وكشفت مصادر صحية عن تسجيل 73 حالة إصابة، بينها 7 حالات وفاة في تلودي بجنوب كردفان، من بينها حالات قادمة من مناطق التعدين في التقولة.
وأشارت المصادر إلى إيقاف جميع الأنشطة التجارية، خاصة محال بيع اللحوم والخضروات والمطاعم ومحلات الشاي لمدة ثلاثة أيام، مع استمرار حملات التطهير لمنازل المصابين، والتوعية عبر مكبرات الصوت والمحاضرات في المساجد والأندية والزيارات المنزلية.

وكانت وزارة الصحة الاتحادية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن تسجيل 611 إصابة بالكوليرا في 15 ولاية، أبرزها شمال كردفان، وجنوب كردفان، وجنوب دارفور، ووسط وشرق دارفور.

انعدام الأدوية في كادوقلي

تشهد مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان تدهورًا مقلقًا في الوضع الصحي، وارتفاعًا كبيرًا في تكاليف العلاج والرعاية الطبية.
وقال مصدر صحي لراديو دبنقا إن المدينة تشهد انتشارًا واسعًا للأمراض والأوبئة في ظل نقص حاد في الخدمات الصحية الأساسية.
وأوضح أن حالات الملاريا والتيفوئيد شهدت تزايدًا غير مسبوق خلال الأسابيع الأخيرة، إلى جانب تفشي الإسهال المائي الحاد الذي يتسبب في وفيات يومية بين المواطنين.

اكتظاظ بالمرضي

وأشار إلى أن مستشفى كادوقلي يعاني من اكتظاظ شديد بالمرضى وسوء بيئة صحية داخل العنابر نتيجة الحرارة المرتفعة وضعف التهوية، ما يجعل الإقامة فيه صعبة للغاية.

وأضاف أن الأدوية الأساسية شبه معدومة داخل المستشفى، باستثناء المحاليل الوريدية، بينما تُباع الأدوية الأخرى في الصيدليات بأسعار مرتفعة. وأوضح أن سعر دواء «الساميكسون» بلغ 15 ألف جنيه، بينما انقطع دواء «الكوارتم» الخاص بالملاريا من الأسواق.
كما لفت المصدر إلى أن تكاليف الفحوصات الطبية ارتفعت بصورة كبيرة بسبب نقص المحاليل المخبرية، موضحًا أن فحص الملاريا يكلف 10 آلاف جنيه، بينما يتراوح فحص التيفوئيد بين 15 و20 ألف جنيه
وأشار إلى أن تكلفة العلاج الكاملة أصبحت تفوق قدرة أغلب الأسر، إذ تصل تكلفة أربع جرعات من دواء الساميكسون إلى نحو 60 ألف جنيه، مؤكدًا أن الأوضاع الحالية تمثل كارثة صحية وإنسانية حقيقية في كادوقلي.

تراجع الكوليرا في جنوب دارفور

وفي دارفور، أعلنت وزارة الصحة بجنوب دارفور عن تسجيل 5 حالات إصابة بالكوليرا، من بينها حالة وفاة واحدة أمس.
وأشارت الوزارة إلى أن الإصابات تم تسجيلها في محليتي نيالا شمال ونيالا جنوب، ليرتفع إجمالي الإصابات بوباء الكوليرا في الولاية إلى 5805 حالات إصابة و275 وفاة، وذلك منذ ظهور أول حالة في 27 مايو 2025.

من جانبه، قال الناشط المجتمعي عبدالله محمد الحسن إن وباء الكوليرا انحسر بدرجة كبيرة بفضل حملات التطعيم الواسعة وحملات إصحاح البيئة والتدابير الوقائية التي انتظمت المدينة خلال الأسابيع الماضية.
وأضاف الحسن أن الجهود الصحية أسهمت كذلك في السيطرة على انتشار الملاريا.
وأشار إلى أن معاناة النازحين في مراكز الإيواء لا تزال تتفاقم مع تزايد أعدادهم يوميًا، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا من المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم والخدمات الأساسية لهم.
وأوضح أن تنسيقًا يجري حاليًا بين حكومة الولاية والمنظمات من أجل تجميع النازحين الموزعين على سبعة مراكز حاليًا في مراكز أكبر، بهدف تسهيل تقديم الخدمات وضمان العدالة في توزيع المساعدات.