عيد وسط دوي المدافع وتحليق الطيران الحربي

تصاعد أعمدة الدخان جراء تبادل القصف بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم ـ أرشيف ـ المصدر ـ فيس بوك

استقبل مواطنو ولاية الخرطوم عيد الاضحى المبارك بدوى الاسلحة وتحليق الطيران الحربى في اليوم الاول من العيد وسط عزوف الغالبية من المواطنين لشراء احتياجات العيد بسبب انعدام السيولة. وقالت مواطنة في الحاج يوسف لراديو دبنقا انهم استقبلوا العيد بتحليق للطيران واستمرار القصف المدفعي وقالت(بينما الناس في الساحات العامة لأداة صلاة العيد حلقت الطيران الحربى على رؤوسهم كما سمعوا دوى انفجارات مكثفة في اماكن متفرقة) واوضحت ان الوضع المادي وعدم صرف المرتبات لأشهر فاقم من الوضع الإنساني مما اضفى صورة كاحله على العيد وتجريده من الطعم والفرحة ،واشارت الى خلو الطروقات من المارة.

منازل خاوية

وقال مواطنون آخرون في الخرطوم ان الشعب السوداني استقبل العيد في ظرف استثنائي لم يشهده من قبل. وقال الناشط بشير الصادق لراديو دبنقا ان اغلب المواطنين نزوح ولجاوا الى دول الجوار تاركين منازلهم خلفهم خاوية وكشف عن عدم وجود أي ملامح للعيد حيث حل شعور الغربة وفقدان الاعزاء محل الفرحة .

عمليات نزوح كبيرة

وفي منطقة الكلاكلات جنوب الخرطوم شهد اليوم الاول للعيد عمليات نزوح كبيرة للمواطنين الي الولايات مع انعدام أي مظاهر العيد. وقال الصحفي ايمن سنجراب لراديو دبنقا ان المنطقة شهدت هدؤءا حذرا مع استمرار نزوح كبير خلال يومي الثلاثاء والاربعاء واوضح ان الجميع حزين مع وجود رغبة وسط المتبقين بالتجمع وتناول وجبة الافطار بشكل جماعي ، واشار الى وجود اصوات لإطلاق النار المتقطعة وعلى مسافات بعيدة وكشف عن انقطاع المواطنين في الكلاكلات عن العالم الخارجي بسبب انقطاع التيار الكهربائي لستة ايام متتالية، كما اشار الى وجود استنكار وسط المواطنين من خطاب البرهان الذى دعي فيه المواطنين بحمل السلاح مشيرا الى ان واجب الاجهزة الامنية حماية المواطن ونبه الى وجود تذمر واستنكار كبير وسط المواطنين ضد الانتهاكات التي يمارسها المسلحين تجاه المدنيين باعتبارهم ليسوا جزءا من الحرب الدائرة .

عزوف عن شراء خراف الأضاحي

وفي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور امتلأت الساحات العامة بالمصلين وسط دعوات الائمة طرفي الصراع الجيش والدعم السريع الي وقف الحرب وتغليب مصلحة وأمن المواطنين، كما ادانوا التفلت والتعدي على ممتلكات المواطنين. وكشفت مراسلة راديو دبنقا بالفاشر عن عزوف المواطنين عن شراء خراف الاضحية بسبب انعدام السيولة ووصفت الاوضاع الانسانية في الفاشر بالسيئ للغاية هذا الى جانب التردي الأمني المريع والنزوح الكبير لمواطني الاحياء الشرقية للمدينة ونبهت الى وجود تخوف وسط المواطنين من احتمال نشوب اشتباكات بين الدعم السريع وذلك عقب تحركات قامت بها قوات الدعم السريع وتمركزها بالقرب من سوق المدينة.

انعدام السيولة

وفي نفس السياق اكد مواطنون في الفاشر عدم وجود أي ملامح للعيد وقالت ربة منزل لراديو دبنقا انهم اصبحوا ضحايا للحرب بدلا من التضحية واوضحت ان الوضع الاقتصادي وقف امام الاسر من الوفاة بالتزامات العيد مشيرة الى توفر الخراف في الاسواق مع انعدام السيولة ولا احد يقترب منها.

امتلاء الساحات بالمصلين

وفي مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور ادي آلاف المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك على دوى اصوات الذخيرة التي بدأت منذ يوم الثلاثاء. وقال مراسل راديو دبنقا انه وعلى الرغم من استمرار اصوات الاسلحة الا ان الساحات العامة بالمدينة امتلأت بالمصلين. وناشد الشيخ إسحاق بحر الذي ام المصلين بساحة الوحدة بالوقوف الي جانب الحق ومنع أبنائهم من الاعتداء على اعراض وممتلكات الاخرين وناشد بضرورة توقف الحرب التي خلفت قلتي ودمار في البنى التحتية وتشريد المواطنين.

واشار الى العيد هذا العام حمل طابع الحزن ،كما اشار الى عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي رغم تدنى الاسعار وذلك بسبب انعدام السيولة وتراوحت اسعار الخراف ما بين 30- 500الف جنيه. من جهتهم عبر مواطنون عن تمنياتهم بوقف الحرب فورا وناشدوا طرفي الصراع بوقف الاقتتال حفاظا على ما تبقى من أرواح وممتلكات وبنية تحتية.

استمرار الحرب والنهب

وفي ولاية غرب كردفان وصف مواطنون عيد الاضحى المبارك بالحزين. وقال استاذ صلاح محمدي في مدينة بابنوسة لراديو دبنقا ان الجميع تغلب عليهم مشاعر الحزن واوضح ان الغالبية من الاسر بالولاية لم تستطيع توفير احتياجات العيد من ملبوسات وخراف الاضحية وذلك بسبب عدم توفر السيولة حيث ظل الجميع لثلاثة اشهر بدون صرف رواتبهم واشار الى استمرار الحرب والنهب والارتفاع الهائل في اسعار التذاكر والخدمات الاخرى حالت دون تواصل الاسر كما هو المعتاد في مثل هذه المناسبة الكبيرة.

فرحة علي وجوه الأطفال

وفي سنجة ادي المواطنون صلاة العيد من داخل قيادة المنطقة العسكرية بمدينة سنجة الفرقة 17 مشاة ، وفي مدينة ود مدنى بولاية الجزيرة استقبل النازحين في مراكز الايواء العيد بمشاعر متباينة .وقالت مراسلة راديو دبنقا التي طافت احدى مراكز الايواء ان الاطفال بدا على وجوههم الفرحة بفضل الترتيبات التي تمت في المركز للأطفال واشارت الى مشاعر مغايرة ظهرت على اوجه الكبار اتسمت بالحزن،