قادة دارفور وحديث اللقاءات الذي لا يثمر

قادة دارفور الموجودون الآن على الساحة السياسية، فشلوا في أن يقدموا لأهلهم شيئاً خلال نصف قرن من الزمان. لم تر دارفور وجوهاً غيرهم، حتى الجدد صنعتهم الصراعات التي أنتجها بعضهم بسبب قصر نظرهم، وكثيراً ما اجتمعوا لمناقشة قضايا دارفور في مناسبات لا تعد ولا تحصى نظموا فيها من درر الكلام ما نظموا ولا شيء ظهر على أرض الواقع، واليوم أيضاً لن يكون لهم أثر إيجابي لأنهم أصبحوا أكثر سلبية مما كانوا لأسباب كثيرة لسنا بمجالها.

 

بقلم : اسماء جمعة 

 

قادة دارفور الموجودون الآن على الساحة السياسية، فشلوا في أن يقدموا لأهلهم شيئاً خلال نصف قرن من الزمان. لم تر دارفور وجوهاً غيرهم، حتى الجدد صنعتهم الصراعات التي أنتجها بعضهم بسبب قصر نظرهم، وكثيراً ما اجتمعوا لمناقشة قضايا دارفور في مناسبات لا تعد ولا تحصى نظموا فيها من درر الكلام ما نظموا ولا شيء ظهر على أرض الواقع، واليوم أيضاً لن يكون لهم أثر إيجابي لأنهم أصبحوا أكثر سلبية مما كانوا لأسباب كثيرة لسنا بمجالها.

الأسبوع الماضي التقى قادة دارفور ذات الوجوه التاريخية مع القائد الجديد محمد حمدان دقلو الذي حملته ظروف الصراع إلى أن يصبح قائداً فوق العادة. حقيقة لا أدري ما هو الهدف الذي بسببه اجتمعوا، ولكن يبدو أنه جلسة خاصة للتفاكر حول كيف يمكن الخروج بدارفور من ورطتها التي أدخلها فيها النظام المخلوع الذي سانده عدد كبير من قادة دارفور وأسهموا في تمكينه سواء كانوا حركة إسلامية أو أحزاب تاريخية أو فكة أو إدارة أهلية أو رجال أعمال أو مجموعات حملت السلاح، إضافة إلى الباحثين عن مصالحهم الشخصية مع أي نظام، إلا من رحم ربي، ولا أظن أنني أحتاج الى توضيح ما حدث فكلكم شهود .

قادة دارفور المجتمعون أغلبهم تجنب الحديث عما يقلق أهل دارفور مثل العدالة ومشاكل الصراعات التي لا تتوقف والانفلات الأمني والفقر والأراضي وغيرها من قضايا مسكوت عنها وركزوا على اتفاق السلام، أي نعم جميعهم قال كلام طيب ولكن ياما قيل مثله وأجمل منه بكثير من قبل ولكنه تبخر مع انفضاض المجالس، لم يغلبهم جميل القول أبداً بل الفعل، وهم ينطبق عليهم المثل (أسمع كلامك أصدقك أشوف عمايلك أستعحب). فإلى متى ينتظرهم الناس حتى تتحول أقوالهم إلى أفعال يستفيدون منها.

حميدتي قال في اللقاء إن البلد خيرها كثير ولكن من الذي يخرجه؟ في إشارة إلى أنه لا يوجد قادة قادرون على قيادتها إلى بر الأمان، وقال إنها ستخرج إذا بيضوا النية، وقد أصاب كبد الحقيقة، فما أصاب دارفور والسودان كله هو بسبب سوء نوايا القادة ومعروف أنه إذا صدقت النوايا صلح العمل .

أعتقد أن قادة دارفور الموجودين الآن على الساحة السياسية لم يعد لديهم الكثير ليقدموه لدارفور وأهلها ومالم ينجحوا فيه خلال خمسين سنة لن ينجحوا فيه الآن، وقد آن الأوان ليترجلوا ويتركوا الساحة لأجيال جديدة يمكن أن تحدث تغييراً ثورياً جذرياً ينقل أهل دارفور بسرعة لآفاق أرحب، وهنا أدعو الأجيال الجديدة التي تقف خلف حائط صد هؤلاء القادة أن يقفزوا إلى الأمام ويستولوا على زمام المبادرة فما تحتاجه دارفور عمل وليس كلاماً، وحقيقة إن كان قادتها أهل حكمة وعمل لما حدث ما حدث .